3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024 الجيش الروسي يعلن عن السيطرة والتقدم وهجوم صاروخي عنيف يستهدف خاركيف مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب
ما أحوجنا اليوم إلى دور متعاظم للمصلحين الاجتماعيين ، خصوصاً ونحن نعاني من كثرة الصراعات والنزاعات المتنوعة في ظل خمول سلطة الدولة وتجاهلها العمل الجاد من أجل حل قضايا الناس التي يعانون منها أشد المعاناة ، الأمر الذي أبرز قيادات اجتماعية هامة كان لها أثر فعال ودور ظاهر في حل كثير من الخلافات وبأسهل وأيسر الطرق وألين الأساليب ، فكان من هذه النوعية الشيخ محمد بن صالح العلم الحارثي الذي وافته المنية في الأيام القليلة الماضية أثر مرض ألم به ، مخلفاً وراءه فجوة كبيرة في مجال إصلاح ذات البين وفض النزاعات ، نرجو من الله عز وجل أن يقيض لهذه الفجوة من يسدها .
العلم ذلك الرجل الفرد المتواضع في نظرته إلى نفسه ولكننا نراه في مقام شيخ المشايخ في دوره وقدرته على فرض الحلول الصائبة والمناسبة عند تدخله بين أطراف النزاع ، وهو رجل كبير الهامة عند تعامله مع قضايا ذات وزن ثقيل ، لا يعبأ بها مهما تكن مصادرها وتعقيد أطراف حلولها، وهو رجل يرى بنظرة ثاقبة لما وراء الأفق الاجتماعي والسياسي ، ولذلك عرفه السياسيون والعسكريون والعلماء والدعاة والتجار ، فكان له في كل فئة من هذه الفئات صولة وجولة برغم التواضع الذي يحيط به من كل جانب، ولهذا كله أحبه الناس جميعاً إلاّ أن كل ذي نعمة محسود ، ومما لا شك فيه أن الوجاهة الاجتماعية من أهم المجالات التي يتحاسد عليها الناس فكان ـ رحمه الله ـ عرضة لحسد بعض ضعفاء النفوس الذين لا يهمهم إلاّ ذواتهم المطموسة بطلاء الكبر والحسد والأنانية فيذهبون كل مذهب للشماتة بالآخرين والتقليل من شأنهم لا لشئ إلاّ لأنهم حسّاد .
ذهب العلم وترك لنا مآثر عظمة خلّدت ذكره في نفوسنا وأرغمتنا على إحاطته بالدعاء له بالشفاء طوال فترة المعاناة التي مرّ بها وهو يصارع آلام مرض السرطان الدماغي ، وسترغمنا بمواصلة الدعاء له بالمغفرة والرحمة والرضوان بعد أن فارقنا ورحل إلى الدار الآخرة .
ذهب العلم وترك فينا ذكريات عظيمة وخطوات جبارة لم يخطوها أحد قبله ، وخاصة في منطقته ((وادي بلحارث)) فهو الرجل الوحيد الذي يختار أزواج بناته ويرفض التعامل في هذا الجانب على أساس المبدأ الذي تعارف عليه الناس ((خذ وهات)) ولكنه طبق مبدأ ((العطاء بدون مقابل)) وأنا أشهد له بذلك عند الناس ، أما عند الله فليس له حاجة إلى شهادتي لأن الله خير الشاهدين ولكنني أزكيه في هذا الجانب بحكم علمي اليقيني بذلك ، لكي يكون مثالاً يقتدى به في هذه الخصلة الجميلة التي تنكر لها الكثير من الناس في ظل مغريات المادة وطمع النفوس في كسب المال على حساب الدين والأخلاق .
فإننا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف بخير منها !!