مصير الطغاة عبر التاريخ
بقلم/ حسام الحاتمي
نشر منذ: 6 سنوات و 9 أشهر و 6 أيام
الخميس 22 مارس - آذار 2018 02:49 م
 

اعلموا ايها الاحرار أن الحياة زرع دائم وحصاد دائم فمن يزرع العوسج لايجني العنب ومن يزرع القطرب لايحصدالقمح وكل من يزرع الظلم لن يحصد الا النار ومن يثير الزوبعة لن يلاقي الااعصار وان الظالم مهما تمادى في طغيانه وأسرف في جبروته وأصر على غيه وبغيه فانه لم يصنع شيئ وانما زاد من حجم عقوبته وان الطاغية كلما ضيع حقوق الناس تجد أن هنالك من جلساء السوء من يختلق مبررات ظلمه ولكن تلك المبررات تتضح

وتفتضح حتى تبدو للناظرين عيانآ في صفحة تأريخه وظلمه وحينها يتطاول بذراعه للنيل من الشرفاء في محاولة يائسة لترويضهم على القبول بفساده ولكن الله يثبت المؤمنين على قول كلمة الحق مهما كانت الاغراءت والتهديدات ترغيب وترهيب فمن أقر لله بالوحدانية مخلصآ و عمل بمقتضياتها تأبى سبابته أن تقرحكم ظالم 

وعندها نجد أن الظالم بتعامله ﻻيؤثر ولكنه يزيد من حجم الجزء الذي سوف يبتر من يده 

ومهما استعمل سوطه في ضرب ظهور الأحرار فأنه كلما حمي السوط انطوى وعاد على ظهره وزاد ظهور الأحرار و ارتقوا في سلم البطولة وازدادوا قوة وصلابة فالضربة التي لاتقصم الظهر تقويه 

وكلما استخدم الظالم القوة لاثبات جدارته كانت دليلآ لدنو زواله وانهيار قوته وظهور ضعفه وان الظالم مهما زمجر و أرعد أوراغ وأزبد فما هوا الا كصياح الثعلب في غابة الأسود و ماحيلته في حكمه الامثل الذي يقاتل الأسد في عرينه أو يثير طائر محلق في طبقات الجو العلياء وأن الطاغية مهما خيل له أنه قوي بعتاده وأتباعه وزينوا له ذلك المتزلفين من جلسائه وعلماء السوء الذين اعتادوا على ملئ بطونهم ولايهمهم أمن حلال أو حرام يظطروا الكسب وده ودوام نفقته عليهم أن يفتوه بما يوافق رأيه وهواه وهم بذلك يحفرون قبورهم وقبره 

ومع كل ذلك تجد الطاغية يشعر بالجبن بين جوانحه نتيجة الخوف من المجهول الذي قد يطرأ كردة فعل لظلمه وعبر التأريخ تجد أعوان الظلمة هم أول من يبادر بالتخلي عنهم وأحيانآ التآمر عليهم وبيعهم بأبخس الأثمان عند شعورهم بانقطاع مصالحهم من الظلمة أو عند معرفتهم بعدم قدرة الظالم على مواجهة الثائرين والمظلومين حينها يحاولوا جاهدين صنع المعروف مع الأحرار ليكسبوا بذلك ودهم 

ولايحيق المكر السيئ إلا بأهله ولن يلدغ مؤمن من جحر مرتين 

وما هذه الحملة الشرسة من العالم بأسره على الاسلام وأهله الا كعاصفة هوجاء مرت على شجرة ثابتة جذورها قوية في متونها وعوارضها فلم تؤثر فيها الاحثيث أوراقها التي تعود وتنمو من جديد عند نزول المطر عليها

فالجبال الشم المنيفة لاتهدها الرياح وان أخذت شيئآ يسير آمن ذراتها

وان الظالم عند مواجهته للشعب ومجاهرته بالظلم ولم يلقي بالآ لغضب الشعب مثله كمثل ربان اتجه بركبه الى أغوار بحر عميق لا يعرف سواحله وعندها يكون كالذي يحارب المجهول يستحيل أن ينتصر عليه وانه مهما أراد أن يتعالى على الناس الا كان كالطائر الذي يريد أن يحلق بدون أجنحه أو كالذي يضع نفسه في ممر سيل جارف فهيهات هيهات أن ينال الظلمة من عزيمة الشجعان والأبطال الأحرار الذين قالوا للانقلابيين والسلاليين ومن تآمر معهم من الداخل والخارج لا وألف لا فكل نفس يحدوها حادي الأنفة والشموخ والحرية يستحيل أن تخضع للظلم مهما كانت قوة الظالم وجبروته وطغيانه 

فانه مهما أرخى الليل سدوله وثقل على صدور الأحرار فلا بد من سطوع شمس الحرية على جبين التأريخ فتمحو بشعاعها أثر كل ظالم وباغي ومفسد في الأرض لأن الأرض لله يورثها عباده الصالحين 

وانه كلما تمادى الظالم في مداده القاتم كلمازاد نجم الحرية سطوعآ و بهاء ولمعان وتضحك عند ذلك كواكب الكون باجمعها ساخرة من البغاة واعوانهم في بلاد الأحرار

لكن عندما يستشري الظلم في مجتمع فانه يدوم مادامت الذلة والخنوع ولايزول عندما تستيقض العزة والاباء في النفوس فلا نحمل الزمان مايحدث علينا من بغي وعدوان من العملاء الذين جلبو البلاد المسلمين عامه واليمن خاصه من أفكار دخيله وعقائد فاسده بعضها بدعوى التنور والأنفتاح وأخرى باسم الدين وغيرها باسم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عن آل بيته الطيبين الطاهرين والخلفاءالراشدين والصحابة أجمعين ولكن حقيقة هؤﻻء الأدعياء أنهم كاذبون فآل البيت براء من ما يدعي القوم ويزعمون وأما ماجاء به أصحاب التنور والتحرر والانفتاح فلم يكن الا نتيجة لاهمالنا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتركنا الجهاد في سبيل الله واذا وجد من يجاهد تجده أحيانآ يخرج عن المفهوم الصحيح للجهاد فنحن السبب لاننا الزارعون والحاصدون 

فياللعار ويا للويل لكل من هز ذيله أمام كل طاغية متعجرف أو رضي بالعيش الذليل على موائد اللئام فالتردد على أبواب الأمراء مذله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين الخلود للشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل أحقاق الحق وابطال الباطل ونسأل الله تعالى الشفاء للجرحى والتحية والتقدير لكل الاخوة والاصدقاء والرفاق المرابطين في كل الجبهات على مستوى الساحة اليمنية والعربية والاسلامية والتحية موصولة لكل أحرار العالم.

 

محمد شرف النهام / الناطق الرسمي باسم جبهة حمك - الضالع