اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن صحيفة فرنسية...جنود الاحتياط ينهارون و 170 ألف جندي إسرائيلي يغرقون .. تفاصيل الإنهيار من الداخل ثمانية مرشحين لجائزة هدف الشهر في الدوري الإنكليزي تكشف عنهم رابطة الدوري
كان أمرا متوقعا ومن الحكمة أن يتخذ الإجراء الذي صدر عن الرئيس هادي بشأن اعتبار شهداء الثورة في العام 2011م شهداء الوطن ومعاملتهم معاملة أي شهداء من القوات المسلحة والأمن، وكذا ما بتعلق بالجرحى والمعوقين الذين تم الإقرار بصرف راتب شهري لكل منهم وهو ما يجعل الشهداء والجرحى وذويهم يشعرون أن أقل تكريم قد تحصلوا عليه من الوطن الذي ضحوا من أجله.
لكن ما لم يكن متوقعا وما لا حكمة فيه هو أن يستثنى من ذلك شهداء وجرحى الحراك السلمي الجنوبي منذ العام 1994م والذين قتلوا على أيدي قوات الأمن من محمد ثابت الزبيدي وصلاح القحوم ومحمد قائد حمادي وعبد الناصر حمادة، إلى صالح البكري ويحيى الصوملي وحافظ الصبيحي وعلي صالح اليافعي ولولة أحمد بن أحمد وفارس طماح وأحمد الدرويش، والأخيران قضيا في سجون السلطة وغيرهم الآلاف من الشهداء والجرحى الذين استشهدوا أو جرحوا في فعاليات سلمية خرجت تعلن عن رفضها للظلم والإقصاء والسلب والنهب، ولم يحمل المشاركون فيها خنجرا أو موس حلاقة بينما ووجهوا بالرصاص الحي وقنابل الغازات السامة تماما كما جرى مع شهداء الثورة السلمية خلال العام 2011م، وهو ما يطرح السؤال الكبير: هل ما زلنا ننظر إلى مواطني الجنوب على إنهم غرباء عن الكيان اليمني أم أنهم ما يزالون أعداء للوطن كما كان يقول علي صالح وعلي مجور ومطهر المصري ورشاد العليمي، أم إن نهج الضيم ما يزال قائما رغم الادعاء بأن عهدا قد ولى وآخر قد بدأ.
ولأن الشيء بالشيء يذكر وحيث أن كل التصريحات الصادرة عن كبار السياسيين اليمنيين في السلطة والمعارضة تقول أن القضية الجنوبية ستكون على رأس جدول أعمال مؤتمر الحوار الوطني المنتظر فإنه سيكون من الطبيعي إزالة العوائق والألغام التي وضعت في طريق الحل العادل للقضية الجنوبية، وقد كنت أتمنى على الأخ الرئيس أن يبادر إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات العملية التي من شأنها استعادة ثقة المواطنين الجنوبيين ونقل الحديث عن معالجة القضية الجنوبية إلى طور الجدية وأعتقد أن مجموعة من الإجراءات الجدية يمكن أن تشكل تمهيدا عمليا للولوج في المعالجة الجادة للقضية الجنوبية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
1-اعتبار شهدا الحراك السلمي شهداء للوطن أسوة بإخوتهم شهداء الثورة السلمية ومعاملتهم وأسرهم كما يعامل شهداء ثورة 2011م حتى لا يكرس الشعور بالتمييز حتى بين الشهدا، وكذا معاملة الجرحى والمعوقين أسوة بزملائهم من جرحى ثورة 2011م، وستكون هذه بداية التعامل بالمساواة بين ضحايا القمع الرسمي.
2-اعتقد إنه سيكون من الحكمة والمسئولية إعادة القادة العسكريين والأمنيين إلى الأعمال التي أبعدوا عنها لمن رغب منهم وإعادة إدماجهم في البنية العسكرية والأمنية في إطار إعادة الهيكلة التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية.
3-إعادة الحقوق التي سلبت سلبا لأصحابها وأقصد هنا الأرضيات التي أخذت اغتصابا من مالكيها والمنازل التي تم تمليكها للوافدين بعد الحرب، وسيكون على الحكومة معالجة ما يترتب على هذا من تضرر إذا ما حصل أمر كهذا.
أعرف جيدا أن القضية الجنوبية هي أكبر من مجرد فقدان العمل أو المنزل أو الأرضية أو حتى قضايا الشهداء والجرحى وأعرف أن هناك الكثير من القضايا الأكثر تعقيدا وأن علاجها لا بد أن يتخذ بعدا سياسيا وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بما تعرض له الجنوب من تمييز عمدي وما تعرضت له الثقافة والهوية والتاريخ من تشويه ومسخ واستصغار فقط وفقط لأن الجنوب كان الطرف المهزوم في حرب عبثية لا تعني شيئا سوى فتح بوابات الدمار والتفكيك للجنوب ولليمن ككل، وهو ما لم يعترف به المنتصرون إلا متأخرين، لكن معالجة هذه القضايا التي لا تتطلب سوى مجموعة من الإجراءات الإدارية ستكون تعبيرا واضحا عن جدية الرغبة في الذهاب باتجاه المعالجة النهائية للقضية الجنوبية وبالعكس سيكون عدم معالجتها إشارة واضحة إلى عدم الجدية في ما يطرح ممن أقاويل عن الرغبة في معالجة القضية الجنوبية بكل أبعادها.
وحيث إننا مقبلون على مؤتمر الحوار الوطني والذهاب نحو المصالحة الوطنية التي طالما ظللنا ندعو إليها منذ العام 1994م و بنا منظومة العدالة الانتقالية فإنه سيكون من المنطقي على الرئيس هادي وحكومة الوفاق الوطني الانفتاح على المعارضة الجنوبية في الداخل والخارج وفتح قنوات التواصل للتهيئة الجدية للذهاب إلى مؤتمر الحوار الوطني على أرضية ممهدة جيدا وسيكون على المعارضة الجنوبية اتخاذ خطوة عملية باتجاه الاقتراب من مشروع الحوار الوطني وتحقيق قدر من التقارب بين مكوناتها، والقبول بتحمل المسئولية الوطنية تجاه كل اليمن مع الإقرار بالمسئولية الاستثنائية تجاه الجنوب والمواطنين الجنوبيين الذين عانوا أصنافا مضاعفة من الظلم والإقصاء منذ ما بعد سبعة يوليو 1994م.
إن المواطنين الجنوبيين الذين كثيرا ما يمن عليهم بأن لديهم رئيسا جنوبيا ورئيس وزراء جنوبيا يؤمنون بأن الأخ عبدربه منصور والأخ با سندوة هما مسئولان عن كل اليمن من أقصاها إلى أقصاها، لكن سيكون من المنطقي أن يعلم الأخ الرئيس والأخ رئيس الوزراء أنهما أمام امتحان جدي في إقامة أسس العدالة والمواطنة المتساوية من خلال رفع الظلم الواقع على الجنوب والجنوبيين وإلا فإنهما لن يختلفا كثير عن علي عبد الله صالح ومجور وبا جمال وسلطان البركاني ويحيى الراعي ومن شابههم.
برقيات:
* من المؤسف أن تشهد عدن ما تشهده هذه الأيام من انفلات أمني تجلى في ما جرى يوم الأحد في المعلا من اقتتال أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم امرأة، الحراك السلمي ينبغي أن يتجنب الوقوع في فخ العنف واستخدام السلاح، وإلا فإنه يفقد صفة السلمية، بينما تستطيع قوات الأمن استعادة السيطرة دونما حاجة إلى مواصلة القتل، لا تظلموا عدن مرتين، مرة بنتائج حرب 1994م، ومرة أخرى بتوطين الفوضى والتسيب وترويع الأهالي.
* التهجم على حكومة الوفاق واتهامها بالفشل والضعف من قبل من أوصل اليمن إلى أسوأ حالات الفشل والضعف لا يعبر إلا عن الغيرة والحسد والحنين إلى أيام المجد الزائف والنجاح الكاذب، ولأن كانت حكومة الوفاق قد أخفقت في شيء فإن الأسباب تعود إلى الذين يدبرون المكائد ويديرون الألاعيب ضد الوطن والمواطن من خلال إمساكهم بأدوات القوة التي هي الحاكم الفعلي في اليمن.
* قال الشاعر بشار بن برد :
وكنت إذا ضاقت علي محـــــلَّة تيمـــــمتُ أخرى ما عَلَيَّ تضِيقُ
وما خاب بين الَّله والنَّاس عاملٌ له في التُّقى أو في المحامدُ سوقُ
ولا ضاقَ فَضْلُ اللَّهِ عن مُتَعَفِّفٍ وَلَـكِنَّ أَخْـــلاَقَ الــرِّجــال تضيق