|
لقد ذكر الله قصة فرعون في القرآن مرات عديدة ، وبصور شتى ، وما ذلك إلا أن البشر تبتلى دوماً بطغيان فرعون وتجبّره. فإن طغيان فرعون نموذج لطغيان السلطة الطاغية الظالمة . فالإنسان المتجرد من التقوى والصلاح إذا ترأس وكان ذا قوة فإن من عادته أن يطغى ويعيث في الأرض الفساد . فالطغيان والبغي يولد معه الفساد والظلم كما قال تعالى : ( وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ، الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلادِ ، فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ) الفجر:(10ـ12) -
فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها. وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا . إنما هي الجماهير الغافلة الذلول , تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد له أعناقها فيجر ! وتحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى !
والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى . وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم . فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين , لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها . وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا ! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها وتؤمن به وتأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا !
فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان , ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة: (أنا ربكم الأعلى). . وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة , تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء . وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا !
وسنرى كيف كانت نهايتهم عبرة لمن يعتبر ودرسا لمن تحدثه نفسه باستغلال سلطانه في قهر شعبه واغتصاب حق مواطنيه في الحرية والعيش الكريم ...
تمتلى كتب التاريخ بصفحات دامية... مروعة..رهيبة تتحدث عن الطغاة والجبارين في الارض ومن بين تلك الصفحات انتقينا عدد من اشهر الطغاة منذ عهد نيرون طاغية روما المخيف وانتهاء بأحدث الطغاة زين العابدين بن علي وبين الاثنين وعلى امتداد مراحل التاريخ عدد من اشهر الطغاة الذين أحالوا حياة شعوبهم الى جحيم ولكن كانت نهايتهم عبرة لمن يعتبر
وهذا بعضا من اسماء اشهر الطغاة :
نيرون جنكيز خان روبسبير ستالين هتلر موسوليني فرانكو بوكاسا شاوشيسكو بول بوت هيلاسيلاسى باتستا عيدى امين صدام حسين زين العابدين بن علي فمثلا شارون أظلم طغاة العصر وأغشمهم، وأكثرهم إجراماً وقسوة، تجمعت فيه كل سمات مجرمي الحرب عبر التاريخ، وورث كل خبراتهم في إبادة البشر وقهرهم.
والآن يرقد شارون في المستشفى ينتظر الموت الذي لا يأتي بعد أن فشل كبار الأطباء، وانفض من حوله الجميع هرباً من رائحة نتنة تنبعث من جسد يتقرح ويتعفن تدريجياً.
وكذالك زين العابدين رحل هربا والان المضاهرات في مصر واليمن وغيرها تنادي بالرحيل فماذا منتظرون فهل من حكام العرب الذين تدور الائرة عليهم من عظة وعبرة .
في السبت 29 يناير-كانون الثاني 2011 06:04:04 م