الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
أغلب اليمنيين يبدون تذمرهم اليوم من الإعلام الرسمي، لما ينتهجه من أسلوب رخيص يتمثل في انحيازه إلى جانب شخص الرئيس، وتركه الملايين من اليمنيين في الهامش، بمعنى أنه يتوجه إلى إقناع الملايين بضرورة بقاء الرئيس، بينما كان الأجدر به الاتجاه إلى الأخير مقنعا له بضرورة تنحيه من أجل الملايين، هذا ما جعل كثير من الناس يتذمرون من دور الإعلام وازداد مقتهم له عندما بدأ الآن يمهد الطريق لآلة قتل الرئيس لتسفك دماء اليمنيين، هذا ما ترتكبه قناة سبأ بقيادة الحمامي وقناة اليمن بما تبقى من كوادرها الإعلامية غير النزيهة؛ ومن هنا أسجل شكري لقناة السعيدة، إذ هي على الأقل تتسم بالموضوعية فيما يخص توزيع الوقت بين أطراف الحوار؛ إلا أن ما يؤخذ عليها؛ أن من يدير الحوارات ينحاز إلى طرف الموالاة، كما أنها تتناول في أغلب حلقات حوارها أربعة محاور رئيسية، أو تركز عليها؛ وكأنها تمثل عمود الحوار وذروة سنامه؛ وهذه المحاور هي: (الإيذاء، واللقاء المشترك، والتنازلات، وضرورة البحث عن العقلاء أو الحكماء؛ كحل أو جزء كبير من الحل لما يرونه أزمة وهو في حقيقته بداية تعافي للوطن.
وإذا ما تحدثنا عن الإيذاء ، فإن أكثر من يطرحه هم المؤيدون للرئيس، فلا يرون في الاعتصام إلا صورة الإيذاء، ولو أعطينا هذا الأمر حقه من الموضوعية والصدق - على افتراض وجوده أو وجود متأذين- فإن تهويله بتلك الصورة المهولة الذي صوره لنا الإعلام الرسمي في صورة غول يمتلئ المار في طريقهم رهبا ورعبا إن ذلك التهويل يجعلنا نميل إلى أنه أمر دبر بليل، وأن ذلك الإيذاء لا يوجد إلا في مخيلة النظام؛ خاصة وأن هذه الشكاوي لم تصدر ممن هم في التحرير والموالون للنظام؛ لكن دعونا نفترض أن هناك إيذاء وأن هناك عائلات - فعلا – قد تضررت منه؛ ألا يكون من التعسف وعدم الإنصاف أن يتحدث عنه المتحاورون ولم يمض عليه سوى شهر ولا يتعدى المتضررون به عدة أشخاص، ونغمض أعيننا عن صنوف شتى من الإيذاء المادي والمعنوي الذي ضل النظام يسوم به الشعب اليمني كله ثلاثة عقود من الزمن، كنا نتمنى من الإعلام الرسمي أن يتحدث عن هذا الإيذاء قبل حدوث هذه الأزمة بسنوات؛ بيد أنه على تماديه وتقادمه لم نر علماء الإعلام الرسمي وموظفيه وعقال الحارات وكل من يربطه بالنظام علاقة صداقة أو مصلحة؛ كل ذلكم لم يحركوا ساكنا تجاه ذلك، ثم تجدهم يتحدثون عن توقف حركة بعض الشوارع، وتعامت عيونهم وأسماعهم عن توقف حياة الشعب اليمني بكاملها على يد هذا النظام وتحت ظله قريب من نصف قرن.
أما اللقاء المشترك فتجدهم يتحدثون عنه وكأنه وافد أجنبي، ولا يمت إلى الشعب اليمني أو شبابه بأي صلة، وأنه جسم غريب لا يمكنه التأقلم أو الانسجام مع الشباب في ساحاتهم، ولأنه وافد أجنبي - بتصورهم - فإنه محظور عليه أن ينخرط في صفوف أولئكم المعتصمون، وكأنه مطلوب منه أن يحصل على الجنسية اليمنية أولا ثم بعد ذلك عليه أن ينخرط في صفوفهم، وهم يريدون من وراء ذلك أن يبثوا شائعة مفادها: أن مطالب الشباب ليست سياسية تتعلق بالحرية والكرامة بقدر ما هي اقتصادية تتعلق بالوظيفة ولقمة العيش، ولست أدري من سمى أماكن الاعتصامات بساحات الحرية وميادين التحرير هل الشباب أم المشترك (!)، إذ هذه المسميات كفيلة بأن تخرس الناعقون والكاذبون وتبين مدى وعي الشباب بمطالبهم، وأنه لا يوجد اختلاف بين مطالب الشباب والمشترك، وأن شباب المشترك نزلوا إلى الساحات كيمنيين لا حزبيين، وما علم الإعلام الرسمي - بسماجة ذلك الطرح - انه يسيء إلى الشباب بتهميشه تارة، وجعله في صورة الأشياء المفرغة تارة أخرى؛ فالشباب – على نحو هذا الطرح - لا يفكر ولا يعي شيئا، وإنما جاء ليعبأ ويردد ما يملى عليه فحسب.
أما عن التنازلات؛ فحدث ولا حرج، فهب أن شخصا سلب حقوقك طيلة ثلاثة عقود، وإذا ما استقويت عليه ونتيجة لهذا الاستقواء بادر بإرجاع بعض حقوقك مبادرة لا فعلا، فهل هذا يعد تنازلا ؟؟ وهذا ما صنعه الرئيس أو النظام؛ إذ ضل يستمتع لوحده وحاشيته بحقوق الشعب اليمني، وعندما تلاطمته أمواج الطوفان وأدركه الغرق قال آمنت بما آمن به الشعب، وقبله المشترك؛ فقدم مبادرة هي ذات المبادرة التي قدمها المشترك سابقا، بيد أنه آمن بها يوم أدركه الغرق وعلى الرغم من ذلك فإن المقربين من الرئيس والإعلام في مقدمتهم سارعوا جميعا ليسموا المبادرة بإعادة الحقوق تنازلا من الرئيس وليس حقا من حقوق الشعب المنهوبة طيلة ثلاثة عقود (!) عندها لا يسعك إلا أن تضحك تارة وتبكي تارة أخرى، ولا داعي للتناقض بين الضحك والبكاء في آن واحد؛ إذ الحليم تكفيه الإشارة.
أما البحث عن حكماء ؛ كان يستدعيه ما بعد استلام النظام مقاليد الحكم في البلاد؛ إذ استمر هذا النظام يعبث بأموال الناس وينتهك حقوقهم وحرياتهم زمنا طويلا واستمرار هذا العبث طيلة ثلاثة عقود، يدل دلالة قاطعة على أنه لم يكن يوجد ثمة عقلاء أو حكماء، ولو وجدوا لكانوا أوقفوا النظام ورأسه عند حده والذي أفسد على طول البلاد وعرضها، وقد اعترف النظام ورأسه بوجود هذا الفساد، في ذات الوقت الذي اعترف بعجزه تجاهه، ولما أن جاء زمن الحكماء، وامتلأت ساحات اليمن بهم، واستطاعوا إيقاف النظام ورأسه عن غيه وأرغموه على الاعتراف بحقوقهم، بصك مبادرة بها برز من يبحث عن حكماء، في الوقت نفسه الذي سمى هذه المبادرة تنازلا. فهلا بحث طرف الحوار الموالي عن ذلكم الحكماء في أثناء تولي النظام الفاسد مقاليد الأمور؛ للأسف لم نكن نسمع الإعلام وأشاوس النظام يتحدثون أو يبحثون عن عقلاء أو حكماء ليوقفوا معول الهدم؛ ولما أن جاء زمن الحكماء ووجدنا الساحات اليمنية تمتلئ بهم؛ حتى قال الشيخ الزنداني مشيدا بحكمتهم أنهم يستحقون براءة اختراع في الحكمة؛ انبرى من يبحث عن حكماء، لأن هذه الحكمة التي رآها الشيخ الزنداني في الشباب المعتصم عدها البعض إيذاء أو براءة إيذاء، وراح هؤلاء الناعقون والمسبحون بحمد النظام يبحثون عن حكماء ليوقفوا ذلك الإيذاء والله المستعان على ما يصفون.