هناك آثار مباشرة أو غير مباشرة على أطراف القضية ، ولاشك أن التأثير يكون بنسب متفاوتة بحسب القوة ، والتركيب ، والطريقة التي يسير عليها كل طرف ، والداعم من حيث قدرته المادية وطريقة المدد ، والقرب الجغرافي ، والأثر الدولي ، وووو.... الخ
نحلل قليلا في هذه المفردات ، والأطراف ، في ظل محاكمة الخارطة إلى المرجعيات ..
□ في تصوري أن ولد الشيخ في خارطته لم يشطط كثيرا من حيث المضمون ، وإن كان قفز من بند تسليم السلاح ، وهذه الفقرة ستكون لغما مؤقتا قابلا للانفجار بعد فترة ليست طويلة ، وهذه هي القشة التي ستقسم ظهر السلام ، وتغيره من سلام دائم الى مؤقت ، وقد لا تختلف كثيرا عن هدنة الحروب التي لم يلتزم بها ،
* الأمر الآخر الذي ربما لم تراعه كثيرا خارطة ولد الشيخ
هو نزع السلطة من الشرعية ، وجعلها في أطراف متعدده ، تضيع في هذه الأطراف السلطة ، ثم لا تستطيع جمعها مرة أخرى ، والأصل أن لا تنقل الشرعية إلا إلى شرعية أخرى ، وسيصبح الصراع المستقبلي بين مليشيات متصارعة ، يسمح لجميع الأطراف الخارجية التدخل فيها ويصبح اليمن ميدان مباراة بين أطراف متعددة ، قد تكون الدول الكبيرة جزء في هذا الملعب ، وربما يصل بالبلد إلى التشرذم ، لا أقول التقسيم ، ولا أدري كيف غابت على شخص في مستوى مندوب آمين عام الأمم المتحدة المختار بعناية ، أو أن هناك ضغوط فوق المحتمل جعلته يسير نحو هذا التوجه
* أمر ثالث ربما غاب في أثناء إعداد الخارطة ( وهو التراتبية في التنفيذ بحسب المرجعيات ) التي تمثل أسس أي تسوية سياسية ، وهذه المرجعيات معترف بها داخليا ( باتفاق جميع الأطراف ) دون استثناء ؛وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ، ومخرجات الحوار الوطني ، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها قرار 2216 ، ومعترف بها دوليا
والتراتبية هي : تسليم السلاح الثقيل والمتوسط ، الخروج من المؤسسات ، الخروج من المدن الرئيسية الثلاث ، أمانة العاصمة ، تعز ، الحديدة
وإظهار حسن النوايا من الطرفين يجب فتح سراح المعتقلين
هذه مثالب الخارطة ، بقية الأمور مستلهمة من المرجعيات الثلاث الى حد كبير
☆ التأثيرات المتوقعة :-
- على الشرعية : بنزع شرعيتها وعدم القدرة على اعادتها مرة أخرى ، لكن المتأمل لتماسك فريق الشرعية ، فنتوقع أن يحقق مكاسب كبيرة على الأرض اذا استمر بهذا التناغم وهذا الأداء ، رغم المخاطر التي قد يمر بها ، مع أن النتيجة النهائية ستكون في صالحه كما اتوقع ، إذا حصل حل سياسي
* السعودية :- لم تأت الخارطة بجديد بالنسبة للحدود ، كون قوات الشرعية قد حررت أكثر من ثلاثين كيلو على طول الحدود ، بينما الخارطة تنص على أن تبتعد قوات الحوثي صالح ثلاثين كيلو عن حدود المملكة ، فأين الجديد في هذا ،
- نذكر ولد الشيخ أن هناك نوعان من الصواريخ مع الحوثي ، الأول مداه أكثر من أربعين كيلو ، والآخر بالستي ، فإذا لم يحسم ملف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة ، فإن الأمم المتحدة ومندوبها لم يعمل شيء ، والضمانات لن تغني ، فهل إلى حل لجوار دائم ؟
هذا ما نتمناه !!!
* الحوثي :- هو الخاسر في نظري حتى في ظل هذه الخارطة السياسية وما يعتريها من قصور ، فالناظر إلى الخارطة تتركز على كل ما بيد الحوثي واخراجه من العاصمة والمدن الكبيرة ، تعز ، الحديدة ، أي النفوذ السياسي كمواقع وعاصمة ، والحديدة كمورد مالي وتعز كمورد بشري ، وهذه لا يساويه مايكسبه
- ما كسبوه من هذه الخارطة :-
- عدم تسليم أسلحتهم إلا بعد تشكيل الحكومة وهي مسألة وقت
- المشاركة في الحكومة وإدخال بعض افراد هم في الجيش والأمن
● اذا الشئ الوحيد الناتج من الخارطة نجاح ابن الشيح في تنفيذ خارطته
- أما على المستوى الميداني فقد يحصل للجميع : شرعية ، وانقلاب ، وجيران
كارثة قادمة بالإعداد والتجهيز لجولة ثانية
أشرس وأعقد من الجولات السابقه