قراءة في سمفونية الوحدة اليمنية
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 18 يوماً
الثلاثاء 21 مايو 2013 08:25 م

إن الحديث عن الوحدة اليمنية الخالدة ومنطلقاتها الفكــرية وأبعادها القومية الحضارية والإنسانية ليس مجرد كلمات بغبغائية نقلية مقولبة او عبارات إنشائية لفظية مجردة من الموضوعية والمنهجية ينمنم بها المفلسون ثقافياً وينعق بها المتصحرون فكرياً ممن يدعوا الإنجاز الوحدوي أُحادي الجانب وينسبوا للفرد إنجاز الشعب وصفوته النخبوية بل هو حديث في محراب قدسية الوطن ومنبر قداسة الأمة حيث تتجلى معانيه السامية في ديمومة الحدث واقعاً وتسمو آياته القدسية في الأفق شرفــاً وفي اللسان عذب يتـدفق كرم الحدث ..

اذاً فالحديث عن الوحدة اليمنية هو سمفونية نشيد وطني مجسد بمسيرة نضال شــاق وطويل عزف لحن فعله الوحدوي الأحرار وخــط عنوانه القدسي بالدم أولئك الأحياء الخالدون الأكرم منا جميعــاً ذكراً في المناسبة وتقديراً للفعل وجسامة التضحية وهـــاهو اليوم نشيد وطن يتجسد فعلاً وحضور في ساحات الحرية والتغيير يترنم به الشباب الثائر طرباً وهنا يمكنني القول حقاً مؤكداً .! أن الثورة اليمنية السبتواكتوبرية هي الإنطلاقة الحقيقية والمرجعية التاريخية لقراءة أهمية الوحدة وتصفح معانيها القدسية وأبعادها الداخلية والخارجية حيث أن الثورة ملحمة يمانيه تجسدت في الواقع تغييراً للحال وفي الممارسة والتطبيق انتزاعاً للحق الوطني والإنساني في الحياة الحرة والكريمة فكانت نتاج طبيعي لإنتصار الإرادة ونصر للإستقلال والسيادة

وعلى الرغم من تلك المحاولات البائسة والمؤامرات اليائسة المعادية والمشبوهة والحقد التاريخي المتعفن في نفوس قوى الشر والحقد والإرهاب المزدوج تمخض العداء لقطرنا اليمني في استعادة وحدته الوطنية التاريخية عبثاً وأنجب الحقد فشلاً وتوج اليمانيون طموحهم وحلمهم الوحدوي حدثاً فكان المخاض القدسي من رحم العروبة والإسلام مولود شـرعي نطق الضاد فتياً في الـ 22 من مايو 1990 م معلناً الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية الفتية وفي لحظات كانت الإرادة اليمانية تعزف سمفونية الوحدة وتمزج الدموع بالابتسامة فرحاً والتراب بالبشر وطناً والحدث بالاستحقاق شرفاً كان الوطن اليماني الموحد يلفظ الأنفاس الأخيرة للتشطير اللعين ويوارى في الجحيم دركاً جثتي الإمامة والإستعمار البغيض

كانت الأكف الوحدوية تجدف بأجنحة العلم اليمني يمتطي صهوة الأفق محلقاً كالنسر ينطح الغيم شموخاً بالوطن يتكئ فوق أكتاف النجوم يعانق وطن اسمه اليمن وينسجُ للتشطير في العدم بيتاً من وهن حقاً إن الوحدة اليمنية منجز تأريخي وفعل حضاري عظيم إنطلاقة حضارية مشرقة في جبين التأريخ اليمني والإنساني واهم حدث في تأريخ العرب المعاصر بل هي بديل حضاري للتشطير والصراع السياسي والطائفي العقيم وخيار ديمقراطي وحيد للأمن الاستقرار والسلم الاجتماعي والنهوض بالوطن وصولاً إلى تحقيق الهدف الأساس في البناء والتقدم وتحسين الوضع الاجتماعي والمعيشي للمواطن اليمني والتخفيف من معاناته اليومية وبذا فالوحدة صمام أمان للوطن وعامل استقرار للمواطن ومتنفس ديمقراطي لتخليصه من تقديس الأنظمة وتعظيم الأشخاص في ظل نظام أسري لئيم وشمولي ذميم بل سلوك يجسد في أعماقه مبدئية الحوار ويختزل ثقافة وطنية وحدوية تترجم الإيمان بقدسية الأوطان وتقدير دور العظماء ..

حقاً إن الوحدة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وما يجسده الاستحقاق من تحدي درس تأريخي شرح معانيه النضالية القادة المخلصون من أبناء اليمن والأمة ومن هذا المنطلق يمكن القول وبكل تأكيد إن الوحدة اليمنية قدر ومصير شعبنا وميراث أجياله الشبابية الثورية والوطنية المتعاقبة إلى أن يرث الله الأرض ويتوفى الإنسان بل إن الوحدة نبض أبجدية الحياة وهى بحق وثيقة وطنية شرعية بين الأرض والإنسان لا يحق لأي فرد أو جماعة أو تنظيم سياسي معين إمتلاك ناصيتها أو الحوار السلبي في تناصفها ويجيرها للذات الشخصي المنفصم لأنها ملك الشعب وخيار الأمة هي تجار الشهداء التي لن تبور من أولئك الصفوة اللذين قدموا أرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية النقية في سبيلها ومن أجل تحقيقها والحفاظ عليها إلى الأبد أولئك الرجال ممن سجل لهم التأريخ في انصع صفحاته الأولى أروع مواقف التضحية والبطولة والفداء وهى بحق رأس مال كل الشرفاء والأحرار الأوفياء في الداخل والخارج .. إن الوحدة اليمنية مشعل نور يضيئ درب الحرية ويُنيـــر مسار الأجيال في مواصلة الدرب على خُطى الشهداء طريق النهوض بالوطن والحفاظ على منجزاته وثوابته الوطنية والقومية مشعل تحترق به أكف الفساد وتذوب فيه معاول الهدم والدمار والإنفراد والخراب وتنضج على لهيب بيرقها القادم من فوهة الثـــورة العربية الكبرى وساحات الحرية والكرامة جلود التأمر والتشطير الوحدة اليمنية في بعدها القومي منطلق أساس للمشروع العروبي النهضوي الوحدوي الحضاري صيحة بعث .. وصرخة غضب في جسد النظام القُطــري وثقافة التجزئة والتقزم والإنهزام ...؟

وهنا يحق لي أن أقول مؤكداً إنه إذا كان لأبناء اليمن من المهره إلى صعدة من قضية فهي الوحدة والثورة السلمية والتنمية البشرية والاقتصادية والقضاء على عناكب الفساد وتسلط الأنظمة التقليدية القُطرية .. فلسطين , والجُزر الثلاث والأحواز والعراق الجريح وقضايا الأمة المصيرية وما عدا فغوغاء ومسرحية هزليه .. وما دامت الوحدة وستظل سمفونيتها بهذا المفهوم فمن الطبيعي أن لا نخشى عليها من أولئك الشرذمة القليلة ممن فقدوا شرف الكرامة والإنتماء الحقيقي للوطن والأمة أولئك الزُمر مسلوبي الإرادة وفاقدي أحقية المواطنة وشرعية الولادة المصابون بفيروس مرض الولاء للفرد والتأمر ومرض فقدان المناعة الوطنية تجار السلطة والطائفية والتجزئة من بلاطجة الداخل والمتســكعون في باريهات لندن وواشنطن وحوانيت دول الطوائف ممن يعرضون تجارتهم البوار الفاسدة على حوانيت الأنظمة ومافيا التصهين والتأمرك ومثيري القلاقل والفتن ويمدون الأكف شائلة الى دينار البسوس ودولار اوباما ونقدية المجــوس ويجلسون كالأيتام يقتاتون فتات الوطنية على موائد اللئام أملاً في الحصول على حجة صكوك الغفران فبئس التجارة والتجار بخــس الثمن ...

ابداً لن نخاف على الوحدة من أولئك الباعة المتجولون المتسولون في جمعة النظام وأحياء وأرصفة شيفيـــلد ومنهاتن وفيلكه ممن يروجوا ويتاجروا بضمائرهم الميتة اصــلاً من أصحاب النفوس المريضة الأمـــارة بالسوء التي تلقى رواجاً وتعاطياً نسبي في سوق النخاسة التأمري الإقليمي والعالمي , على طريق الوحدة اليمنية سائرون ملتزمون مقاعدنا الثورية الوحدوية على سفين الوطن اليماني الأبي واثقون بمهارة ربانه الفذ شعبنا اليمني ومعه كل الشرفاء والأحرار من أبناء اليمن والأمة عشاق الكرامة والحرية وصانعو سمفونية التغيير وفجر المواكبة والتحديث وليخسأ عبدة الأنظمة ورهبان الطائفية والمذهبية .. تباً لتجار التجزئة والتشطير وتبت يدا ابو لؤلؤة السلطة وعلوج الفساد وحابكي المبادرات سيئة الصيت , وناهبي الأراضي ومواسير الصرف الصحي ومعدات الجمعيات الزراعية ومعسكرات الجيش وتسريح الكفاءات رجالات الدولة والقانون من أبناء المحافظات الجنوبية . شُلت تلك الأيادي التي تلطخت قبحاً بثقافة الفيد والغنيمة وأعلنت هزيمة القيــم الإنسانية بالنسبة لها تلك الأيادي السوداء المجبولة على النهب واللصوصية والفوضى المقنعة بظلام التخلف وهزلية فكر القبيلة وعنجهية المشيخية الزكام فاليمن اكبر من توجهاتهم العقيمة وأفكارهم المتعفنة واسمى من كل قوي الشـــر والتأمر والحقد الدفين على شعبنا وها هي الذكرى الـ 23 للوحدة اليمنية تُشرف بفجر الوطن رغم كل التحديات الداخلية والخارجية في ظل حراك شعبي سلمي ثوري يقف بكل ما لدية من طاقة وطنية وفكر سياسي منطلق من رؤية حضارية وسلوك مدني لإعادة الجوهر الحقيقي للوحدة على أساس العدل والمساواة والمواطنة واستعادة الحقوق للمواطن والوطن معاً ممن إنتحلوا شخصية الحدث وتاجروا بالأرض والإنسان ولوثوا المناسبة بفكرهم الاستعلائي المقولب بالعنجهية الكرتونية ومارسوا عملية الإقصاء والقتل والتصفيات ونشروا الفتوى والفوضى وولاية الزعيم القبلي والعسكري والإستقوى بالشرعية المطاطية على حساب الشراكة ومفهوم الحوار في القضايا الوطنية كسلوك حضاري وثقافة مدنية أرست الوحدة أسسها كخيار وطني وجماهيري غير قابل لعنترية الفرد والاستبداد بالرأي وسياسة الضم والإلحاق الذي مارسه نظام الأسري غير مدركاً مخاطر سياسته العرجاء وخطرها على مفهوم الوحدة وغير مستوعباً الأحداث بل عمد إلى تجسيد الأمر الواقع بمفهوم المنتصر والمغلوب وبغباء لازم ثقافته كانت قراءته لمفهوم الوحدة بالمقلوب ومع الأيام إنقلب السحر على الساحر وما أن صحا المسحور من المس السياسي أنبر يطالب بفك الإرتباط إنتقاماً من الوحدة كمشروع حضاري وإرث تأريخي تركه الشهداء شرعاً للأجيال ,, تبقى الوحدة والوطن ولتذهبوا إلى الجحيم .. والله اكبر..؟؟