الأمن المطلوب
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 14 سنة و 4 أشهر و 8 أيام
الإثنين 28 يونيو-حزيران 2010 08:32 م

منذ فترة واليمن يعيش انفلات أمني غير مسبوق والناس تتحدث عن التدهور الأمني الذي تعاني منه وتصيح بأعالي صوتها الأمن مفقود – الأمن غير موجود – الناس لا يشعرون بالأمن – المسلحون والعصابات تتمنطق أسلحتها في المدن الرئيسية في وضح النهار وأمام أعين رجالات الأمن وعيني عينك يا تاجر .

ولا احد من المسئولين أو الوزراء يعير ذلك أي اهتمام أو يستشعر مسئوليته الأخلاقية والاجتماعية والأمنية في حماية الناس وفي حماية الوطن من الإرهابيين والمجرمين

الناس في كل مكان – في مجالس القات - في أعمالهم - في وسائل النقل حيثما تتجه تجدهم مجمعون على أن أسوأ وزراء عرفتهم اليمن منذ قيام الوحدة وحتى اليوم هما وزيري الداخلية والإعلام الحاليين ومع ذلك لا يرفع كتبت التقارير كل ذلك في تقاريرهم التي يرفعونها إلى فخامته أدامه الله .

تنظيم القاعدة يهدد بإحراق الأرض تحت أقدام الرئيس / على عبد الله صالح بحسب ما جاء في بيانهم على الإنترنت وتناولته كل وكالات الأنباء العالمية وما هي إلا ساعات وبداء في تنفيذ مخططاته الإجرامية التي تستهدف المنشآت وبدأها من عدن وفي هذا أبعاد ودلالات سياسية , واستراتجيه , واقتصادية مختلفة ليس أهمها التأثير على استضافة خليجي عشرين والتي يجب على الدولة وضع تلك الأبعاد في سياقها الصحيح وتقرأها ها قراءة جيدة أعود وأقول عندما بدأ في تنفيذ ما توعد به ( إشتحطت الأجهزة الأمنية ) أي أعلنت حالة الاستنفار وانتشرت في كل مكان وزادت من نقاط التفتيش وتغير نوعية التفتيش وكثفت الدوريات الأمنية من أوقات تحركاتها ووسعت من أماكن تحركاتها ودخلت أزقة وحارات لم تكن تدخلها من قبل ولم يتعود الناس على رؤية أي دورية إلا في الحالات الحرجة حتى شعر الناس بالأمان الذي كانوا يفتقدونه وبدءوا يلمسون الأمن الحقيقي الذي كان يجب أن يكون حاضرا منذ زمن , لكن ذلك التحرك لم يزد على أربع وعشرون ساعة حتى عادت الأمور إلى ما كانت عليه وكأن شيئا لم يكن وكلما يحدث أي عمل إرهابي تشتحط هذه الأجهزة الأمنية وما هي إلا فترة وجيزة وتعود الأمور إلى ما كانت عليه .

 إن الأمن المطلوب لحياة الناس ولعيشهم بأمان واستقرار هو الأمن الذي يسعى ليلى نهار لتطبيق الأنظمة واللوائح والقوانين على الكبار قبل الصغار , وهو الذي يكثف من تحركاته ودورياته لحماية الأعراض والممتلكات وحماية المنشاءات والمرافق العامة والخاصة وعلى مدار الأربع وعشرون ساعة , الأمن المطلوب هو الذي يسهر لتوفير السكينة العامة والحد من الجريمة التي أصبحت ظاهرة خطيرة في مجتمعاتنا تتوسع بالطراد وتقلق حياتهم , الأمن المطلوب هو الأمن الذي يضبط المتلاعبين بالأسعار يضبط المتلاعبين بأقوات الناس , وهو الذي يقدم كبار المفسدين في الدولة إلى التحقيق والمحاكمة كما قدم(( يهود أولمرت)) 

فالناس أصبحوا يترحمون على عهد الإمامة البائد صباح مساء لأنه في نضرهم وفر لهم الأمن وأخرج قاتل المقتول الذي قتل تحت ضل الشجرة بعد تربيطها سنة كاملة كما تحكي رواياتهم

فليس من الصحيح أن يكون الأمن في خدمة الأفراد فقط وليس في خدمة الأوطان.

إذ ما ذا سيقول الناس بعد هذا عندما هددت القاعدة إحراق الأرض تحت أقدام الرئيس تحرك الأمن وبقوة بغرض الحماية وعندما يعيش الشعب بأكمله مهدد بحياته وفاقد أمنه لم يحدث ذلك التحرك , وهل ستستطيع إقناعهم أن الأمن يخدم الوطن رغم قناعتنا المطلقة بأن أغلب رجالات الأمن وطنيون ومن الدرجة الأولى وأن هناك من دفع ثمن وطنيته وضرب أروع الأمثلة في الوطنية وفي خدمة الوطن لكن الخلل ومن يتحمل المسئولية هم قادتهم من يقودهم ويعطيهم الأوامر والتوجيهات هم من يتحملون المسئولية الأمنية والإدارية والتنفيذية .

وليعلم كل المسئولين الذين يتحركون في حراسات مشددة ويؤمنون (بتثقيل الميم) حياتهم وحياة أسرهم ـ دون عامة الشعب ـ أن الناس أصبحوا يتمنون أن يوسع ما يسمى بتنظيم القاعدة عملياته ضد المسئولين والجهات الأمنية كي تصحو هذه الجهات و تقوم بمسئولياتها في حماية البلد والناس وفي حماية الوطن بل وفي حماية أنفسهم لأنهم عندما يفشلون استخباراتيا سيفشلون حتما في حماية أنفسهم وهذا ما هو حاصل اليوم .

أمن سياسي عاجز عن تجميع أي معلومات عمن يمارسون الإرهاب والإجرام في حق الوطن والمواطن , وعاجز عن مد الأجهزة الأمنية بمعلومات تمنع الجريمة قبل وقوعها إلا من جمع المعلومات ضد الصحفيين , والكتاب , والمعارضين , وأصحاب الرأي غير ذلك لا يوجد شيء على أرض الواقع بحيث نعطيه حقه وكم نتمنى من هذا الجهاز أن يحقق نجاحات كبيرة في خدمة الوطن كأجهزة الاستخبارات الأخرى كي يكون مفخرة لنا نحن اليمنيين

وبالمناسبة فإن قناعتنا أن تنظيم القاعدة لا يخدم الدين ولا العروبة ولا الإنسانية بقدر ما يمارس الإرهاب والإجرام في حق الأبرياء ويخدم التوجهات الاستعمارية وتوجهات الأنظمة العربية المستبدة بإعطائها المزيد من الحجج والذرائع في ممارسة الاستبداد ونهب ثروات الشعوب , والابتزاز بحق الدول المانحة ودول الغرب المدعية والداعمة لمحاربة الإرهاب هذا ما يقوله الواقع وما تشير إليه كل المعطيات .