أنتم من شرعن لكل هذا
بقلم/ طارق فؤاد البنا
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر
الأربعاء 01 إبريل-نيسان 2015 09:10 م
ببؤس ٍيشبه بؤس امرأةٍ مطلقةٍ فرغ زوجها من رمي يمين الطلاق الثالث عليها، يقولون لنا: أنتم تشرعنون للضربات الجوية على البلد!
يقولون أيضاً أننا مبتهجون ، وغارقون في الفرحة..
نشرب نخب الانتصار ، ونوزع الحلوى على الأطفال!
يقولون أيضاً أننا نساند الجار السعودي على الأخ اليمني، وأننا عيونٌ لأمريكا وإسرائيل ، هكذا والله!
باختصار:
من شرعن الضربات الجوية هو من أوصل البلد الى هذا الحال.
هو من نسف كل الاتفافات ، وضرب عرض الحائط بكل المواثيق، وصار يفكر في غزو المريخ بعد أن ظن أنه خلال شهرٍ من الزمن سيغزو كل الأرض !
من شرعن الضربات الجوية هو من اكتسح الأرض ، وهتك العرض، واقتحم غرف النوم ، وأسال الدم والدمع سيولا .
هو من فخخ أجساد الأطفال ، وعذب أجساد الرجال ، وأبكى الآلاف على أنقاض منازلهم والأطلال!
من شرعن الضربات الجوية هو من جعل من الجيش اليمني مجموعة (عكفة) يقودهم سارق ساعات !
هو من جعل قيادة القوات الجوية على اختلافها تسلم مفاتيحها ونفسها لعشرين مبردقا ً وصلوا على ظهر شاص!
من شرعن الضربات الجوية هو من جعل زامل (ما نبالي ما نبالي) ، و(حيا بداعي الموت) على كل لسان بدلاً من: رددي أيتها الدنيا نشيدي!
من شرعن الضربات الجوية هو من هجر أهل دماج ، وأذل أهل عمران ، وأرعب أهل صنعاء ، وعذب المساكين الأرق قلوبا ً من أهل تهامة..
ومر على ذمار لينشر الموت فيها ، وعبر الى إب ليحيل اللواء الأخضر الى مستنقع دم أحمر ، وبعد كل هذا لم يشبع ، بل وصل لاهثاً ككلب ٍ أجرب ، ليشرب من صدور المتظاهرين السلميين في الحالمة تعز!
هو أيضاً من حشد لدخول مأرب ، والبيضاء ، وشبوة ، والجوف ، ولحج ، والضالع ، وعدن ،وكل اليمن!
من شرعن الضربات الجوية هو.المراهق الغبي الذي ذهب لعمل مناورات عسكرية على حدود السعودية ، يستعرض فيها شاصاته ، ويجهز (دباب الماء) لتعبئتها من بئر زمزم ، ويفكر في تغيير اسم الحرم المكي الى (مسجد سيدي حسين بدر الدين)
وشارع الملك فهد الى شارع أبو علي الحاكم!
من شرعن الضربات الجوية هو التافه الذي جعل كتلة الحقارة البشرية المسماة فارس أبو بارعة يلتقط صوراً تذكارية على كرسي رئيس الجمهورية في دار الرئاسة..
فارس ذاته بتاع ال (اهيء اهيء) !
لسنا نحن من شرعن الضربات الجوية..
فكم دعوناكم كشباب ثورة الى الحوار ، وكم قتلتمونا!
كم دعتكم الأحزاب ، وكم غدرتم بها ، وانقلبتم على اتفاقاتكم معها ، وحاولتم إذلالها بشكل ٍ لا إنساني!
كم دعتكم منظمات المجتمع المدني ، فاقتحمتموها ونهبتم ممتلكاتها ، وصادرتم مقدراتها.
كم دعاكم خطباء المساجد ، فاختطفتم الخطباء..
وفجرتم المساجد ودور القرآن!
ماذا نقول لكم ، وبماذا نقسم:
نحن ضد التدخل مهما كان لأنه شر ، لكنكم ساعدتم الشر على الدخول بيننا.
لأنكم كنتم أشر ّمن الشر نفسه ، للأسف الشديد!
خسرتم تعويلنا على يمنيتكم ، والآن نخسركم كيمنيين وفي مختلف الحالات اليمن هي من تخسر..
فهل تعودون للعقل ؟!