الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
الحامد عوض الحامد
مما لا شك فيه, أن كل أبٍ في هذه البلاد يحلم من أن يصبح ابنه في المستقبل دكتورا بارعا أو طيارا ماهرا أو رجل أعمال ناجح أو قائد عسكري محنك, أو غيرها من تلك الألقاب التي لابد أن تجعل ذلك الأب يتفاخر بابنه أمام الناس, وكم هو شيء جميل وعظيم, خصوصا في عالمنا اليوم, من أن يحلم كل أب في أن يرى ابنه قد نال أي من الألقاب تلك.
وفي الكون هذا لا شيء اسمه مستحيل؛ طالما توجد عزيمة وإرادة وإصرار وثقة كبيرة بالنفس, فكل ممن سبقونا نحو العالمية من علماء ومفكرين ودعاة وأدباء وزعماء وملوك وقادة عسكريين كانوا يملكون ثقة كبيرة بأنفسهم وبقدراتهم, وكانوا ينظرون للحياة من نافذة واسعة.. كل ذلك رغم الظروف التي عاشوها والفقر المدقع الذي لازمهم طوال حياتهم، أضف إلى ذلك, كان الآباء والمعلمين يهتمون بأجيالهم أشد الاهتمام في مرحلة التعليم وما بعد التعليم, خصوصا النوابغ والأذكياء "حتى رأوا أمام أعينهم ثمار ذلك الاهتمام.
ولنأخذ قصة مختصرة من واقعنا تشجعنا على الثقة بالنفس.. الرئيس أبراهام لنكولن, أحد أشهر رؤساء الولايات المتحدة, كان ابنا لمزارعين فقيرين ذاقا أشد أنواع البؤس والفقر، وكان يساعد والداه في الزراعة رغم ضعف بنيته الجسمية, وكان يعيش معهما في كوخ خشبي صغير, وعلى ذلك الحال بقي لنكولن سنوات عديدة.
لذلك يمكن وصف حياة لنكولن بالحياة المليئة بالمعاناة، لكن فضول وطموح لنكولن لتغيير حياته وواقعه نحو الأفضل وتشجيع والديه له فيما يصبو إليه لم يمنعانه من تحقيق حلمه الذي ارتسم في مخيلته منذ الصغر، فأراد ذلك الشاب أن يضع لنفسه بصمة في تاريخ البشرية, وفعلا استطاع فعل ذلك, وقد قدم للبشرية خدمة جليلة.. فقام بمساعدة السود وتحرير العبيد حول العالم, وقد عرف بـ"محرر العبيد", ولنتذكر عبارة شهيرة قالها بعد توليه الرئاسة بأمريكا: "إن بإمكان أي طفل من أبسط البيوت أن يفوز بأرفع مقعد في البلاد "مقعد الرئاسة" ما دام يملك القدر الضروري من الثقة الموهبة".. أريتم؟ ذلك هو حال واقعهم الذي يدعو للفخر والاعتزاز، لكن يا ترى ماذا عن وقعنا نحن؟؟
بلا شك, ومع الأسف, إنه واقع مزري ومخجل، واقع لا ينتج إلا أجيالا ليس لديها كفاءة وتعليم ومعرفة وثقافة.. والجميع يعرف أسباب ذلك, إذا فلماذا لا نقف ونتكاتف ونعالج الأسباب؟ تلك الأسباب التي تكمن في البداية بالأب والأم ومرورا بالمدرس وانتهاء بإدارة المدرسة بكاملها, فثلاثتهم يتقاسمون الأدوار والمهمات إزاء الطالب, وفي نهاية العام عقل فارغ ومعدل لا يشجع, حيث يظن الأب أنه ليس عليه تجاه ابنه إلا أن يأخذ له بعض مستلزمات الدراسة إن لم تكن كاملة، وكذا أخذه وتسجيله لدى إدارة المدرسة, والأم تضن أن واجبها يكمن في إيقاظ الولد مع صباحية كل يوم جديد, وكذا تنظيف ملابسه الدراسية فقط, والمدرس أيقن أن ليس عليه إلا شرح الدرس للطالب في مدة لا تزيد عن 30 دقيقة, سواء فهم الطالب أم لم يفهم, المهم أنه يخلص من حصته, وفي نهاية الشهر يحضر هذا المدرس اختبارا للطلاب في أقل من أربعة دروس, ورغم قلة الدروس, إلا أن الطالب لا يستطيع أن يحصل على 50% من درجة الاختبار, وإدارة المدرسة هي الأخرى تعتقد أن ليس عليها إلا تمثيل المدرسة أمام المدارس الأخرى, وكذلك طلب واستلام كل ما تحتاج إليه من الوزارة من كتب ومقاعد دراسية وسبورات..... الخ.
وكلنا نتفق أن تلك هي أعمال لها أهمية بالنسبة لأي مدرسة, ولكن العنصر الأهم من ذلك والذي يجب التركيز عليه كثيرا هو الطالب نفسه, ما الذي فهمه وتعلمه؟ وهل يستطيع أن يقرأ ويكتب بطلاقة؟ وما الجديد الذي عرفه وتعلمه خلال العام الدراسي؟ وما الصعاب والعقبات التي واجهته خلال الدراسة؟ لكن كل ذلك, وبلا أدنى شك, أصبح في طي النسيان بالنسبة للأب والمدرس والإدارة.. والسؤال الذي يفرض نفسه: من يتحمل تخلف وفشل الطالب.. إدارة المدرسة أم رب البيت أم البيئة التي يعيش فيها الطالب؟؟.
إلى أوليا أمور الطلاب والى معلمي ومدراء المدارس
إلى متى سنظل على هذا المنوال؟ لماذا لا نهتم بتعليم وتثقيف الطلاب بالشكل المنطقي؟ صحيح أن ذلك يتطلب من اليوم عملا متعبا وشاقا, لكن لابد أن نجني ثمار ذلك العناء غدا, حيث سيصبح طلاب اليوم أطباء ومعلمين وعباقرة للأجيال القادمة، خصوصا إذا اهتممنا بتنمية الأبناء تنمية حقيقية في كل مجالات الحياة, بل يجب ولا بد أن يكون هناك تكاتف وتعاون بين الأب والمدرس في تعليم الأبناء حتى نستطيع أن نصنع جيلا واعيا ومثقفا بإمكانه المواكبة والتأقلم مع عصر اليوم.. يجب أن نعمل من أجل المستقبل. ولا ننسى أن "العلم في الصغر كالنقش في الحجر".