|
يعد عام 1981 مميزاً في تاريخ اليمن وماليزيا، حيث كان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في قمة هرم السلطة في اليمن ، في نفس الوقت الذي وصل فيه مهاتير محمد لمنصب رئيس الوزراء الماليزي، وأصبح من أعظم القادة السياسيين والاقتصاديين في آسيا، حيث استطاع تغيير وجه ماليزيا، وتمكن من أن ينهض بها تنمويًّا، ويجعلها في مصاف الدول الاقتصادية المتقدمة، في الوقت الذي اعتبر فيه \"صالح\" أسوء حاكم في تاريخ الجمهورية اليمنية، واتهمه الكثير من اليمنيين بإفساد الحياة السياسية والاقتصادية، وجعل اليمن دولة فساد تخدمه هو و مقربيه.
رحل مهاتير محمد عام 2003 عن السلطة وهو في قمة مجده، لإعطاء الفرصة لغيره من أبناء وطنه في أن يساهموا في تطوير وبناء ماليزيا الحديثة، التي أصبحت الآن مصدر فخر وعزة للأمة الإسلامية كلها، بينما تمسك \"صالح اليمن\" بكرسي الحكم لآخر لحظة حتى استطاع الشعب اليمني في ثورة كلفته مئات الشهداء وآلاف الجرحى أن يخلعه من السلطة، مخلفاً وراءه نسب مرعبة من الفقر والجهل والمرض والبطالة.
درس مهاتير محمدالطب بكلية"المالاي في سنغافورة، والتي كانت تعرف بكلية الملك إدوارد السابع الطبية، ودخل الحياة السياسية الماليزية في عام 1970م، عندما ألف كتابًا بعنوان معضلة الملايو، انتقد فيه بشدة شعب "الملايو" واتهمه بالكسل، والرضا بأن تظل بلاده دولة زراعية متخلفة دون محاولة لتطويرها، وكان في ذلك الوقت عضوًا في الحزب الحاكم، والذي يحمل اسم منظمة الملايو القومية المتحدة، وقرر الحزب منع الكتاب من التداول، نظرًا للآراء العنيفة التي تضمنها، وأصبح مهاتير محمد في نظر قادة الحزب مجرد شاب متمرد لا بد أن تحظر مؤلفاته.
غير أن "مهاتير" سرعان ما أقنع قادة الحزب بقدراته، وصعد نجمه في الحياة السياسية بسرعة، وتولى رئاسة وزراء بلاده من عام 1981 لمدة 22 عاما، واتيحت له الفرصة كاملة ليحول افكاره الى واقع، بحيث اصبحت ماليزيا أحد أنجح الاقتصاديات في جنوب آسيا والعالم الاسلامي.
وتحولت ماليزيا من دولة زراعية تعتمد على إنتاج وتصدير المواد الأولية، خاصة القصدير والمطاط، الى دولة صناعية متقدمة يساهم قطاعي الصناعة والخدمات فيها بنحو 90% من الناتج المحلي الإجمالي، وتبلغ نسبة صادرات السلع المصنعة 85% من اجمالي الصادرات، وتنتج 80% من السيارات التي تسير في الشوارع الماليزية
وكانت النتيجة الطبيعية لهذا التطور أن انخفضت نسبة السكان الواقعين تحت خط الفقر من 52% في عام 1970 إلى 5% في عام 2002، وارتفع دخل المواطن الماليزي سبعة أمثال ما كان عليه من ثلاثين عام، وانخفضت نسبة البطالة إلى3%.
أخيرًا وبعد أن شعر الدكتور مهاتير محمد بأنه قد انتهى من أداء رسالته؛ أعلن استقالته من جميع من مناصبه الحزبية في قراره التاريخي، وبالطبع لم يكن هذا بالحدث العابر، فهو أطول زعماء شرق آسيا المنتخبين حكمًا، واسمه ارتبط بالحكم في ماليزيا محليًّا ودوليًّا، ومن ثَم أثارت استقالته جدلاً كبيرًا، وظل الكثير لفترة غير مصدق ويعتقد أنها مناورة سياسية.
وكان لهم بعض الحق في ظنهم؛ فالمدة الطويلة التي أمضاها مهاتير محمد في السلطة بجانب أن 45% من الشعب الماليزي لم يعرفوا خلال حياتهم غير مهاتير رئيسًا للوزراء، والكل بصورة عامة لا ينكر الإنجازات الصناعية والمالية والمعمارية التي شهدتها ماليزيا خلال فترة ولايته، إضافة إلى بروز اسمها على خريطة العالم بين الأمم، وظهوره كزعيم سياسي مسلم بارز في الساحة الدولية.
من أشهر أقواله: \"إذا كنا جميعًا رجال دين فمن سيقوم بتصنيع الطائرات والصواريخ والسيارات وأدوات التكنولوجيا الحديثة، فيجب أن يكن هناك علماء في التجارة وفي العلوم التقنية الحديثة وفي كل مجالات المعرفة، ولكن على أساس من التعاليم الإسلامية\".
من أشهر أقوال صالح شكرا لشعبي على صبره وتحمله مشاكلي ومشاكل أقاربي وضربوني في الجامع
بدون إحراج يا إخواننا دعونا ننسى هذا الكابوس
في الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2012 04:49:27 م