الاستقلال والاستغلال
بقلم/ محمد لطف الحميدى
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و يوم واحد
الأحد 02 ديسمبر-كانون الأول 2012 03:19 م

خرج أخر مستعمر بريطاني من جنوب الوطن حاملا الخزي والعار لأكن لم يخرج أخر فاسد من جنوب وشمال الوطن خرج الاستعمار البريطاني وولى هاربا تاركا وطن استعمره شلة منتفعة ظاهرها الاستقلال وباطنها الاستغلال الجشع للوطن ومقدراته ماذا صنعنا منذ ذاك التاريخ غير الحروب والجوع والتمزيق والشتات وهجرة الشباب الأقويا ليبنوا أوطان غير أوطانهم لقد خرج المستعمر من بلادنا ولم يخرج الاستعمار الداخلي الذي احتل الفكر والأرض والهوية فحول البلاد إلى مزرعة ينتفع بها هو ومن يقع على شاكلته تفنن اليمنيون بصناعة الثورات والحروب لأكنهم لم يتفننوا بقيادة الوطن وإحداث التغيير ماذا يعنى لنا الاستقلال أن يخرج المستعمر ويبقى المستأجر يتحكم بمصير امة ها نحن نقود ثورات وأضننا سنبقى نقيم ثورات دون أن نقدم لشعبنا ما يريد امة أثخنها الحرب والجوع وويلات الدمار والخراب 30من نوفمبر عيد نراه شعارا وليس واقعا على الأرض غير خروج ذاك المستعمر من جنوب الوطن تتبعها ثورات وصولات وشتات وها نحن اليوم نقاوم استعمار موروث أراد أن يكرس الاستبداد ويصنع الاستغلال بشعارات مزيفة ومفبركة ورنانة يشحذون همم امة لا تفرق بين ماض عشناه بكل مآسيه وحاضر يكاد يخمد أنفاسنا وينسينا وطننا المسلوب أكاد اجزم أننا إلي اليوم مازلنا نعيش مرحلة من مراحل الاستعمار فغيرنا من الشعوب اتحد وسار وبنا نهضته وشيد مملكته وعاش كريما

أكاد اجزم أن ثوراتنا تختطف من أيادي الشرفاء ليستغلوها ضعاف الإرادات وبائعي ضمائرهم يوم الاستقلال يعنى الاستقلال من التبعية والذات المريضة ليقظة الضمير المحتوم على حب الأوطان الاستقلال يعنى أن ننفض الاستغلال من على جدران تلك القلوب الواهية المتشبعة بحب الأنا الشخصي المريض كم تداولنا ادوار التزييف من اجل أن نقدم وطننا للمستعمر الداخلي لنتقرب وتنتفخ بطوننا وأوداجنا وتتسمن قططنا وكلابنا على حساب وطننا الاستقلال يجب أن يكون حاضرا من اجل أن يرحل أخر فاسد عاش على تراب هذا الوطن الاستغلال يجب أن يحارب يجب أن بنشال من على صفحات وقلوب تلكم الأزلام المريضة ينادون اليوم بالخراب وتمزيق الوطن أولائك الذين تجندوا ومازالوا متجندين للخارج وليس للداخل فهل أن الأوان لئن نعرف من يستغل مشاعرنا ويلهب الحماس الخاطئ فينا من اجل أن نتمزق ونتشرذم من اجل أن يعود أو يحقق أهدافا للمستعمر الخارجي الوطن لا بد من أن يستقل عن أولئك الأفكين ويتجه نحو الخيرين.