محافظة مأرب (الوضع المرير يدفعني نحو تقرير المصير)
بقلم/ كاتب/محمد ميقان
نشر منذ: 12 سنة و شهر و 7 أيام
الأحد 23 سبتمبر-أيلول 2012 06:44 م

منذ أكثر من ثلاثة عقود ومحافظة مأرب ترزح تحت الحكم العسكري والقبضة الحديدية للنظام السابق ولازلنا نعاني من ذلك حتى يومنا هذا بعد الثورة الشبابية التي أعطت حلماً للشباب الماربي بغدٍ مشرق ومستقبل أفضل كغيرهم من الشباب الثوري في الجمهورية اليمنية الذين سطروا بدمائهم الزكية صفحات هذه الثورة .

إن ما حادث لنجلي (الشريف محمد حسن مهتم) بالأمس السبت 22_9_2012 في نقطة تفتيش المدخل الجنوبي لمدينة مأرب من جريمة إغتيال لشابين قاصرين تتراوح أعمارهم بين الخامسة والسادسة عشر على يد بعضاً من أفراد الأمن المركزي في محافظة مأرب يعد عملاً إرهابياً منظم يجب محاسبة المسؤول عنه عبر القضاء (المحلي أو الدولي) وتطبيق اشد العقوبات على من كانت له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بهذه العملية الوحشية التي تندرج في إطار القتل المنظم والإبادة الجماعية ضد عرقية أو قومية معينة تسميها السلطات با(البدو) الذين لم يكن وجودهم في هذه الأرض مجرد صدفة أو نتيجة لتغيرات ديموغرافية فأتت بهم عوامل معينة إلى هنا وإنما يربطهم تاريخهم بهذه الأرض التي وهبها الله لهم وجعل فيها من الكنوز والثروات ماهو به عليم ،فهم يمتلكون تاريخاً حافلاً بالبناء والعطاء عبر حضارات عديدة شيدوها في هذه البلدة الطيبة منذ آلاف السنيين.

إن ماحدث بالأمس لهذان الشابان كان نتيجة تعسف العسكر واستهزاءهم بالمواطنين حيث مررت بهذه النقطة قبل الحادثة بعشر دقائق وراءيت التعسف بعيني بل كانوا يتكلمون بألفاظ استفزازية غير مقبولة ،وهذا إن دل فإنما يدل على تمادي القادة العسكريين في إعطاء الأوامر للجند بقتل المواطنين عنوة وبدون سبب! يبرر هذه المذابح الوحشية في النقاط العسكرية في حقنا كل يوم ،حيث تم إعدام هؤلاء الشباب بعد استجابتهم بتسليم قطعة السلاح الوحيدة بحوزتهم إلى أمانات النقطة حيث وهي قطعة من نوع كلاشنكوف عادية لأتشكل خطراً على احد (والمدينة مليئة بقطع أكبر وأخطر بل العاصمة السياسية صنعاء يوجد بها ترسانة تكفي لتسليح دولة بجيوشها بحوزة قبائل تعرفهم السلطات ) ومع ذلك تم تسليم هذه القطعة للأمانات. فالعملية لها بعد أخر؟ولماذا تتكرر عمليات القتل في النقاط العسكرية في محافظة مأرب كل يوم حيث لم يمر على حادثة مشابهة في هذه النقطة إلا عدة أشهر ،فمن هنا نطالب بلجنة تحقيق لتقصي الحقائق ونرجو أن يحال الملف إلى القضاء لكي لاتنتهي هذه الجريمة كسابقتها.

لقد بددت هذه الحادثة الأليمة وللأسف حلمنا بدولةٍ مدنية وأعادت إلى الأذهان ذكريات الحكم العسكري والقبضة الحديدية التي عانينا منها لعقود مضت في عهد النظام السابق الذي كان يحكم البلاد على أسس عنصرية ومناطقية غير خافية على أحد فهو يقتلنا وينهي حياتنا كل يومٍ دون أن نعلم السبب؟بل كان يسوق لقتلنا في الولايات المتحدة وغيرها من قوى الاستكبار في العالم بذرائع واهية ،فقد أستطاع أن يقنعهم بقتلنا بتهمة القاعدة المصنوعة على يد معاونيه في محافظتنا .ولكننا بتنا ندرك أن الهدف من ذلك تفكيك وتكسير قوة القبيلة التي يتكون منها المجتمع في المحافظة لسرقة ماتبقى من ثروة بلادنا.

إن أبناء محافظة مأرب قاطبةً اليوم باتوا أقرب إلى تقرير مصيرهم منه لوحدة قائمة على القتل والدمار والنهب والاستخفاف بالآخرين ،فلا يعقل أن تنهب ثروتي وتصادر حقوقي واحرم من خيرات بلادي ثم يقتلونني ويهدمون بيتي ويطلقون المواد السامة والملوثة في الهواء النقي لبلدتي ويحرضون جنودهم على قتلي وإقصائي ويشوهون صورتي عبر إعلامهم لدى أخواني من الشعب الذين ليسو بأحسن حالاً مني وووو..................الخ من الخراب والدمار وبعد هذا يتحدثون عن الوحدة!!!التي استخدموها غطاء لفسادهم في البلاد.

إن خيار الوحدة بشكلها الحالي لم يعد قائماً لدى 99%من مكونات الشعب اليمني، والحديث عن بقاء الاندماج الشامل الخيار الوحيد للوحدة أصبح من الماضي ولا يتشبث به سوى العصابة التي تنهب ثروات البلاد على مدى أكثر من عقدين ،حيث أصبح الحديث اليوم عن نماذج أخرى للوحدة تعتبر أفضل أداءً من النموذج الحالي الذي تسبب في تصدع البنية الأساسية للوحدة اليمنية التي يفترض بها أن تكون مباركة ( فالفيدرالية أو الكون فيدرالية) هي الحل للمشكلة اليمنية فهي النموذج الانجح والأطول عمراً في التجارب الوحدوية عند معظم شعوب الأرض ومحافظة مأرب وأبنائها جزءً من هذه الشعوب وستنال تقرير مصيرها شاء من شاء وأبى من أبى.

من هذا المنطلق فإن منظمة العدل والمساواة تدعو جميع أبناء محافظة مأرب بلا استثناء جمعيات ومنظمات مجتمع مدني وأحزاب وقوى سياسية أخرى وتحالفات قبلية وكل من يستطيع أن يقدم فكرة قابلة للتحويل إلى عمل ينتفع به وذلك لترتيب البيت الماربي ورص الصفوف وتوحيد الجهود وتحديد الهدف قبل أن يبدأ الحوار الوطني الشامل من اجل تحيق تطلعات أبناء المحافظة في حل قضيتهم على أسس عادلة تضمن حمايتهم من التصفيات والمذابح الممنهجة ودعم حقهم في تقرير مصيرهم والاستفادة من ثروة بلادهم وكذلك حق المساهمة في رسم السياسات التي تحكمهم ..

 aladlwalmosawah@hotmail.com