يا مصر ! الدراويش خير ؟ أم العسكر ؟.
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 7 سنوات و 8 أشهر و يوم واحد
الإثنين 24 إبريل-نيسان 2017 10:03 ص


في 26 أبريل 2013 , وبعد 10 أشهر فقط من حكم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي , بدأ فريق مضاد تمرده على شرعية مصر . فريق شامل متكامل في كل مجال , سياسيا وإعلاميا واقتصاديا وعسكريا وأمنيا واجتماعيا وفنيا . أخذوا في نجوى الإثم والعدوان : " مصر سيدمرها الإخوان , ماذا قدم مرسي ؟ . خيرها سيذهب لغيرنا , سينفقه مرسي على الحركات الإسلامية , وعلى تنمية أقطار أخرى تحمل فكر الإخوان . ويدعمون غزة على حساب أمن مصر وحدودها , ويقيمون الخلافة لتمزيق قوميتنا . الإخوان دراويش لا يجيدون السياسة ولا شؤون الحكم ولا تصريف الأمور , وبهم ستصبح مصر مقر التطرف والإرهاب , وستحدث نزاعات داخلية وأزمات خارجية , وستشهد مصر عزلة دولية . ولن تكون هناك سياحة ولا استثمار , ولا فن ولا تنمية , ولا حرية ولا عدالة , ولا ... ولا ...! . ولذا يجب عزلهم ومنعهم من العمل السياسي نهائيا " . فخرجت مظاهرة 30 يونيو 2013م تطالب برحيل مرسي . وكان لهم ما أرادوا . ففي التاسعة من مساء 3 يوليو 2013 أعلن قائدهم الفريق عبد الفتاح السيسي عزل الرئيس , وتعطيل العمل بالدستور .
واليوم ونحن نشرف على تمام 4 سنوات من حكم السيسي والعسكر . ألا يسأل المخدوعون والمخادعون أنفسهم " ماذا قدم السيسي , وما هي منجزات دولة الانقلاب ؟ " . 4 سنوات عجاف قدموا فيها سياسة القمع والاستخفاف والاستغلال , وأسسوا فيها ثقافة التضليل والتدليس والاستغفال . وفقد فيها المجتمع مقومات الحياة الكريمة , وتمزق نسيجه الذي كان يظل متكاتفا دائما مهما بلغ الاختلاف الديني والمذهبي والسياسي والفكري والاجتماعي . وزاد الشعب فيها فقرا وبؤسا . أين ذهبت مليارات الخليج ( اللي زي الرز ) , فقد قدمت دول الخليج للانقلابيين أكثر من 50 مليار دولار , مساعدات ومنح وقروض ميسرة ، وهو مبلغ يبني دولة . إلا أن الواقع يؤكد بأنه لم يسهم في تنمية مصر ، ولم يستفد منه المواطن . فهناك عجز في الموازنة ، وارتفاع معدلات الديون . والوضع الاقتصادي والخدمي والمعيشي يشهد تدهورا وتدنيا كبيرا . والاستثمار غير وارد , فمصر تحولت إلى دولة قمعية , فيها إعدامات بالجملة واعتقالات دون أدلة , وتوسعت الجريمة وزاد العنف وساد الفساد , مع تهاون وتفلت أمني مقصود . فمن يود الاستثمار في بلد كهذا ؟ .
لقد أراد الدراويش ترسيخ دور مصر القيادي سياسيا وعسكريا , لتأخذ مكانها الرائد في تاريخ أمتها العربية والإسلامية , بدلا من التبعية لغيرها . ولتنفرد بسيادة القرار بدلا من أن تكون وكيلة تنفذ أوامر الكبار على أرضها . أرادوا بناء اقتصاد يُمَكِن مصر من تجاوز ضغوط الأخرين . وخططوا لتعمير سيناء التي تشكل 31% من مساحة الوطن . ويعملون لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في 3 سنوات . وشرعوا في مشروع تنمية محور قناة السويس والذي ستبلغ إيراداته 100 مليار دولار سنويا بحلول 2022 م , مما سينقل مصر لمصاف الدول العظمى . وفي هذا قال المفكر الأمريكي تشومسكي " إن مشروع محور قناة السويس سيصبح أكبر كارثة لاقتصاد الإمارات , وخاصة “ دبي ” , فهي الأفقر في الموارد الطبيعية واقتصادها خدمي ويعتمد على الموانئ البحرية ، فمشروع القناة سيدمر اقتصاد دبي خلال 20 سنة " .
يا من نصرتم التمرد والانقلاب , ويا من توليتم عن دعم الحق ـ شعبا وحكاما ـ . بالأمس أقنعوكم أن الدراويش شر على مصر والمنطقة . فلتقتنعوا اليوم أن العسكر خفافيش , مصوا كرامة الموطن وعزة الوطن , ورشفوا خير أرضنا وثروة غيرنا , وأن أعظم ما شهدته مصر في ظل حكمهم هو قانون الطوارئ الذي يبيح لهم الإجرام دون عقاب , وجلب فتن يصعب إخمادها , وربما فقدان سيناء والتفريط في حدودها . ألا ترون أن الانقلاب وحبس الإخوان لم يخدم مصر , ولم يُحَسِن أحوال الشعب ؟! فمن خدموا ؟! وأحوال من تحسنت إذن ؟! . فهلا راجعتم .. , وتراجعتم .. , ورجعتم .