السفير اليمني بالدوحة يبحث مع وزيرة الدولة للتعاون الدولي القطرية تعزيز التعاون المشترك رئيس الوزراء يبلغ المبعوث الأممي بعد عودته من إيران: السلام لن يمر الا عبر المرجعيات الثلاث المتوافق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً وزير دفاع خليجي يصدر بحقه حكم قضائي بسجنه 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار حكم قضائي بسجن وزير داخلية خليجي 14 عاما وتغريمه أكثر من 60 مليون دولار . تعرف على القائمة الكاملة للأسماء الخليجية التي توجت في حفل Joy Awards 2025 بيان عاجل من مصلحة شؤون القبائل بخصوص هجوم الحوثيين على قرية حنكة آل مسعود .. دعوة للمواجهة بايدن: حشدنا أكثر من 20 دولة لحماية الملاحة الدولية في البحر الأحمر .. هل سيصدق في استهداف الحوثيين تحركات دولية وإقليمية لإعادة صياغة المشهد اليمني .. والحاجة لمعركة وطنية يقودها اليمنيون بعيدا عن التدخلات ملتقى الفنانين والأدباء ينظم المؤتمر الفني والأدبي الثاني للأدب والفن المقاوم بمأرب بمشاركة أكثر من 100 دولة و280 جهة عارضة اليمن تشارك في مؤتمر ومعرض الحج 1446هـ بجدة
1
بعد نحو نصف قرن من قيام ثورة 26 سبتمبر في 1962م يبدو من المهم جدا والضروري الوقوف بتأن محاولا قراءة الواقع السياسي والاجتماعي لليمن بعد مضي تلك الفترة والوقوف أمام الأهداف الستة التي اعلن عنها عشية 26 سبتمبر والتي نمر عليها يوميا وهي تتربع اعلي الصحف الرسمية حتى بدت أكثر ثباتا من ترويسات تلك الصحف التي تغيرت ألوانها ورؤساء تحريرها وشكلها الفني لكنها لم تتزحزح من مكانها لتشكل قالبا فنيا يميز الصحف الحكومية عن غيرها ، ولشدة ثباتها لم يعد احد يلتفت لها باعتبارها مسلمات لا تقبل النقد ،بل ان المشرع اليمني اعتبر الحديث عنها بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون.
تم اختزال الثورة والجمهورية في تلك الأهداف وتم تكريس جهود الإعلام الحكومي واعلام الحزب الحاكم للحديث عن منجزات الثورة وكيف حققت اهدافها وعلى الرغم من كل تلك الادعاءات، لم يتم تحرير العبيد اليمنيين الذين كشف تحقيق صحفي عن وجودهم في عدد من المحافظات اليمنية ، الامر الذي يضع اليمنيين مواطنين ومنظمات وهئيات حكومية وبرلمانية وقضائية وصولا لرئيس الجمهورية الخامسة امام تحدي أخلاقي للدفاع عن أهداف ثورتهم التي تزين صدر صحيفة الثورة اليمنية ويبدأ الارسال التلفزيوني بعرضها على شاشته الالكترونية ويتم تلقينها لطلاب المدارس كي يحفظوها دون ان يعرفوا معانيها.
2
وجود عبيد في يمن الوحدة بعد مضي ما يقارب من نصف قرن على الثورة التي قيل ان من اهدافها القضاء على العبودية مؤشر واضح على فشل الثورة في احداث تغير جذري في بنية المجتمع التقليدية الرافضة والمقاومة للتغيير والتحديث.
الهدف الاول للثورة يتحدث عن إزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات،وهو اعتراف من دولة الجمهورية بعدم القدرة على الغاء الطبقات في المجتمع وفشل بناء مجتمع مدني فالطبقات استمرت وتزايدت الفروقات والامتيازات ، وظهر فرز طبقي بصور اشد بشاعة ، وبرزت على السطح اشكال طفيلية تحصل على امتيازات بسبب انتمائها الجهوي والمناطقي والاجتماعي والسياسي ،وتزايدت عملية الاستقواء بالامتيازات الطبقية والفئوية من قبل المشايخ القبليين الذين زاد نموهم وتكاثرهم كما تتكاثر البكتيريا وصار عدد المشايخ يفوق عدد الرعية،وسعى اولئك من اجل تعزيز نفوذهم وتواجدهم للاندماج في المؤسسة العسكرية واصبح لكل منهم حصة في الجيش والامن ومواقع صنع القرار وصولا للمؤسسات الحكومية حيث اصبحت كلمة الشيخ تسبق المنصب الحكومي وظهر الشيخ الوزير ، والشيخ الوكيل ، والشيخ المحافظ ، والشيخ البرلماني ...الخ.
3
زاد المشايخ وزاد العبيد ، وتحول المشايخ الى غول يلتهم الدولة واصبحت الدولة صبي يحتمي بالمشايخ الذين انفتحت شهيتهم لالتهام كل شيء ،وشهدنا تحول المشايخ بين ليلة وضحاها الى تجار ومستثمرين ورجال اعمال ، لكن بعقلية الناهب الذي يزاحم رجل المال الحقيقي والتاجر بن المهنة عن طريق الاستقواء بالقبيلة والعسكر ونهب الوكالات والحصول على تسهيلات حكومية مخالفة للقانون، تحصل بقوة السلاح وفرض الامر الواقع.
اليوم اصبح الانتماء للقبيلة وللشيخ يتجاوز الانتماء للوطن وللنظام والدستور ،ينظر النظام الحاكم للاطراف المدنية بنوع من الازدراء مقابل نظرة التقدير للاطراف التي تحمل السلاح وتحصل على حقوقها بقوة السلاح وقطع الطريق واختطاف الآمنين.
4
ازالة الفوارق والامتيازات لم تكن سوى خدعة فها هي قلة من الناس تستأثر بالثروة والقوة وتحضى بامتيازات الثراء السريع وغير المشروع فقط لانتمائها لطبقة المشايخ والمتنفذين القريب من البلاط الرئاسي ، الذين يدوسون على القوانين والتشريعات باقدامهم ، ويثبتوا انهم فوق الدولة.
الحديث عن المواطنة المتساوية ليس سوى كذبة اخرى ، هناك مواطنين لهم حقوق خاصة ومنافع تزيد باقترابها من دائرة الرئيس سواء من اقاربه او اصهاره او كبارات رجال دولته، وهؤلاء هم يتمتعوا بحقوق المواطنة كاملة الدسم ،لهم الاولوية في كل شيء ، بينما الغالبية العظمى من اليمنيين ليسوا سوى أجراء ،عليهم ان يكرسوا انفسهم لخدمة تلك الفئة من المواطنين السوبر.
نتيجة لذلك التفاوت ليس مستغربا من ظهور حركات تهدد استقرار البلد وتهدد باندلاع الفوضى التي اصبحت جزءا من خطاب السلطة المتشنجة والمتشبثة بالكراسي ، تلك الحركات لا تختلف عن السلطة لكونها تحمل مشاريع صغيرة لها بعدها المناطقي والفئوي.
5
لم يكن اداء ممثلي الشعب في البرلمان اقل سوءاً من موقف الحكومة والقضاء ورئيس الجمهورية ومنظمات المجتمع المدني والاحزاب السياسية ، تجاه قضية العبيد ، ولا استبعد ان يكون لدى عدد كبير منهم عبيد ، لذا فانهم يصطفوا خلف مصالحهم واماكن نفوذهم، ستظل حكاية العبيد نقطة سوداء في ضمير كل اليمنيين.
هذا الموضوع يضعنا امام تحديات اخلاقية وانسانية وقانونية ، بأمكان الاحزاب وعلماء المنابر والخطابة النزول الى المناطق التي يوجد فيها العبيد وتوجيه قافلة للحرية لتحرير العبيد وتخليصهم من عبوديتهم المنافية للشرع والعقل والمنطق والقوانين المحلية والدولية.
على اليمنيين ان يعبروا ولو لمرة واحدهم انهم احرار، وان تضحياتهم في الثورة والجمهورية لم تذهب سدى ، فالعبيد اولئك هم يمنيون وهم اناس خلقهم الله ، ولا يجوز ان يكون احد عبدا لغير الله. وللحديث بقية.
Alzorqa11@hotmail.com