فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل أن أدخل في مقالي أود أن أنبهك أنني لست إصلاحيا حتى تحاججهم في مقالي هذا بأن أعضائهم يكتبون عنك بتوجيهات منهم فأنا مستقلا حرا برأي وقلمي وقناعتي أكتب ما يمليه علي ضميري وواجب الوطني.
وما أريد قوله أن أبناء تعز الواقعة جنوب غرب اليمن الذي أنت رئيسها إن كنت لم تسمع عنها من قبل أصبحوا يدركون أن مصيرهم ومصير مدينتهم سيكون كمصير مدينة عمران التي واجهت المد الحوثي العفاشي الانقلابي أكثر من أربعة أشهر , ولم يصلهم دعمك , وكنت حينها القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل أن ينفرط عقدها بعد مقتل القشيبي حتى سقطت لتسقط بعدها صنعاء بل وتسقط الجمهورية اليمنية كاملة بيد المليشيا الحوثية العفاشيه الانقلابية وبيد المد الإيراني.
تعز أول مدينة خرجت بجموعها تعلن تأييدها لشرعيتك يوم كان عشرات الآلاف يشيعون عميد الجمهورية الجنرال حميد القشيبي في حين كنت أنت في عمران تمنح القائد العسكري لمليشيا الحوثي في عمران وسام الشرف من الدرجة الرفيعة , وتعلن أن مدينة عمران عادت إلى الدولة التي لم يفهم أحد أي دولة تعني !, لكن تعز كانت السباقة لمساندتك وهي تعرف أنك كنت تحت ضغط المليشيا وتآمر الإقليم.
يا فخامة الرئيس ...هل تسمع عن تعز التي خرجت تناصرك يوم اجتاحت مليشيا الانقلاب والتمرد دار رئاستك بل ومنزل نومك؟ , وضلت ترفض كل الإغراءات وتعلن تأييدها ونصرتها لشرعيتك لأنها تعرف أن شرعيتك تعني شرعية الدولة بكل مؤسساتها , وترفض الانقلاب والتمرد, هل تسمع عنها؟ إنها اليوم تذبح من قبل تلك المليشيا ومن قبل صمتكم وتأخركم في دعمها.
يا فخامة الرئيس ...هل تسمع عن تعز التي خرجت مهللة مكبرة تردد الأهازيج والأغاني الوطنية وتعلن الأفراح يوم تمكنت من الخروج إلى عدن؟ , ونزلت وفودها تبارك لكم الانتصار العظيم بخروجك من قبضة مليشيا التمرد والانقلاب , إنها اليوم تتعرض لأبشع أنواع الإجرام والقصف والدمار والخراب من قبل تلك المليشيا التي منحتها صكوك الشرعية يوم أن أعلنتها شريكة في الحكم في ذات اليوم التي هي كانت تعلن خاتمة انقلابها على مؤسسات الدولة وبرعاية المبعوث الدولي جمال بن عمر.
يا فخامة الرئيس ...هل سمعت عن تعز التي خرجت عن بكرة أبيها تعلن رفضها مرور جحافل وقطعان المليشيات الانقلابية عبر خطوطها لملاحقتك في عدن؟ وقدمت الشهداء والجرحى , وكانت أول مدينة بل أول محافظة يمنية تعلن المقاومة المسلحة لنصرة عدن ولنصرة الشرعية واستعادة مؤسسات الدولة وتعلن انحيازها للمشروع الوطني الذي أجهضته أنت باتفاق السلم والشركة , إذا كنت تسمع عن تعز فهي الآن تدك بمختلف أنواع الأسلحة التي دفعت جزء من ثمنها لتحتمي بها لكنها اليوم تذبح منها.
يا فخامة الرئيس... إن محافظة تعز محاصرة للشهر السادس على التوالي وممنوع عنها الماء والطعام والغذاء والدواء والغاز والكهرباء , وكل سبل الحياة.
اليوم أطفالها ونسائها وشبابها تسفك دمائهم وتحصدهم آلة القتل والدمار , ومن سلم من آلة القتل والدمار تحصدهم الأمراض والأوبئة ولسان حالهم :- "وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .... على المرء من وقع الحسام المهند".
فمتى ستأتي معونتك؟ ومتى سيأتي دورك لنصرتها وتحريرها وتخليصها من آلة الموت والدمار؟ ألست أنت مسئول عن حماية أهلها وسكانها وأطفالها الذين يحملون على توابيت الموت يوميا إلى المقابر بفعل قذائف الموت وصواريخ الدمار؟.
فخامة الرئيس ...يجب أن تعلم أن تعز وأبناؤها سيواصلون نضالهم وصمودهم وسيبيعون ما يملكون من أجل استمرار مقاومتهم للظلم والضيم ولمليشيا التمرد والانقلاب , ولن يقفوا إلا مع المشروع الوطني سواء جاءهم دعمك أم لم يأتي سيسيرون على درب الزبيري والنعمان والثلاثاء.... وغيرهم من المناضلين حتى يأتيهم نصر الله , ونصر الله قريب. كما يجب أنتعلم أنهم لن يتسامحوا مع من خذلهم وضل يتفرج عليهم وهم يقتلون وتسفك دماؤهم.