|
كل دول النفط والغاز تعيش لحظات من النشوة والاستبشار لتعويض خسائر السنوات الماضية جراء تداعيات أزمة كرونا, وفي مقدمة أولئك دول الخليج , خاصة بعد الارتفاع التاريخي لأسعار النفط التي قفزت أسعاره من تراوحات 60 و70 دولارا للبرميل الواحد إلى 140 دولار وتوقعات بوصوله إلى 200 دولار وهو سعر كفيل أن يغطي للدول المسطرة أرباحا فلكية خاصة بعد تحركات أوروبية وأمريكية لفرض عقوبات على النفط والغاز الروسي بسبب حرب أوكرانيا "روسيا تصدر يوميا أكثر من 10 مليون برميل كثالث مصدر في العالم , في حين يبلغ حجم صادراتها من الغاز الطبيعي حوالي 197 مليار متر مكعب، مما يجعلها أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم.
العقوبات التي بدأ تنفذها على روسيا ستقفز بأسعار النفط والغاز إلى أسعار جنونية كما يصفها مراقبو مؤشرات السوق الاقتصادية.
وعطفا على هذا الحديث أوجه الحديث إلى فخامة الرئيس هادي و معالي رئيس الوزراء اليمني ومعالي ووزير النفط أين أنتم مما يحدث في العالم من تداعيات, لدينا نفط وغاز ويمكن استغلال هذه التطورات في رفد الخزينة العامة للدولة بعدة مليارات من بقية العام الحالي فقط .
هناك مؤشرات محفزة وقوية ومبشرة عن رغبة غربية وأمريكية في تصدير النفط والغاز اليمني بعيدا عن تهامس وتسريبات حكومة الشرعية انها تجد عراقيل وصعوبات من التحالف حول موضوع التصدير.
قبل أيام زار السفير الأمريكي منابع النفط والغاز شرق اليمن وتحديدا قام بزيارة إلى ميناء بلحاف الاستراتيجي أهم مواني الشرعية لتصدير الغاز والنفط , كما قام بزيارة كل من محافظة المهرة وحضرموت وشبوة .
وعلى الجانب الأخر هرول السفير الهولندي دون سابق انذار إلى العاصمة صنعاء وعقد صفقة مفاجئة مع المليشيات الحوثية على اصلاح خزان صافر الذي يعد ثالث خزان عائم في العالم , وحتي اللحظة لم يكشف من صفقة التفاهم بين السفير الهولندي والأمم المتحدة التي خرج التوقيع ممهورا باسمها أي تفاصيل الا بنود يتميه سرب بعضها السفير الهولندي على صفحته بتويتر.
يبدو أن كل المطالب العلنية والسرية التي كانت تطالب بها المليشيات الحوثية حول موضوع خزان صافر قد تم الاستجابة لها وبشكل فوري, كل هذا جزء من انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية , بمعني هناك تحركات دولية متسارعة تسعى لتصدير الغاز والنفط اليمني وفي مقدمة ذلك نفط مأرب.
من مؤشرات التحركات الامريكية في اليمن وبعض سفراء الاتحاد الأوروبي يكشف عن اتفاقيات عاجلة أبرمت بين الأطراف الدولية الراعية للملف اليمني سواء اللجنة الرباعية او غيرها من الدول , وأعتقد ان حكومة الشرعية حتى اللحظة بعيدة كل البعد عن تفاصيل هذه التحركات المتسارعة .
نوم الشرعية وعدم تعاطيها الإيجابي مع المتغيرات والزيارات الدولية والتصريحات, يجعل منها " عاله " بين أكلة القصعة ومتنافسيها.
من العيب الكبير صمت الشرعية وعدم التحرك في هذا التوقيت الحساس الذي يمكن أن يقضي على غالبية مشاكلها وأزماتها الاقتصادية وفي مقدمتها مشاكل العملة ورواتب الجيش وموظفي الدولة وملفات التنمية وغيرها.
لن يرحم التاريخ من ينام أو من ينتظر ما سيقدمه الأخرون له من فتات الموائد.
تحركوا قبل ان يتحرك عليكم سخط الشعب, فكل المعطيات الحالية تصب في صالح الشرعية , لو وجد من يمثلها أو يتحرك باسمها في المحافل الدولية , أو عبر موائد الاشقاء.
ننتظر خلال الأيام القادمة موقف من أشقائنا في الشرعية خارج اليمن حول هذه التداعيات فإما عزها أو عزاها,,
ولا نامت أعين الجبناء.
في الأحد 13 مارس - آذار 2022 07:26:15 م