طال الزمن أم قصر، فدولة الباطل ساعة، ودولة الحق الى قيام الساعة، لم يكن يعترينا حتى شعور بسيط أن هؤلاء الشرذمة الحوفاشية الفاجرة ستنعم بدوام الإستعلاء والبطش أبدًا، فمن بنى بنيانه على شفا جُرُفٍ هارٍ حتمًا سينهار، ويُلقى به الى مزبلة التاريخ، وهذا ما سنراه بإذن الله في قادم الأيام.
رأيتُ من اعتزّ به، وقد تلبّد وجهة بغيوم اليأس والقنوط من تسلّط هؤلاء الشرذمة أتباع الأفعى برأسين، وتكدّرت لحاله فقلت له: لا تيأس فهؤلاء لن يستمروا في غيّهم، ليس لأنهم يمتلكون عوامل القوة والبطش، ولا لأن جيشنا الوطني مدعومٌ بعتادٍ كبير وحديث، رغم اعتقادي اليقيني أن العوامل المادية لازمة، والإعداد لها واجب شرعي، لا ولكن هناك عوامل أخرى غفل عنها الكثير، وهذه العوامل لها تقديرات وحسابات إلهية نحن لا نعلمها، الله يعلمها، ووضع لها من الأسباب ما يجعل النصر لازمًا ومتحققًا، وفقًا لعدالته الإلهية.
قلتُ له: أليس الحوافيش دمّروا من المساجد الكثير، وانتهكوا حرماتها بالعبث بها وبمصاحفها وأحرقوها، ودمروا مدارس تحفيظ القرآن، وبيوت اليمنيين وشردوهم، وسفكوا دماءهم، والتي هي أشد حرمةً من الدنيا كلها، ومن البيت الحرام، قلت له: أبَعد هذا، أفلا يغار القاهر العزيز المنتقم لكل هؤلاء، ويمزّق الشرذمة المارقة شرّ ممزّق، حاشا على الله ذلك، فهذه معادلة وسنة ربانية، لا تقبل التبديل ولا التغيير.
قلتُ له أيضًا: ألم ينتهك الحوثيون حرمات الله، وأباحوا الزنا تحت مسمى المتعة، بل وزوجوا مقاتليهم على نساء لم تستكمل عدتها الشرعية من أزواجهن الذين قتلوا معهم، بهتانًا وظلمًا من عند أنفسهم، ثم علمنا أيضًا أنهم أباحوا لمقاتليهم اللواط فى الجبهات، وفي غيرها كي لا يتركوا مواقعهم القتالية، بل واباحوا لهم تعاطي المخدرات، واستخدموا معهم السحر والشعوذة، كي يضمنوا استمرارهم فى القتال.
هذه حقائق وليست تلفيقات، فلقد ارتكب هؤلاء الشرذمة المارقة من الموبقات ما لم يرتكبه اليهود في فلسطين، أفلا ينتقم الله منهم شر إنتقام، لكن في تأخير البطش بهم سنن، إذا استكملت كان أمر الله فوق كل أمر، قال تعالى "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون".
ثم وبعد تدبّر، رأيت أن تمنّع هؤلاء من القبول بكل الحلول السلمية التي وُضِعَتْ لهم من العالم أجمع على طبق من ذهب للنجاة من البطش، وسيسهل عليهم العودة مرة أخى ليحكموا ويتحكموا ويراوغوا، رأيت في هذا التمنّع والرفض، أن الله يسوقهم الى حتفهم الحتمي، ولم يكتب لهم أن يهتدوا الى طريق النجاة.
لسنا في عجلة من أمرنا، وأطلب من كل اليائسين والبائسين أن يَعُوا أن سنن الله ماضية فيهم، وفي كل متجّبــر لا يؤمن بيوم الحساب، وسنرى بأم أعيننا عن قريب ما يشفي صدورنا، وصدور كل الأرامل واليتامى والأمهات، ويشفي صدور كل جريح ومظلوم ومكلوم، والأهم أن ترى الأمة الإسلامية جمعاء ما سيحصل بالأفعى برأسين (عفاش + الحوثي) ما يجعلهما عبرة أبد الدهر، وإن غدًا لناظره قريب بإذن الله.