|
تتجه أنظار المتابع للشأن اليمني نحو محافظة صعدة المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي، خاصة مع اشتداد المعارك داخلها، والتقدم الكبير الذي يحرزه الجيش اليمني في مختلف المحاور والجبهات.
معركة صعدة ذات أهمية استراتيجية ورمزية ومعنوية لليمن، فهي المعقل الرئيسي للميليشيات، وبالسيطرة عليها ربما ستكون الهزيمة الوشيكة للميليشيات الحوثية، وقياداتها، خاصة أن أغلب قيادات الجماعة من هذه المحافظة، وهي تعتبر الخزان الأول في رفد ميليشيات الحوثي بالمقاتلين.
السيطرة على محافظة صعدة يعني نهاية حقبة ما قبل المخلوع على عبد الله صالح الذي ربى هذه الجماعة، قبل أن يجعلها تعتلي سلم الحكم، وبالتالي السيطرة على اليمن بأكملها، قبل أن يتم دحرها من قبل الحكومة الشرعية وبدعم من التحالف العربي من أغلب مناطق الجمهورية اليمنية.
بالأمس فتحت جبهة نحو مديرية شداء غربي المحافظة، وتمكن الجيش اليمني من التقدم وتحرير عدة مناطق، هذا التقدم في المحافظة يجب أن يكون متسارعا ومتسلسلا حتى يفقد الميليشيات الحوثية توازنها، وبالتالي فقدان السيطرة على الأرض والمناطق التي ستتساقط تباعا من بين أيديهم.
فتح جبهات داخل معاقل الميليشيات الحوثية سيعجل بانفراجة قريبة، إذا أن اشتداد المعارك في معقل الميليشيات الحوثية سيجعلها تسحب بعض من مقاتليها من بعض الجبهات، وهو ما يتطلب من الجيش اليمني استغلال ذلك وتشغيل كافة الجبهات وبوتيرة عالية، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى انهيار تام لهذه الميليشيات، مما يعجل بانفراجه قريبة للشعب اليمني الذي ينتظر الفرج منذ زمن.
نحن على يقين تام بأهمية معركة صعدة على المستوى السياسي والعسكري، فهي كما قلت الخزان البشري للميليشيات، وهي التي انطلقوا منها، وبالتالي سيكون من الصعب عليهم تركها دون قتال شديد، والاستماتة من أجل المحافظة عليها، حتى ولو بالتخلي عن بعض الجبهات، أو حتى بالذهاب نحو إيجاد حلول سياسية تقيهم سقوط المحافظة بيد الجيش اليمني.
المطلوب من الجيش اليمني تفعيل كافة جبهات المحافظة ذات الأهمية الرمزية والعسكرية للميليشيات الحوثية، كي يعجل من سقوطها في المحافظة، وفي اليمن بأكملها تباعا إن شاء الله.
في الثلاثاء 17 يوليو-تموز 2018 04:37:03 م