مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟
مأرب برس ـ خاص
تقريبا صورة واحدة تناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية عن التفجير الذي حدث في مأرب ، والصورة كانت عبارة عن سيارة مشتعلة ورجال متمنطقين بأسلحتهم ومرتدين مئزراً وأشداقهم منتفخة بالقات ، وقد كتبت بعض الصحف عن هؤلاء الأشخاص بأنهم رجال أمن ولم يظهر في الصورة إطلاقا أي شخص مرتدي الزى الرسمي العسكري للدولة .
وهذه الصورة بها من الدلالات الشيء الكثير لعل اهمها أنها ترسخ الصورة العالمية عن اليمن وبأنها دولة مبنية على الفوضى والارتجالية كما أن تلك الصورة وبتلك الكيفية الغير لائقة إطلاقا هي من تضر بالسياحة بقدر ضرر تلك الأعمال الإرهابية أن لم تكن أكثر ، وأنا على يقين تام بأن الرئيس يشاهد ما تناقلته وسائل الأعلام ويرى تلك الصور الحية ولا يشعر بأي شيء غير طبيعي بعكس المواطن العادي الذي تؤلمه تلك المناظر ويشعر بالإساءة أكثر من أي شيء آخر ، لأنه لو شعر الرئيس بأنه هنالك ثمة خلل أو أمر مخجل لأمر بإصلاحه فورا وعدم تكراره حفاظا على الصورة الحسنة لليمن ونظامها وأمنها ، لكننا سنرى مرات قادمة مثل هذه الصورة التي يسخر منها الكثيرون وتؤكد فعلا صورة اليمني بتلك الهيئة .
اليمن بلاد الفوضى والتخلف والقات ، هذه الجملة هي التي أكدت عليها تلك الصورة ، بينما لا أحد يعلم هل هؤلاء الرجال هم رجال قبائل أم رجال دولة ، وفي كلتا الحالتين لا فرق كبير بين القبيلة والدولة ، ولن يتغير الأمر لأنه هنالك من يعتقد أن مثل هذه الصورة المشينة هي علامة فارقة لليمني وأنها مثار أعجاب الأجانب بنا ، وإلا ماذا يعني وأنت تتابع موقع رسمي للحزب الحاكم وهو ينشر بكل فخر تقارير سائحين وكتاب أوربيون عن اليمن يصفونها بالبدائية والتي هي قرينة في نظرهم بالقبلية وبأنها بلاد يمكنك شراء الأسلحة منها في محلات البقالة بجوار الجبن والألبان وبأنه شعب فقير وطيب وكل تلك العبارات لو عصرتها لخرجت لك لفظة واحدة ألا وهي ( متخلفون ) .
أنهم ومن خلال تلك التقارير ترى بهم فعلا التعجب كون أنه مازال هنالك بلد في هذا العالم به مثل هذه الصفات ، أنه شعب يستحق أن يبنى له متحف ليأتي الزائر المتحضر والمتقدم ويشاهدنا ، والنظام الحاكم المتمثل بأعلى هيئة في البلاد هكذا فهم السياحة و هكذا أصر خلال ثلاثين عاما على تنميطنا بهذه الصورة لذا نجده يقول دائما بأن السلاح جزء من ثقافة اليمني وأن القات أفضل من المخدرات وأن القبيلة فخر لا يمكن التنازل عنها ...
وفي النهاية أود أن اطمئن الجميع بأن السياحة لدينا لن تتأثر كثيرا نتيجة التفجير الذي حدث في مأرب لأن 70% من السياحة في اليمن هي قادمة من الدول العربية ، وإخواننا العرب لا يهتمون كثيرا بالحجارة والجدران التي يفد إليها السائح الأوربي لكي يراها ولكن اهتماماتهم مختلفة جذريا ويعرفون طريقها وهي آمنة نوعا ما ، ومتى ما تضررت تلك الملاهي الليلية بأعمال إرهابية ، فربما قد نشعر حينها بأن السياحة في اليمن قد تتضرر في هذا الموسم، وأيضا أتمنى أن يأتي اليوم على اليمن والذي تحرص فيه الدولة مثلها مثل كل دول العالم على صورتها اللائقة لأن مثل هذه الصورة لا تعكس إلا ثقافة الشعب ولا شيء آخر غيره ، وأحسب أننا شعب يستحق أكثر مما يعتقد الآخرون عنا .
benziyazan@hotmail.com