|
تتحدث بعض الأنباء عن أن لقاءً سيعقد في الرياض بين قيادات معارضة في الحراك ومسؤولين خليجيين، وهو اللقاء الذي نرفضه مثلما نرفض أي طرح يقسم اليمن إلى قضايا على أسس جهوية وماضوية، وتلك هي لغة كل وطني حر أو يجب أن تكون.
وبداية نقول للإخوة الخليجيين وجميع الحريصين على اليمن إننا نقدر جهودهم، إن كانت من باب الحرص في طريق إقناع الحراك بالمشاركة في الحوار، ولكننا لا نرى أي صفة وطنية أو رسمية لمثل هكذا لقاءات بين متمردين على الراية الوطنية اليمنية وبين مسؤولين من دول شقيقة يفترض بها أن تعلم حساسية القضايا، وهي أول من تهددها النزعات العنصرية التي تريد تقسيم اليمن..
علينا أن نقول بكل وضوح للأحزاب والقوى اليمنية إن المزايدة باسم "الجنوب" مرفوضة، فنحن عندما ثرنا أردنا أن نعيد الاعتبار لليمن ونثبت للعالم أن الفساد والاستبداد في اليمن واحد، وأن جميع اليمنيين يرفضون أساليب الإقصاء والظلم الذي وقع في بعض المحافظات الجنوبية.. وانتخبنا الرئيس عبدربه منصور هادي من أبناء أبين لكي نسد الطرق على دعاة المناطقية، ولكن عندما يحاولون استغلال الظرف للمزايدة على الشعب اليمني فإنهم يقودون أنفسهم إلى الهلاك ولن يسامح الشعب أحداً منهم..
نرفض المزايدة.. علي سالم البيض وحسن باعوم ومن معهم يطالبون بالانفصال، محمد علي أحمد ومن معه يطالبون بالكونفيدرالية، علي ناصر محمد ومن معه يطالبون بالفيدرالية.. كلهم يتبادلون الأدوار ومشكلتهم كما هو واضح مع الخارطة اليمنية التي يحاولون تقطيعها وتفصيلها وليس من أجل المطالبة بالحقوق أو الوقوف ضد نظام فاسد..
مشكلتهم معي أنا كمواطن يمني ومع الراية اليمنية وليس مع الفساد والاستبداد وليس من أجل المطالبة بالحقوق.. مطالب نخبة آثمة ومحملة بأعباء الماضي تقوم بتضليل الشباب وتدفعهم إلى ما لا يحمد عقباه.. ويريدون من الشعب أن يصفق لهم.
إذا لم تؤمن الأقليات والجاليات السياسية والانفصالية أن اليمن واحد والمواطنة يجب أن تكون متساوية فإن الحاجة الملحة هي قيام تحالف وطني متطرف يضرب بيد من حديد، ولا مكان للدولة المدنية إلا بعد أن توثق الدولة أقدامها وتفرض هيبتها على كل شبرٍ في أراضيها.. وذلك ما يضطرونها إليه.. الاشتراكي لا يزال محملاً بآثام وجراح الماضي ويرفض الدخول لليمن الجديد بعيداً عنه.. والإماميون يريدون تمزيق الوطن ليتسنى لهم هدم ما هو موجود من شبه الدولة ثم يعودون.. وإما أن نقبل بما يريدون من باب الإحراجات والحوارات أو تتحد القوى اليمنية والمتطرفة وتقلب الصورة.
مزايدات باسم "الجنوب".. من لم يعترف بعد بأننا شعب واحد، فلا يشرف أي مواطن يمني شريف أن يقول إنه منا، ومن لم يعترف بعد بأن اليمن واحد فلا حاجة لليمن به.. تقوم أطروحات التيار العنصري الإمامي على فرضية أن السواد الأعظم من الشعب اليمني فيما يسمى "الشمال" قطيع يجب الابتعاد عنه.. ونحن نقول لجمال بن عمر وللأشقاء وللمجتمع الدولي المهتم بإرضاء مطالب الحراك والحوثي.. نقول لهم: وفروا على أنفسكم.. قبل أن تصبحوا مدانين من الشعب اليمني.. هؤلاء الذين يطالبون بالانفصال، ليسوا منا في الواقع.. مجاميع تحركها جاليات عريقة رفضت الاندماج بالشعب اليمني.. اتركوا للشعب اليمني أن يقرر مصيره ويتعامل مع المتمردين على الراية الوطنية.
في الثلاثاء 18 ديسمبر-كانون الأول 2012 09:11:07 ص