مساحته شاسعة ويحتوي على غابات.. ماذا نعرف عن أكبر كهف في العالم مؤتمر حضرموت الجامع يعبر عن موقفه تجاه مجلس تكتل الأحزاب إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية بسبب رفضها الزواج.. عصابة من 5 اشخاص يقومون بتصفية شابة من تعز بإبرة مسمومة في عنقها
نعيش الآن عصر اللغة الثالثة والوسطى، وهو عصرٌ واقعي نتداول فيه لغتنا العربية الوسيطة الصالحة للتداول والترجمة، وحين نقول لغة وسيطة، فإني أعني بها لغتنا الفعلية سواء المحكية التي بلا ضوابط، أو المكتوبة وهي من شدة تبسيطنا لها أصبحت بعيدة جدا عن النموذجية، والنتيجة لغة ساذجة، نتناولها تماشيا مع الاعتقاد بأنه تخفيف للإيصال والنشر، وإيماناً منا بأنها لغة وسيطة مسالمة وطيبة، وهكذا مضينا بوهم الاطمئنان مع هذا الوسط الثالث، بهدف إمساك عصا اللغة من منتصفها.
منذ أن أخذ البعض على أن اللغة المخففة حتى في الترجمة هي نوع من الديمقراطية في الأدب والفكر الإنساني بهدف الإيصال، ونحن ننطلق بها، لنُنشئ هذه اللغة الوسطى التي تعاني من الاضطراب والانفصام والانفصال وهي مبطنة بثوب الإصلاح والارتقاء والتيسير من قبل دعوات المحدثين..
.. وفي هذا الصدد فإن نتيجة عملية التسهيل في اللغة للانتقال من مستوى ثقافي إلى آخر، لم تخرج إلا مرقعة، كما هو الحال الآن ونحن نعيش عصر اللغة الوسطى، بعد أن ساء الوضع أكثر منذ أن تم استخدامها في الإعلام الجماهيري لتصل مضطرة إلى لغة الثقافة والتثقيف، والحصيلة زوال خصوصيتها وعمقها وجزالتها، لتتلاشى الأولى (الأم الفصيحة) بمرور الزمن، إلى جانب ترؤس اللغة المحكية التي بلا ضوابط إعلامياً (أعزائي المشاهدين بيستوي، أو حيصير بدلاً من يصير أو يصبح... إلى نتوقف اهني أو هُون بدلاً من هُنا... إلخ) بالإضافة إلى التعبير الذي يحمل في طياته الكثير من المفردات الأجنبية ومصطلحات غير مترجمة مع عدم استخدام التعريب، فكان مآله هذا الخلط المهجن النافر رغم أنه من المفترض أن اللغة النموذجية بقواعدها هي لغة علية القوم، كما هو الحال في الدول المتقدمة.
المحزن أيضاً هو في تجريب اللغة البسيطة والوسطى على مناهجنا الدراسية، وكأن اللغة للتجربة، كيف وللغة نظام وأركان، كيف وتشويشها لا يعني سوى فسادها واختلاطها، والمخالطة في اللغة فساد. نحن لا ننكر بأن كل الشعوب الآن تتواصل لغوياً ونحن نعترف بهذا الواقع في دولتنا، فالتفاعل المستمر والتصاهر الفكري بات ملازماً وبنطاق واسع، لكنه تلفيق إن قلنا لأنفسنا إنه علينا الاعتراف بأن اللغة الخالصة والموروثة من العرب البادية لا تكفينا، فلننظر لثنائيي اللغة إذن من طالباتنا وطلابنا خريجي الجامعات منذ عقد وأكثر، باتوا كما نرى عاجزين عن التعبير بعمق وبكليهما، فلغتهم العربية وسيطة، والأخرى درسوها مبسطة، لكونها لغة السوق والتجارة لا لغة علم حصيف أو منهج واعٍ.
اللغة الأجنبية ضرورة حضارية، لكنها الآن تعمل على حساب إضعاف اللغة الأم، ولم تعد متكافئة لا هنا ولا هناك، فتصلنا لتأخذ طريقها نحو اللغة الوسطى البسيطة والمفهومة بأدنى مستوياتها، الأمر يدعونا إلى صيانة كبرى أو خاتمتها الهاوية.
* نقلا عن "البيان"