في إحدى الحروب الظالمة على صعدة جهز الشيخ حسين الأحمر جيشا شعبيا قوامه 20 ألف مقاتل لمساندة الدولة في الحرب على الحوثيين جلهم من أبناء حاشد والعصيمات وعمران ... كان صديقي(....) المقرب من الشيخ حسين الأحمر يختال فرحا وهو يزف الخبر لكل من التقاه فقلت له ياصديقي مايقوم به شيخك اليوم سيخلق عداوات بين أبناء صعدة وحاشد والعصيمات وعمران وغدا ستجني هذه المناطق ويلات دعوته للحرب فالثأر لايسقط بالتقادم ... كان يومها الأحمر الصغير في عنفوان قوته القبلية والسياسية بحكم قربه من صالح ... تكالب العدوان الثلاثي(صالح ومحسن والأحمر ) على صعدة وتحويلها من مدينة للسلام إلى خراب ودمار أكسب الحوثي تعاطفا شعبيا وإقليميا ودوليا ...الحروب خلفت مئات القتلى وعشرات الجرحى إضافة إلى مئات النازحين حيث لم ترحم طفلا ولاشيخا ولا أما ولا أبا ...حروب ست أحرقت الحرث والنسل ... جاءت ثورة الربيع العربي أو كما يحلو للبعض أن يسميها أزمة فانفرط عقد التحالف الثلاثي وخرج علي محسن والذي كان يمثل الرافعة الرئيسية لعلي صالح وحارس قلعته الحصينة ليعلن انضمامه الى الثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن معلنا بذلك صفحة جديدة في تاريخ رجل ظل يدير الصراع في اليمن لأكثر من ثلاثين عاما مؤيدا أولاد الشيخ في خروجهم على الرئيس صالح ودعمهم للثورة خصوصا حميد الأحمر والذي ظهر بلغة معادية لصالح منتقدا ادارته لشؤون البلد في اكثر من محفل وكذا اخوته الذين لم يستمروا طويلا في تمسكهم بشعرة معاوية والذين التحقوا بحميد في مواجهة الرئيس صالح .
الثورة التي انتهت بتسوية سياسية وفق مبادرة الخليج وخروج صالح من الحكم ومنحته المبادرة الخليجية الحصانة هو وكل من عمل معه ...خصوم صالح حاولوا وبشتى الوسائل ممارسة الضغط عليه لعزله عن المشهد السياسي عبر رعاة المبادرة لإزاحته من رئاسة حزب المؤتمر الشعبي العام إلا أنهم لم ينجحوا في ذلك ... لم يهدأ صالح في تلقين خصومه دروسا في السياسة وكيف يكون اللعب مع الكبار ...بدأت تحالفات تظهر على الأرض فالحوثي الذي كان له موقف من صالح بسبب الحروب التي شهدتها صعدة تحالف مع صالح فتحول الى قوة ضاربة استطاعت ان تدك حصون حاشد وعمران وابتلعت فرقة محسن وسيطرت على العاصمة وكانت الجرعة السعرية المتمثلة في رفع الدعم عن المشتقات النفطية بوابة الدخول الى صنعاء ...هذا المكسب السياسي الذي حققه الحوثي من خلال ضغطه على الحكومة بالتراجع عن قرار الجرعة منحه جماهيرية في أكثر من منطقة ...الحوثي الذي لم يكن يمتلك تجربة سياسية تمكنه من الحفاظ على هذا المكسب ينسف اليوم ماحققه من إنجازات من خلال تمدده الى الجغرافيا الوطنية والحروب التي يخوضها مع تنظيم القاعدة والذي كان يفترض أن يرتب أوراقه للاعداد لمرحلة ما بعد السيطرة على صنعاء وتحقيق مكسب تخفيض الجرعة وتجنب الدخول في حروب مع القاعدة كون الحرب على القاعدة من مهمة الدولة وليس اللجان الشعبية التي تحولت الى وقود لحروب تشعل جذوتها قوى دولية جعلت من اليمن ملعبا للصراع مع هذه الجماعة ...لاشك بأن حرب الحوثي على القاعدة كانت فخا نصب له لإنهاكه وإبعاده عن المطالب التي كان ينادي بها ... كما قد أخطأ الحساب أيضا حين اجتاح الحديدة التي لم تكن يوما وكرا للقاعدة والتي لم نسمع عن نشاط للقاعدة فيها لأنها المدينة الآمنة ...علاوة على أن أبناء الحديدة لم يحركوا جيشا شعبيا خلال الحروب الست الظالمة التي شهدتها صعدة حتى ينكل بأبنائها ويتم اعتقالهم من قبل جماعة الحوثي كما حدث مع أول معتقل تهامي وأمين عام الحراك التهامي الشيخ عبدالرحمن مكرم والذي لم تمنحه جماعة الحوثي فرصة التواصل مع أفراد أسرته ...وكذلك من تم اعتقالهم مؤخرا من نشطاء .
اعتقد بأن مثل هكذا تصرفات استفزازية تفقد الحوثي أنصاره في تهامة بعد أن بدأ يكسب ثقة كثير من الناس هناك والذين عانوا كثيرا من ظلم الحكومات المتعاقبة فرأوا في الحوثي كقوة جديدة منقذا ...أتمنى على الحوثي أن ينهج سياسة مغايرة في التعامل مع أبناء الحديدة حتى لا يخسر مناصريه هناك ... وليؤكد للشعب اليمني بأنه غير مخترق من أي جهةكما يشاع ...وأنه يحمل مشروع بناء دولة وليس تدمير ماتبقى من الدولة .