3 اكتشافات تمت بفضل الذكاء الاصطناعي في 2024 الجيش الروسي يعلن عن السيطرة والتقدم وهجوم صاروخي عنيف يستهدف خاركيف مكافأة فورية ومغرية من الاتحاد الكويتي للاعبين بعد هزيمة الإمارات الكويت تقهر الإمارات بهدف قاتل في خليجي26 مارب برس يكشف عن شبكة حوثية تغرر خريجي الإعلام للعمل مع منظمة مضللة في صنعاء محاولة تصفية مواطن خلال تلقيه العزاء بوفاة زوجته بمحافظة إب منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب
أربعة أعوام ونيف واليمن الشقيق يعاني ويلات الحرب بلا هوادة تحت شعار استعادة الشرعية ، بعد ان اختطف الحوثيون السلطة والدولة بكامل اركانها عام 2015م.
أربعة أعوام ونيف والشعب اليمني يعيش حالة بؤس ينهش المرض بكل انواعه اجساد ابنائه وخاصة السل والملاريا وكساح الاطفال ،والفقر والمجاعة أصبحا رديف الأسرة اليمنية .
الحوثيون( نسبة الى حسين الحوثي المؤسس للحركة الحوثية ) يعتقدون بأنهم الأولى بالحكم في اليمن وما عداهم يكونون في خدمة السلطة الحوثية ، وهذا امر لن يكون مقبولا في القرن الحادي والعشرين لكل اهل اليمن . ان صفحة الإمامة وهيمنتها طويت منذ عام 1962 ولن يكون هناك رجعة لها ولو تدثرت بثوب جديد واعتناق فقه الاثني عشرية ، وفي ذات الوقت الفرقة الحوثية المسيطرة على اجزاء من اليمن اليوم بما في ذلك العاصمة صنعاء ليست ممثلة كل اتباع المدرسة الزيدية ، هناك فريق عريض من أتباع المذهب الزيدي لا يقرون بما ينادي به اتباع الحوثي اليوم بالعودة باليمن الى عصر الإمامة.
وليس هناك من سبيل لاستعادة اليمن كله إلا بالوحدة اليمنية الشاملة وكبح جماح الطائفية ورفض التخندق في مواقع المذهبية والحزبية والقبلية والمناطقية .
لقد جرب اهل اليمن الحزبية شمالا وجنوبا ولم يستقر بهم الحال تحت أعلام تلك الاحزاب اليسارية او القومية او المذهبية او حتى القبلية .
فهل يصر عبد الملك الحوثي على فرض ارادته بالقوة والاكراه على الشعب اليمني ، انه امر لن يحدث لأن البيئة السياسية اليمنية تعيش في القرن الحادي والعشرين ولن تقبل بالعيش أو بالعودة إلى عصور الظلام المذهبية .
أربع سنين ونيف عجاف ، واليمن يعيش في حرب ضروس فلم يستقر اليمن للحوثي واتباعه رغم كل الدعم المادي الذي يصله من الخارج وكذلك الدعم السياسي من برلمانات وحكومات دولية كلها تدعو الى وقف القتال ، وكذلك الحال بالنسبة للحكومة الشرعية التي قامت الحرب من اجل استعادة شرعيتها وعودتها الى العاصمة صنعاء .
إنها حكومة ( لا تهش ولا تنش ) لأن القرار سحب من يدها بغير إرادتها . إنها تعيش في المنفى وليس مصرحا لها بالعودة الى داخل اليمن من قبل قيادة التحالف في الرياض . إن تلك الحرب التي راح ضحيتها آلاف من المدنيين اليمنيين الأبرياء ودمرت البنية التحتية ان كان هناك بنية لم تحقق أهدافها التي قامت من اجلها ، أي عودة الشرعية الى العاصمة صنعاء وإنهاء هيمنة الحوثيين على معظم مساحة الدولة اليمنية في شمال اليمن وغربه.
يظن الكثير من الناس ان الحرب في اليمن أصبحت مهنة يرتزق الإنسان اليمني من الاشتراك في تلك الحرب ولهذا تجد أطفالا دون الخامسة عشرة يحملون السلاح من اجل المال لا حبا في الحرب ولا يحاربون من اجل مبادئ ، بعض أولئك الصبية يحمل السلاح وينخرط في ميادين القتال مقابل اجر يتقاضاه لكي ينفق على أسرته المعدمة .
الملاحظ انه بعد هذه المدة الزمنية الطويلة يجد المراقب لما يجري في اليمن ان السباق بين دول التحالف على أشده من اجل التوسع في الهيمنة على اليمن ، بعضهم يبحث عن منافذ تؤدي بهم الى بحر العرب عبر اراض يمنية فكانت المهره وحضرموت ، و نتيجة لذلك تعزل سلطنة عمان عن ارض اليمن بقوة ثالثة ، طرف اخر من اطراف التحالف يعمل على الهيمنة على المواني البحرية والسواحل سواء في البحر الأحمر أو بحر العرب والقرن الإفريقي ليتحكم في طرق التجارة والمواصلات .إلى جانب ذلك نلاحظ ان دول التحالف الرئيسة تنشئ لنفسها مليشيات محلية ، ومجالس انتقالية وقوات احزمة امنية وتمدها بالمال والسلاح من اجل ان تحمي تلك المليشيات غير القانونية مصالح تلك الدول ، وآخرها ما يجري اليوم في المهرة وحضرموت مستغلين في ذلك الحاجة المادية والمالية لشباب تلك المحافظات سواء في المهرة او حضرموت او جزيرة سقطرى او عدن والمخاء وشبوة وغير ذلك .
يرافق تلك الأعمال دعوة بعض الاخوة في جنوب اليمن الى الانفصال عن شماله وانهاء دولة الوحدة اليمنية التي حدثت 1994 مستعينين في ذلك برغبة إحدى دول التحالف في إيجاد مجال لها لإتمام الهيمنة على جنوب اليمن بغطاء شرعي ان تم الانفصال وقيام دولة الجنوب ، لكن الكاتب ينبه " الطامع والمطموع فيه" بأن انفصال جنوب اليمن عن شماله امر محفوف بالمخاطر ونتائج لا تحمد عقباها وسيكونون هم الخاسرين ، وأذكّر بحرب فيتنام شمالا وجنوبا ، كما اذكر بحال ألمانيا الشرقية والغربية والخاسر الأعظم في هاتين الحالتين هي القوى الكبرى التي أتت عبر الحدود وعملاء دعاة الانفصال والتجزئة في الداخل فهل تدرك دول التحالف تلك الوقائع .
لا جدال بأن الشعب اليمني وخاصة جنوب اليمن لن يكون في صالحه الانفصال .
المضحك المبكي في اليمن اليوم ويا للهول !! هي الحوارات التي تجري تحت راية الأمم المتحدة بين اليمنيين أنفسهم ،أليس جريمة أن يجتمع أهل " الحكمة اليمانية ! " اليمنيين في عمّان/ أو السويد أو الكويت ويتجادلون عن تبادل الأسرى والمعتقلين وكأن الاثنين ( الحوثي والشرعية اليمنية ) دولتين متعاديتين أشبه بالحرب بين العرب وإسرائيل ، ثم يختلفون حول نوع التبادل المعني هل يكون جزئيا او شاملا علما بأنهم اعترفوا في وثيقة رسمية قدمت في اجتماع السويد ان عدد الأسرى المعتقلين بلغ أكثر من 15 ألف إنسان يمني .
هل يعود العقل اليمني الى مكانه الطبيعي ويقرر جميع الفرقاء في اليمن العودة الى وثيقة مخرجات الحوار الوطني الذي شارك فيه جميع ممثلي فئات الشعب اليمني السياسية وقد اتفقوا على صياغة تلك الوثيقة الوطنية الهامة ولم يبق إلا تطبيقها ، وإعلان إنهاء الحرب ودعوة دول التحالف لمغادرة اليمن وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية .
آخر القول : لن يكتب النصر لدول التحالف في الحرب في اليمن ، ولن يقبل اليمنيون شمالا وجنوبا بهيمنة أي قوة على أرضهم ، ولن يعترفوا بأي اتفاقيات أو معاهدات توقع مع الحكومة اليمنية الراهنة ، والحل الأمثل عقد مؤتمر وطني يمني لكل أطراف الصراع ، يشبه مؤتمر صرواح في ستينات القرن الماضي للخروج من المأزق الذي يعيش اليمن في بوتقته .