اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران مركز الملك سلمان للإغاثة يقدّم مساعدات غذائية في الضالع حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق هذا ما سيحدث في 2040.. ماسك يبشر بخبر مخيف! رسالة من رئيس "فيفا" للأهلي المصري بعد وصوله إلى ما قبل نهائي كأس القارات للأندية قوات الشرعية تسحق محاولة تسلل حوثية غربي تعز الشرعية تطلب دعماً دولياً لاستعادة السيطرة على الشواطئ اليمنية توجيه رئاسي لسلطات مأرب بشأن المواقع الأثرية في المحافظة السعودية تدعو إلى اجتماع “عربي إسلامي” قريب وتكشف الهدف منه
شوقي الميموني
حادث دار الرئاسة في 3 يونيو حزيران الماضي يعتبر منعطف مهم في مسار ثورة الشعب اليمني بعد الحادثة اعتقد اطراف كثيرة محلية وإقليمية ودولية أنها الحلقة الأخيرة في مسلسل الثورة اليمنية . شباب الثورة وكذلك المعارضة دانت الحادثة باعتبارها عمل يتنافى مع أخلاقنا وقيم ديننا الحنيف ظنوا مثل غيرهم أن حادثة دار الرئاسة ستطوي حقبة مظلمة من الزمن مرت على شعبنا خاصة والحادثة إصابة راس النظام وأركانه.
الاحتواء الذي حصل من قبل بقايا النظام بمساعدة اطراف خارجية والتكتم الإعلامي وشح المعلومات وغياب الحقيقة جعل كل طرف من الأطراف المعنية يطلق العنان لخياله وتحليله فتضاربت المعلومات واربكت الشارع السياسي اليمني والإقليمي والدولي بما فيهم شباب الثورة المعارضة.
كان للأطراف الخارجية اليد الطولى في احتوى الحادثة فسارعوا إلى نقل علي صالح وأركان نظامه الذين أصيبوا معه إلى المملكة العربية السعودية للعلاج فزاد الغموض .
الحقيقة ان هذه الأطراف استغلت غياب الحقيقة عن المشهد السياسي اليمني أيما استغلال وجعلت الحادثة عبارة عن سلعة تحاولوا من خلال بيعها لتحقيق اعلى مكسب لمصلحة النظام ولم يكن في وسع المراقب اليمني أو الخارجي إلا سماع تصريحات من هنا وهناك فالتصريحات التي كان يصدرها النظام كانت تؤكد بالجزم ان الحالة الصحية لعلي صالح جيدة وفي تحسن مستمر أما التصريحات الخارجية سواء من الدولة المستضيفة لعلي صالح أو أمريكا أو دول الاتحاد الأوروبي كانت تصريحاتهم متناقضة مع تصريحات بقايا النظام في الداخل وكانت في مجملها تدل على خطرة الإصابة التي تعرض لها علي صالح وان الشفاء منها يحتاج إلى شهور عديدة وتطالب تلك الأطراف بنقل السلطة الفوري استنادا إلى المبادرة الخليجية.
عاش المجتمع المحلي والدولي مدة شهر تقريبا في حالة شد وجذب ومصدق ومكذب لكن لا يوجد لدى أي طرف الحقيقة الكاملة نظرا للدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية وأمريكا في حجب الحقيقة وإخفاء أي معلومية عن الإطراق المعنية.
اللافت للنظر في تلك الفترة ان بقايا نظام علي صالح كان ردة فعلهم عكس ما كنا نظن تماما فقد امسكوا بزمام الأمور في الوزارات والإدارات والهيئات التي تمثل مفاصل الحياة في اليمن نفذوا من خلالها خطة قذرة في اعتقادي أنها معدة سلفا تتمثل في العقاب الجماعي للشعب اليمني مثل إخفاء مادة الديزل والبنزين والغاز المنزلي وأوقفوا قطاع الخدمات والنظافة فتراكمت المخلفات في الشوارع مما ينذر بانتشار الأمراض.
ومن أهم الأمور التي زادت من معاناة الناس قطع التيار الكهربائي وهذا يعني في الجانب الإعلامي وعالم المعلومات عزل الناس في اليمن عن العالم المحيط من حولهم فلا يستطيع الناس متابعة ما يجري من أحداث عبر الفضائيات ولا الإنترنت كذلك الجوال لم يعد بمقدور الناس التواصل عبره فأصبحت الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الآن جامدة من ضمن قطع الأثاث في المنزل.
في الجانب العسكري تم التصعيد في مناطق مختلفة من بلادنا قصفت أحياء عدة في مدينة تعز الباسلة بشكل عشوائي ومكثف وفي ارحب خرجت الدبابات من المعسكرات المرابطة فيها وتوغلت في القرى المحيطة بها وقصفت منازل المواطنين وشردت أسرهم وأتلفت محاصيلهم كذلك في نهم والحيمة وأبين وعدن ولحج وغيرها.
ظن من تبقى من النظام السابق ان التصعيد الذي يقوموا به سيوقف عجلة الثورة ولكن خاب ظنهم فالثورة برغم التضييق على معيشة المواطنين بدت في ازدياد مستمر بل وصلت القناعة عند كثير من الناس أن الحل الأفضل للخروج من الأزمة التي أوصلهم بقايا نظام صالح اليها هو الحسم العسكري.
بعد شهر كامل من الحيرة والتريث والصبر اذا بـ علي صالح يظهر على شاشة الفضائية اليمنية فاحتفل بقايا نظامه واطلقوا الأعيرة النارية في الهواء بشكل همجي ومتخلف كلف ظهوره أول مرة من جراء الرصاص الراجع من الهواء 11 شهيد و 200 جريح في اقل إحصائية.
كان ظهور علي صالح بالهيئة التي ظهر عليها أول مرة مخيب لأمال كثير من بقايا نظامه فقد بدا كجثة هامدة لا يتحرك منها إلا اللسان والعينين فقط وايقن الجميع ان علي صالح انتهى سياسيا.
الأمر المفاجئ لكل الأطراف ظهور علي صالح بعد أربعة أيام فقط على نفس الفضائية بصورة مختلفة تماما عن ظهوره في المرة السابقة فقد ظهر في مقابلة مع نائب وزير الخارجية الأمريكية وهو في صحة جيدة يحرك أطرافه ويتكلم هذا ما يبدو لنا من خلال الشاشة.
بعد ظهوره اختلفت التصريحات التي كانت تطلق من هنا وهناك فالجاني الأمريكي والخليجي يؤكد عدم عودته الي اليمن وان عاد سيعود ليوقع على المبادرة الخليجية المطورة التي سمعناها جميعا.
لكننا فوجئنا بالأمس القريب في اجتماع لنائب وزير الخارجية الأمريكية مع المعارضة في صنعاء قوله ان علي صالح رفض نصائحهم وانه مصر على العودة إلى اليمن إلا هنا نقف ونبدأ سطر جديد.
فالجريمة اتضحت خيوطها والمؤمرة حيكت بطريقة لم تخطر على إبليس نفسه فالأطراف الإقليمية والدولية التي تظن ان لها مصلحة في بقاء صالح خططت ومكرت ظنا منهم أنها بمكرها تستطيع إجهاض ثورة الشعب اليمني.
نقول لهم عجلة الثورة دارت وكادت تصل وليس بمقدور احد إيقافها إلا الله سبحانه وتعالى فعلي صالح لم يستطع مواجهة الثورة وهو في كامل قوته وصحته بل ألجأته الثورة إلى استخدام حيل العاجز كما يقال في لغتنا الدارجة.
من الإيجابيات التي ستجنيها الثورة من ظهور علي صالح من جديد
بعث علي صالح من جديد لن يغير في مسار الثورة شيء نعم قد يسبب بعضا من القلق والضيق وتأخير النتيجة لكن ظهوره في المحصلة لصالح الثورة سواء أصيب في حادثة دار الرئاسة أولم يصب فان أصيب فكيف سيدير بلاد بأكملها من لا يستطيع إدارة أموره الشخصية وان كانت مسرحية هزلية دبرها مع حلفاءه فمكانه ليس على كرسي الحكم بل ممثل بارع في هوليود.
ظهور علي صالح بعث في شباب الثورة الهمة من جديد والتي كانت قد خفت قليلا بسبب الإرباك الذي حصل وتضارب المعلومات حول إصابة علي صالح.
ظهوره زاد في تأكيد وحدة الشباب وإجماعهم بمختلف انتمائهم وتوجهاتهم ليكونوا يدا واحدة أمام الخطر الأكبر على ثورة شعبهم.
البغض الشعبي لعلي صالح ونظامه ازداد خلال غيابه بسبب طريقة إدارة بقايا نظامه للبلاد فقد عاقب الناس بالجملة وضيق عليهم حتى بلغت القلوب الحناجر.
وأخيرا أقول ان ثورات الشعوب في العالم لا تستأذن من تثور عليه وثورة اليمن كذلك لا يعتمد نجاحها على ظهور شخص علي صالح او غيابه.
ثورة اليمن ثورة تغيير شاملة وماضية في طريها لاجتثاث الفساد والظلم والفقر والجوع والمحسوبية ونهب الخزينة العامة ووقف ارتهان البلاد للخارج واستباحت ثرواتها أليس هذا محفزا كافيا للشعب اليمني ان يمضي فيما بداءه من تغيير واقعه الى واقع افضل.
عندها فقط سيكون اليمن اجمل بدون علي عبدالله صالح ونظامه.