آخر الاخبار

الجيش السوداني يحقق انتصارا كبيرا على قوات الدعم السريع وينتزع أحد اكبر المدن السودانية والاحتفالات الشعبية تعم المدن انفجار مهول في أحد محطات الغاز بمحافظة البيضاء يتسبب في مقتل وجرح العشرات من المواطنين. لماذا ساعدت الصين الحوثيين سراً في الهجمات على سفن الغرب بالبحر الأحمر وماهي الصفقة بينهما .. تقرير أمريكي يكشف التفاصيل تقرير أمريكي يتحدث عن دعم الصين للحوثيين ظمن خيارات الشراكة الناشئة بين بكين وطهران ... ومستقبل علاقة الحزب الشيوعي بعمائم الشيعة الاحزاب السياسية بالبيضاء تطالب المجتمع الدولي ومجلس الأمن بضرورة التدخل العاجل نجاة شيخ قبلي كبير من عملية إغتيال بمحافظة إب ... وانفلات أمني واسع يعم المحافظة في ظل مباركة مليشيا الحوثي حرب ابادة في الحنكة بالبيضاء.. مليشيا الحوثي تقتحم المنطقة والأهالي يناشدون الرئاسي والمقاومة وقوات الشرعية برشلونة وريال مدريد وجهًا لوجه في الجوهرة المشعة (توقيت الكلاسيكو) موقف أمريكي من هجوم الحوثيين وقصفهم منازل المواطنين بمحافظة البيضاء أول زيارة لرئيس حكومة لبنانية إلى سوريا منذ الحريري 2010

عامان على اختطاف محمد قحطان
بقلم/ دكتور/د: ياسين سعيد نعمان
نشر منذ: 7 سنوات و 9 أشهر و 7 أيام
الثلاثاء 04 إبريل-نيسان 2017 06:26 م


منذ عامين اقدمت مليشيات الانقلاب على اختطاف الاخ والصديق محمد قحطان ، وأخفته ، ولم تمكن أسرته أو أولاده من معرفة مكان احتجازه حتى اليوم . 

قحطان سياسي من الطراز الرفيع ، اذا اتفقت معه شعرت بالاطمئنان واذا اختلفت معه شعرت ايضاً بالاطمئنان . استطاع أن يؤسس خطاً في الحياة السياسية اليمنية المحتدمة بالتنوع وبالصراعات وعدم الثقة والتوافقات والتباينات .

يقوم هذا الخط على بناء الجسور مع المختلف ، بغض النظر نجح ذلك في تجسير العلاقة أم لم ينجح ، المهم أن يبقي معها ممراً ، ولو ضيقاً، للعبور الى الطرف الاخر يجعل القطيعة في الحياة السياسية مسألة غير مقبولة ، حتى أن السياسة مع هذه الجسور اكتسبت مضموناً مختلفاً وشهدت ولادة أدوات ادارة وقيادة مرنة تتجدد باستمرار لتلبي الحاجات السياسية المتجددة . 

كان خصوم قحطان اكثر من يدرك هذا الدور الهام الذي يلعبه في الحياة السياسية ، فقد كان يقترب من خصومه الى حد التماهي وذلك بإيمان من أن هناك قواسم مشتركة لا بد من اكتشافها واختبارها في إخصاب التنوع السياسي والثقافي. فهو يرى أن هذا المجتمع المتنوع هو خلاصة تجارب تاريخية حضارية لا بد من استحضارها عبر حوارات ثقافية وسياسية واجتماعية، وباعتبارها الخلفية التاريخية التي لا تستغني عنها المفاهيم السياسية المعاصرة ، فقد كان في نقاشاته مسلحاً بكثير من الوقائع والحكايات التي تعكس وعياً بالتراث المعرفي للمجتمع وما يشكله ذلك من تأثير على الحياة السياسية .

أثمر جهده في تكوين هذا الخط في الحياة السياسية اليمنية في توسيع دائرة التفاهمات التي قامت على قراءة موضوعية للتخلص من سياسة تصفية الخصم بالتشويه او القتل او المقاطعة، وبدلاً عنها بناء نموذج جديد يقوم على الاعتراف بالتنوع والاختلاف السياسي والثقافي وإدارتها لإنضاج الحياة السياسية والاجتماعية . 

من هنا كان موقفه من جملة القضايا بما فيها الأكثر تعقيداً وخاصة قضية صعدة موقفاً ينسجم مع تلك الحاجة التي نشأت في سياقات التحول السياسي والديمقراطي لكل الأحزاب الأيديولوجية . وكان قحطان على سبيل المثال داخل اللقاء المشترك هو جسر التوافق مع كثير من القضايا خارج المشترك ، وحتى بالنسبة للقضية الجنوبية عندما كان يحتدم النقاش كان قحطان يقول مؤكداً انه من حق الجنوبيين ان يقرروا مسارهم السياسي ، ولم يكن يطلق مثل هذه العبارة لاستقطاب اللحظة ، لكنني أعرف ومن خلال نقاشاتي الثنائية معه أنه كان ينطلق من قناعة كانت تلازمه وهو يبني موقفه المعرفي مما اتفقنا عليه ذات مرة وهو أن النخب السياسية قد صادرت إرادة الشعب في أهم القضايا المصيرية ووضعت نفسها بديلاً لهذه الإرادة مما أسفر عن هذه الإخفاقات التي نعيشها وانه آن الاوان ان نعمل على ان تستعيد الإرادة الشعبية حقها في اتخاذ القرار ، غير أن فضيلة الموقف المتقدم عند قحطان من هذه القضايا كان يصطدم بالتعقيدات التي اتسم بها استخلاص القرار النهائي داخل كل حزب. 

كان اختطاف المليشيات لقحطان بمثابة قمع لهذه المقدمات التي أخذت تتبلور في الحياة السياسية، وعنواناً لما مثله من موقف سياسي مقاوم للتسلط، وموقف من المنهج السياسي الذي مثله الحوار والذي كان تجسيداً للتطور العام الذي شهدته الحياة السياسية اليمنية وكان قحطان أحد رموزه .