حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
مأرب برس – خاص
حديث فخامة الأخ الرئيس بمحافظة حضرموت مؤخراً ، في وادي عمد غرب سيئون يوم السبت 21 يناير ، وما أعقب حديثه من تداعيات وتصريحات متبادلة ، لعلها وضعتنا جميعاً أمام بعض النقاط الواجب مراعاتها في الخطاب السياسي المتزن والمنضبط ، والأخلاقي الذي في أحيان كثيرة نفتقده في حمأة العراك الفكري والصراع البرامجي بين السلطة والمعارضة ، ولعلّ من أهم هذه النقاط التي أذكّر بها فخامة الأخ الرئيس ما يأتي:
النقطة الأولى:
سبق حديث الأخ الرئيس حديث شبيه منه وقريب إليه ، وهو حديث الرئيس المصري من أن الإخوان المسلمين في مصر يشكلون خطراً أمنياً على مصر...فيما قال الأخ الرئيس أن حزب الإصلاح الإسلامي في اليمن والحزب الإشتراكي يريدون العودة باليمن إلى ما قبل الوحدة اليمنية ويسعون إلى تخريب اليمن ...وكلا الخطابان - اللذان يحملان لغة واحدة - يحملان تحاملاً ومجافاة للحق والحقيقة ، ولنركز على الوضع اليمني كوننا معنيون به بالدرجة الأولى.
نلمس من حديث فخامة الأخ الرئيس ثمة تناقضاً واضحاً ، فقد ظلّ الأخ الرئيس على علاقة ودية وحسنة وكريمة مع التجمع اليمني للإصلاح ورموزه وقياداته ، في كثير من مراحل حكمه لليمن ، ولم يكن الأخ الرئيس يخفي هذه المودة في حديثه وخطبه السياسية إلى ما قبل الانتخابات الرئاسية والمحلية الماضية ، فقد كان كثيراً ما يصف حزب الإصلاح بالوطنية والدفاع عن الثورة والوحدة والجمهورية ...، ويصف قيادات حزب الإصلاح بأنهم أقطاب اليمن وأقطاب الوحدة والثورة والجمهورية .. ولعلّ التغيير الذي طرأ مؤخراً على خطابه إما بسبب بقايا آثار الحملة الانتخابية الرئاسية والمحلية الماضية ، والتي بقيت آثارها في وجدان فخامة الأخ الرئيس إلى يومنا هذا ، وربما تستمر معه إلى يوم الدين ، يوم يقوم الناس لرب العالمين ، أو بسبب الظروف الدولية والإقليمية التي تفرض نفسها على خطابات الزعامات العربية ، وإما بسبب أزمة يعيشها الحزب الحاكم في حالته الراهنة ، بعد عجزه عن الإيفاء بأدنى الوعود التي قطعها على نفسه إبان الانتخابات الرئاسية والمحلية الماضية ، بل ارتكب نقيضها ، ولعله يريد تفريغ حمولة الكارثة على الآخرين .
وعلى كل الأحوال والتقديرات فالواجب على كل الأطراف سواءا في السلطة أو المعارضة المحافظة على "شعرة معاوية" في العلاقات الحزبية والثنائية ، لكن في بعض الأحيان هذه الشعرة ربما تنقطع ، ولا بد من مرجعية ترجع إليها كل الأطراف في البلد ، والمرجعية السياسية حالياً وعملياً هي فخامة الرئيس ، (وليست مؤسسات الدولة الدستورية والقانونية) ، فوددت لو ينأى الأخ الرئيس بنفسه من الانحياز إلى طرف ضد طرف آخر ، بل عليه أن يحافظ على وسطيته واتزانه ، ليحظى بالاحترام والتقدير من كل الأطراف في البلد ، ولتبق شعرة معاوية ، لا سيما وأن المجتمع اليمني مجتمع له خصوصياته والتي لا تخفى على فخامة الأخ الرئيس .
والمفترض أن يكون الميدان العملي هو الذي يتحدث به فخامة الأخ الرئيس لأبناء شعبه ، وأن يكون العمل والمشاريع التنموية هي التي تتحدث عن نفسها بدلاً عن خطب الأخ الرئيس ، إننا نتطلع من فخامة الأخ الرئيس أن يبني المدن الصناعية والمدن السكنية ، وأن يشيّد الجامعات ومراكز الدراسات والبحث العلمي ، وأن يصلح التعليم وأن يرقى بالمستشفيات والصحة ، وأن يقضي على أخطبوط وغول الفساد الذي يصرخ منه الجميع حتى فخامته شخصياً ، وأن يلغي الجرعات اليومية القاتلة التي يعاني منها المواطن اليمني ، وأن يعد الخطط العملية والواقعية لبناء اليمن الحديث ليلحق على الأقل بركب العالم الثالث أو الرابع ، وأن يبني الجيش والأمن بناءاً علمياً وعسكرياً سليماً ، وأن يقضي فخامته على انهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية ، وأن يحل مشكلات الكهرباء والماء والمجاري التي ظلت وإلى هذه اللحظة وربما إلى أن يشاء الله المشكلة العويصة التي لم تحل على طول وعرض فترة حكمه اليمن ،... إلى آخر القائمة الطويلة التي أعلن عنها فخامته في برنامجه الانتخابي ، إضافة بالطبع إلى خفض سعر البيضة ، هذا بدلاً من أن يشغل فخامة الأخ الرئيس نفسه بسفسطات محمد قحطان أو بيضته .
النقطة الثانية :
ليس من مصلحة الحكّام العرب في هذه الفترة الحرجة من تاريخ أمتنا إثارة النزاعات الحزبية والخلافات الفكرية ، حتى مع الأصدقاء والإخوان وذوي القربى ، فالخطر الداهم يجب أن يكون نصب أعين الحكومات العربية المهددة باجتياح المشروع الأمريكي لكامل المنطقة العربية ، كما أن إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل على الأبواب ، إن الواجب أن يكون في البلاد رجل رشيد لا يستجيب للغوغاء والفوضى والمهاترات الإعلامية ، لا أن يكون هو من يشعل الفتيل ويصب الزيت على النار ، كما أن الواجب ألا نستجيب للإملاءات الخارجية والنصائح الغربية الهادفة إلى تمزيق أخوتنا وتشتيت قوانا وبعثرة جهودنا وزراعة الخلافات والشقاقات بين أبناء أمتنا ، وفخامة الأخ الرئيس لا إخاله نسي مواقف من يتحدث عنهم اليوم بأنهم:"مخربون" بأن كثيراً منهم هم الذين أرسوا دعائم حكمه وقدموا المهج والأرواح وحملوا رؤوسهم على أكفهم دفاعاً عن الوحدة والجمهورية والثورة ، وكرسي الأخ الرئيس ، وما كان لهم أن يكونوا في مربع غير مربع الأخ الرئيس لولا الاستبداد السياسي وسياسة الإقصاء والإبعاد والفصل من الوظائف وإلغاء الشورى ، وتزوير إرادة الأمة ، ونهب ثرواتها ومقدراتها ، ومصادرة الحريات والكرامات .
النقطة الثالثة:
من المهم ومن الضروري أن أشير إلى أصالتنا وعروبتنا الأصيلة التي تأبى أن يتعامل بعضنا مع بعض بلغة غير لغة الإسلام والإيمان والإخاء والحب المتبادل ، إن السلطة والمعارضة في الإسلام تبني ولا تهدم وتجمع ولا تشتت ، إنها محكومة بالكتاب والسنة ، فالحاكم في الإسلام ينبغي أن يوقّر وأن يُحترم ، وألا ننجر من حيث لا نشعر إلى التجربة الغربية كليةً ، بكل علاّتها ومساوئها ، فنلغي شرع ربنا ونتبع سنن من قبلنا فنضل ونشقى ، وهذا لا ينافي أبدا مناصحة الحاكم وإسداء الرأي له ، وبيان الخطأ له إن وقع فيه ، لكن بأدب واحترام ، وقد قال بعض السلف : "من استهان بالأمراء خسر الدنيا ، ومن استهان بالعلماء خسر الآخرة " ، وإن على الحاكم ألا يعتبر كل رأي غير رأيه معناه معاداته أو الحط من قدره ، بل عليه أن يحترم كل الآراء وأن يسمع لكل الأصوات ، وأن يفسح صدره لكل التيارات الشعبية الأصيلة ، وألا يضيق ذرعاً بالرأي الآخر ، فيتهمه بالتخريب أو الفساد لا لشيء إلا أنه يخالف رأيه .
ثم ينبغي في الإسلام أن تسود المجتمع الإسلامي وشائج الأخوة والمحبة فالمسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، وسباب المسلم فسوق كما قال الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم ، وأجدها فرصة طيبة أن أشيد بالأستاذ/ محمد قحطان جزاه الله خيرا على عفوه وصفحه حيث رد على من سماه ب:"...أستحي أن أذكرها.. " بقوله سامحه الله ، فشكرا له هذا الخلق الإسلامي الرفيع ، وهذه النفس الزكية الطيبة ، فهذه هي أخلاق الإسلام الواجب أن نتحلى بها حكاما ومحكومين ، وسلطة ومعارضة ، وأتمنى من الشيخ الشايف أن يستسمح من أخيه قبل يوم القيامة وقبل ألا تكون ديناراً ولا درهما .
والسلام .
Moafa12@hotmail.com