يؤمن الحوثيون بالديمقراطية، التي تعني الوصول للسلطة عن طريق صندوق الانتخابات، ويؤمنون كذلك، بلا استثناء بحصر الإمامة (السلطتين: الدينية والسياسية)، في البطنين، الأمر الذي يعني إلغاء صناديق الاقتراع.
يؤمنون كثيراً بالتعايش السلمي، والشراكة السياسية، وهم الذين هجروا الآلاف من صعدة، بناء على أساس مذهبي، وأقصىوا جميع المكونات السياسية بعد دخولهم صنعاء.
تؤمن جماعة عبدالملك بالمساواة، وتؤمن إلى جانب ذلك بفكرة "الاصطفاء الإلهي"، التي قال بموجبها بدرالدين الحوثي إن الله ميز أهل البيت عمن سواهم مستندا إلى نصوص دينية فسرها على هواه.
يقولون إنهم مكون وطني وثورة شعبية، ويتحدثون ليل نهار عن سلالة جعلوها فوق غيرها ، حسب وثيقتهم الفكرية التي كتبها عبدالملك بخط يده.. وفوق ذلك يحتكرون كل الوظائف العليا في مليشياتهم لأبناء سلالتهم فقط.
دفعنا ثمناً باهضاً في مواجهة هذه الجماعة العنصرية المارقة، لكن ثمن الاستسلام لها سيكون أعظم بكثير من الثمن الذي دفعناه في مقاومتها...
هم في الرمق الأخير بعد انهيار أحلامهم في إحياء موروث كهّانهم ، وتحطم مشروعهم على صخرة الواقع اليمني المقاوم، والعربي الرافض.
وبعد انهيار الأحلام، ستأتي مهمة إضاءة الأدغال المظلمة في تلافيف تلك الأدمغة التي عششت فيها العناكب فترات طويلة.
الجهل أقوى أسلحة عبدالملك الحوثي، الذي يقاتلنا بكم كبير من الصغار الذين تعمد تجهيلهم ليكونوا ألغامه وقنابله التي يفجرها في وجوهنا.
خطاب عبدالملك الأخير الذي حذّر فيه من الوهن، يمثل اعترافاً مريراً بهزيمة مشروعه الطائفي والسلالي في البلاد التي بنى أهلها واحدة من أقدم الحضارات القديمة.
سيهزمون وسيذهبون مع الريح لكن المعركة الأكبر ستكون في ملء الفراغ، ومكافحة الآثار، ومعالجة الأعراض الجانبية ، وتضميد الجراح، وإنارة العقول، وذلك هو الجهاد الأكبر..