|
في حالة نشرتها عن " السياسي اليمني " في صفحتي على الفيس بوك مشفوعة بصورة " لثعلب " وذيلتها بهذه العبارة " كل يوم أتأمل صورة هذا السياسي اليمني العتيد ولا أفهمه ....!!! ! لكنه يظل ملهم في كل الأحوال – اليس كذلك ؟؟
لم اكن اقصد بهذا الترميز (صورة الثعلب) بكل ما يمثله " الثعلب" من كثافة أوجه شبة مع السياسي ليس في ثقافة العرب بل في كثير إن لم يكن معظم الثقافات السياسية في العالم لم أكن اقصد سياسي يمني بعينة ولا حتى حزب أو جماعة سياسية كما فهم البعض من الصدقاء الذين تناوبوا على التعليق واجتهد البعض في استنطاق الحالة والصورة
ما قصدته أنا هو تسليط ضوء على " شخصية السياسي" اليمني على وجه العموم وبالتجاوز يمكن القول " الطبقة أو المجتمع السياسي " اليمني لكني قبل ذلك أود الاعراب عن إعجابي الشديد بالصورة مع اني اجهل تماماً ملكيتها لكني اقصد أن (الثعلب) في الصورة والمكان ملهمين إلى غاية ونهاية الثعلب في غاية الوسامة شكلاً وإطلالة فوق أن كبر وبروز اذنيه لا تشيران إلى حقيقة ذكاءه وحسب بل وقدرته على الإنصات الجيد ولاعتداد بذاته.
غير أن حيرته بادية للعيان بل أن اغلب ظني أنه متردد ومرتبك ويعاني بشدة من غياب الرؤية وهذا ينعكس على صعوبة في تحديد غاياته وأهدافه كيف لا وهو من ظل محكوم بالبقاء القسري تحت الأرض ردحاً طويلا من الزمن بل قل أنه على الأرجح كان يقضي حكماً بالإخفاء القسري
لكنة قد تمكن ربما بعد حصوله على مساعدات كبيرة إقليمية ودولية أن يخرج ويضع أقدامه فوق سطح الأرض حتى لو كان ذلك على بعد خطوات قليلة من فتحة على سطح سجنه(مدفنه) الرهيب !!
يمكن القول أن حيرة وتردد بل وارتباك السياسي اليمني واضحه ولها ما يبررها غير ان ادعاءات هذا " السياسي " تعرض في صيغ من المبالغات والمجازفات حول ما يتحلى به من قدرات واستعدادات فطرية وكامنة موجودة في الجينات الوراثية وان سر هذا "السياسي" كامن فيه كما يقال لذلك تأتي استجاباته متسمة على الدوام "بالحكمة"
كل تلك الادعاءات في تقديري هي محض هراء بليد وساذج ليس لة ما يؤكده بل هو غير مقبول فلم يثبت على أرض الواقع أن أداء السياسي اليمني حتى الآن يتحلى بالحد الأدنى من الجدارة والكفاءة بالمقابل يمكن ايراد الكثير من لأدلة على حالة التشتت الذهني والمزاجي بل انه من السهل الإشارة الى عدد غير قليل من الخيبات بل والكوارث التي تسبب بها السياسي اليمني.
السياسي اليمني لم يكن في تقديري عند مستوى فهم التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية التي جرت بفعل صيرورة الزمن "التاريخ" على مستوى "العمران " بل كان معيقاً رئيساً لها ولتأثيراتها الإيجابية من موقعه السياسي وليس ادل على ما اقول من أننا كشعب وكبلد موصوف بتسيد حالة من العجز عن إنجاز عملية انتقال جدي إلى حالة "حكم الدولة " لا بل لم يتمكن العقل السياسي اليمني حتى اللحظة من انجاز أداة او مجموعة ادوات " مؤسسات " مدنبة او مجتمعية ولا برنامج يمكن لي مراقب او متابع أن يقرأ عليها مثل هذه العبارة" صنع في اليمن " أو " Made in Yemen ".
مرت عقود 6 على ثورة 1948م الدستورية ولا تزال بيننا وبين حكم دستوري حقيقي مسافات شاسعة تناوب على زمام المبادرة السياسية العديد من الجماعات والنخب وشلل وزمر أيديولوجية وقبلية كانت جميعها بلا استثناء مجرد رجع صدى لأفعال متزامنة حدثت بالمحيط الإقليمي او الدولي أكثر منها أعمال نابعه من خصوصية هذا الشعب وتستفيد من تجارب الأخرين وليس العكس.
سيظهر من يقول ان السياسي اليمني انجز كثير من التحولات الهامة وستعاد كل تلك الأسطوانة المشروخة من ........الى.......!! غير أن واقع مشروع الدولة وواقع البلد اليوم قد يعفينا من الإجابة لأن فمي عند هذه النقطة مملوء بالماء !!
ينبغي القول أن السياسي اليمني لا يعاني من نقص فادح بالفهم والإيمان وحسب بل وقبل ذلك في الرصيد المعرفي والفكري وبالتالي هو "عاجز " عن إنجاز تصور استراتيجي لاستكمال بناء كيان الأمة اليمنية (دولته) وتعهد هذه الخطوة بكل الرعاية المنهجية.
هل يمكن تصور ان بلد يقف على قدمية بل وينهض بمستوى معيشة سكانه بدون حامل وطني أي (دوله)....؟؟ غير أن المؤسف بل والمحير بعد كل خيبات اليسار ومن بعدهم الحكم "العسقبلية" فماذا يجري ..؟؟ أن ما يجري بكل اسف هو إعادة إنتاج جماعات سياسية بمرجعيات دينية مذهبية ماضويه وموغلة تتواجد في حاضر الناس شكلاً وتستفيد من كل الوسائل والتقنيات الحديثة لفرض حضورها المناقض لأبسط قواعد الحداثة وقيم العصر.
مثل هؤلاء يشبهون كثير من البرامج والتقنيات "المجمعة " الغريبة والمضروبة لأنهم يناقضون بالصريح والواضح من القول والفعل الكثير من أسس ومقومات " مشروع الدولة الحديثة" الذي جرى حتى الآن تأسيس أو لنقل إنجاز البعض من بناها "المؤسسية" وبالمقابل هم يقدمون أو يسوقون لخطاب سياسي فقهي متمذهب يَتعَيش حملته على حسابة فوق هذه الرض الطيبة قرون طويلة ولم يخلفوا ورائهم سوى الكثير من الأدلة التي تشير بوضوح شديد فقط لجهة انهم ما كانوا يعملون أو يسعون في هذه الأرض إلى "فسادا " بل قل "عاثوا" بالأرض فساداً
إن هؤلاء ومن على شاكلتهم يقدمون الكثير من الأدلة المتواترة أنهم لم يكونوا يوماً معنيين لا من قريب ولا من بعيد أنهم يفقهون معناً للتكليف الإلهي "للإنسان " باعتباره خليفة الله على الأرض وهو مكلف بعمارتها وتنميتها بما يصون حرية وكرامة الإنسان وعيشة الآمن والمستقر..!!
اخلص إلى القول " توجد الكثير من الدلائل إلى أن الوضع السياسي يسير بخطى ثابتة وبرعاية من ذات القوى العسكرية والقبلية التي حكمت اليمن 33عام وما زالت بالرغم من كل ما جرى تمارس ذات العبث العظيم والممنهج بالمكونين الديني ولاجتماعي للشعب برعاية اقليمية ودولية معتبرة.
مثلت مثل هذه السياسات الحاضنة الرافعة الأساسية لبروز نجم العديد من الجماعات الدينية الأصولية " سنية أو متسننه " " شيعية ، أو متشيعة " حيث تشير كثير من الدلائل والوقائع في حال عدم حدوث معجزة إنقاذيه تشير الى اننا ذاهبون الى جولات صراع ظاهر خطابها طائفي مذهبي و محتواها بل جوهرها مادي موغل بالقذارة.
قد تطول أزمنتها كثيراً ولن تخلف بالنهاية الى الدماء والدمار لأن جل مخازنها وارصدتها الرئيسية ليست مهيأة أو مسخرة حصرياً الى للحروب وشراء وجمع أدواتها من الأسلحة ووسائل القتال.
فلا وقت ولا نية ولا فكره تدور في رؤوس هؤلاء ولا أجندات فوق مكاتبهم لتحسين ظروف معيشة الناس " لا تعليم ولا صحة ولا رعاية ولا تنمية ولا امن ولا استقرار " كل شيء مهيأ ومرتب للحرب وللقتال وإن سمحت لهم الظروف وحللت " فرصة هدوء او فسحة" بعيداً من القتال والحرب بقليل من الراحة أو حصلوا على فسحة وقت يجري – كيف يجري استغلالها ؟؟
يقع الانتقال مباشرة الى تنفيذ منهجي لحالات إعدام وبتر اطراف وجلد بالشبهة ومن خلال أدوات قذرة لا تتحلى بأي نسبة من العدل او العدالة تحت شعار " تطبق حدود الشريعة " مع انتفاء المشروعية !!!
لذلك نحن مقبلون لا سمح الله على موجه هوجاء من التطرف المذهبي لن تدمر بعض ما تحقق من مشروع دولة " تعثرت على ايدي العسكر.
إن موجة العنف القادمة إن مرت ستعيدنا عشرات العقود ان لم تكن القرون لا سمح الله ومر مشروع دعاة الحروب والصراعات العابرة للحدود " تجار الحروب " إنهم في تقديري مجرد مقاولين أو متعهدين حصريين في تأجير اليمن ساحة للصراعات ومكب لشرور وقذارات جارة السوء "حكم آل سعود " !!
ان سر نكبة هذا الشعب هو سوء السياسي المسخ المتسم بالغباء والفساد معاً و هو كائن عديم الفهم والإيمان متقلب بين أجير ومأجور و موتور " ليس بسبب أنه فقير للمعرفة وعديم فكر تحاصر استقامته الشبهات والشكوك بل والرذيلة ، أنه فاقد للأهلية وضميره (الوطني) مستأجر بثمن بخس للأسف الشديد وقد جرى وضع مثل هذا الضمير المزعوم عند اقدام المستأجر في ذلك اليوم الأسود الذي تهيأت الظروف وحصلت الفرصة وحدث الإيجاب والقبول بصيغة البيع والشراء وبالموقف دفعت بين يدي هؤلاء أول دفعه على الحساب ..!!!
لا يحتاج المتأمل في الشأن المحلي الى قدرات خارقة كي يرى أن السياسي اليمني الذكي والمخلص لوطنه بالوعي والعقل والخلق والاستقامة ما يزالون مغيبون مع انهم موجودين ولا انكر حقيقة وجودهم لكني لا المس لهم الى القليل من الأثر في مقابل الكثير من الادعاء والرجز !!
في الأحد 01 إبريل-نيسان 2012 10:28:14 ص