في اليمن فقط : من يتقاضون مرتبات شهرية من الخارج ومن نهبوا الممتلكات العامة والخاصة ومن عاثوا في الأرض الفساد ونهبوا ثروات البلاد والعباد يتم تكريمهم ومنحهم الأوسمة والنياشين والألقاب ولا يكاد يمر يوم الا ويتم تكريمهم فهم الوطنيين المخلصين وهم قادة الثورات وهم من حرروا الشعب وهم صانعي الأمجاد والانتصارات الوهمية !
في اليمن فقط : من يلتزم بالنظام والقانون ويحارب الفساد والمفسدين ويعمل بإخلاص وتفاني لهذا الوطن هو الخائن وهو العميل وهو الفاسد وهو المجنون وهو الإرهابي وهو من يشكل خطرا على المجتمع ونهايته إما خلف القضبان او كاتم صوت ينتزع روحه او مجنون يصول ويجول في شوارع المدن بحثا عن لقمة عيش من النفايات تسد رمق جوعه !
في اليمن فقط : قادة الأحزاب اليمنية والقوى السياسية لا هم لهم سوى تحقيق مصالحهم الحزبية والشخصية الضيقة حتى ولو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن وسيادته وأمنه واستقراره ولان عقلياتهم وسلوكهم وممارساتهم للعملية السياسية متخمة بالتخلف ممزوجة بالغباء والتبلد فقد أصبح العهر السياسي سلوكهم المفضل !
في اليمن فقط : جميع أبناء الشعب اليمني شمالا وجنوبا شرقا وغربا في الحضر والريف في السهول و الجبال والوديان الجميع رجالا ونساء كبارا وصغارا صم وبكم وعمي المثقفين والمتعلمين والجهلة الطالب والأستاذ الدكتور والمريض الزوج والزوجة الأب وابنه الأم وبنتها الجميع يمارسون السياسة بشغف عجيب ! فهم سياسيون بامتياز وعلى مدار الساعة وحتى أثناء النوم فأحلامهم لا تخلوا من السياسية وشئونها ، فالسياسة والحديث عنها وما قرب إليها من قول او عمل هدفهم في الحياة وهمهم الوحيد دون سواه فذاك يقول مخلوع والأخر يرد منشق وذاك يقول بلطجي والآخر يرد اخونجي وذاك يقول دحباشي والآخر يرد حراكيش وذاك يقول فارسي والآخر يرد وهابي أينما ذهبت تجدهم يتحدثون عن السياسة في الفيس بوك في الباص في المدرسة في الجامعة في المشفى في المعسكر في المقيل في الجو في البر والبحر !
في اليمن فقط : تتعرض يوميا أنابيب النفط والغاز والأبراج الكهربائية للضرب من قبل عصابة خارجة عن النظام والقانون وبدل ان تقوم الدولة بمسئوليتها وواجبها حيال حماية الأبراج الكهربائية وأنابيب النفط والغاز وبدل ان تقوم الدولة بملاحقة تلك العصابة والقبض عليهم وبدل ان تحاكمهم وتنزل عليهم اشد العقوبات نتيجة ما اقترفته أيديهم من جرم وحتى يكونوا عبرة لمن تسول له نفسه يوما المساس بأمن الوطن واستقراره ومصالحه وبدل ذلك كله تمنح الدولة هذه العصابة مكافأة مالية مجزية حتى لا تعاود ضرب الأبراج الكهربائية وأنابيب النفط والغاز مرة أخرى ،العصابة بدورها وبعد ان تستلم المبلغ المجزي وبعد وساطات من الشيخ زعيط ومعيط وشحيط وبعد جيهان الله ويا منعاه وبحق العيش والملح تسمح العصابة للفريق الفني بإصلاح الأضرار والخراب الذي حل بأنابيب النفط والغاز وأبراج الكهرباء وما هي الا ساعات بل دقائق معدودة حتى تعود تلك العصابة مجددا لتباشر الضرب على الأبراج الكهربائية وأنابيب النفط والغاز فتقوم الدولة بواجبها ومسئوليتها في البحث عن الشيخ زعيط ومعيط وشحيط ، وكم تشتي يا شيخ!
في اليمن فقط : الواقع مظلم والماضي منسي والحاضر مرير والمستقبل مبهم !
في اليمن فقط : يكرم الخائن لأنه متملق و مجامل ويهان الشريف لأنه نطق بكلمة حق !
في اليمن فقط : ضاعت أحلامنا تبخرت آمالنا انهارت أمانينا تحت الأنقاض !
anwarmoozab@gmail.com
هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه
طباعة الصفحة
كتابات
