نصيحة لأهل اليمن أن لا يرهقوا البلاد بالثورات والمظاهرات والفتن
بقلم/ يحيى بن علي الحجوري
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 13 يونيو-حزيران 2011 07:27 م

أخٌ يقول: ما منهج الإخوان المسلمين ؟

هم في الحقيقة ليس لهم عناية بالعقيدة, عنايتهم بتوحيد الحاكمة, هم بعد الكراسي والحكام احرص عليها منهم, الدنيا هذه فتنة, وبعد ذلك يتهاترون, حتى إذا قفز إليها واحد الآخر ينازعه منازعة, وهكذا خله يقفز لك شهر شهرين سنة, والدنيا فتنة, السلامة من شرها مغنم, قال الشافعي رحمه الله :

ومن يذق الدنيا فإني طعمتها وسيق إلي عذبها وعذابها

فلم أرها إلا غرورا وباطلا

كما لاح في ظهر الفلاة سرابها

وما هي إلا جيفة مستحيلة عليها كلاب همهن اجتذبها

فإن تجنبتها كنت سلما لأهلها و إن تجتذبها نازعتك كلابها

الحال الذي فيه اليمن على ما فيه من الفتن حالٌ أيسر مما قد يتوقع إذا صارت الأمور فوضى, كم في اليمن من أحزاب, كل واحد منهم يريد الحكم وبالأخص الرافضة, أظنه ما يصل حد البلوغ إلا وهو يُمني نفسه بذلك, سيتقاتلون وسيتهالكون وستكثر العمالة لأمريكا, كل واحد يريد أن يتزلف ويتقرب إليها أكثر من أجل أن تمكنه, وسيشتغل المنافقون في أوساطهم والمحرشون بينهم, هذا الوزير من جهة كذا وهذا من جهة كذا, وكل واحد يريد أن يمكن لحزبه, ما يصلح، ولا يدخل سيفان في غمد.

نحن نتكلم من منطق علمي ومن منطق تدبر العواقب, هؤلاء يتكلمون من منطق عاطفي من جهة, وثوري وحماسي من جهة أخرى, هذا عميل لكذا هذا عميل لكذا, أين نصائحكم يا كذبة؟ أين نصائحكم التي ترضي الله عز وجل, والتي يدفع بها الله الفتن والتي تدين الحاكم والمحكوم بالحق, وتحث الجميع على طاعة الله؟

أفيدكم يا إخوان الآن أنه لو يؤلف في الوضع الحالي نظير مجموع فتاوى شيخ الإسلام بن تيمية في تحريم المظاهرات وتحريم الفتن والانقلابات ما كان لها رواجٌ وقبولٌ إلا عند من له لبٌ سليم, أما هؤلاء فتائهون وعندهم إعراضٌ عجيب عن الأدلة إذا خالفت أهواءهم.

ومع ذلك لا يجوز لمن يدعو إلى الله عز وجل أن يقف موقف الحائر, بل يجب أن يبين الحق ويحذر من الباطل, من استجاب نفع نفسه ومن لم يستجب ما ضرك, فالله عز وجل يقول لنبيه ﴿ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمصَيْطِرٍ ﴾ [الغاشية: 21، 22] ويقول سبحانه ﴿ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [فاطر: 8], ثم إن الله خلقنا لعبادته, والدعوة إلى الله عبادة, قال تعالى ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [فصلت: 33], ثم إن هذا واجب على من قدر على ذلك, قال تعالى ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [آل عمران: 104], ثم إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحفظ الله به العباد من الشر, حتى المتنكر لذلك يكون ممن دفع الله عنه شراً بذلك الصبر عليه وإنكار المنكر, يؤيده ما رواه البخاري من حديث النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (( مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا)) , وأمثال هذا كثير, فالداعي إلى الله ليس معناه أن كلامه مقبول بمائة بالمائة, هذا ليس بصحيح من قَبِل قَبِل, ومن لم يقبل فالله سبحانه لا يضيع أجر من أحسن عملا, إن علم الله صدق العبد كتب عمله عنده قولاً كان أو فعلاً .

تأملوا في الأماكن التي تمكنت فيها السنة تجدون فيها الهدؤ والسكينة والإقبال على العلم, والتعقل والروّية, تربو تهذبوا تهذيباً مباركاًً, أهل السنة تربو تربية سلفية إلا من شذ ولحق بالطابور المفتون, وإلا فهم تربّوا على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ففيهما الهُدى والنور, تربّوا على العلم, تربّوا على الخلق الحسن, تربّوا على تطبيق الأدلة, تربّوا على إنزال الأمور منازلها, تربّوا على الاعتماد على الله والثقة به وعلى كثير من الأمور الحميدة.

ولا يعني ذلك أن من وُجد عنده خطأٌ, لا ينتقد عليه, لا, لكن نعنى أن هذا هو الأصل في منهج أهل السنة وفي حق من طبقه وامتثله وسار عليه ممن يشمله هذا المعنى.

الانتخابات حرام, و الناس ينتخبون حكاماً ومحكومين ونحن ننكرها, يدل على أننا نصحه لدين الله ولله الحمد، وليس عبارة عن عملاء لأحد, إنما نعبد الله عز وجل .

الديمقراطية حرام, والإخوان المسلمون وارطون فيها إلى الحنجرة, ونحن ننكرها لأنها ليست من دين الله عز وجل, ولأنها حكم الشعب نفسه بنفسه, وفيها إعراض عن الكتاب والسنة.

المظاهرات حرام, يخرج الكل هؤلاء وهؤلاء والشعب يصيح, الرجل من هنا والمرأة من هنا, ونحن ننكرها ونحث على الهدوء والسكينة, وعلى العلم وعلى البعد عن الفتن ونرى أن هؤلاء آثمون بتقليدهم للكفار وغير ذلك مما تتضمنه فتنة المظاهرات.

الثورات والخروج على أولياء الأمور حرام, بكتاب وسنة, ونحن ننكر هذا, ونقول هذه أدلة الكتاب والسنة تدل على تحريم ذلك في حق الحاكم المسلم, وإن وجد حاكم كافر ولا يستطاع تغيره إلا بضرر عظيم على المسلمين, وبعد ذلك لا يدرى أيأتي مثله أو أشر منه, لا يجوز أن يغير المنكر بمثله أو أنكر منه, لان الشريعة مبنية على درء المفاسد أو على الأقل تقليلها لا على مضاعفاتها.

البنوك الربوية حرام, وهي موجودة عند الحكام والمحكومين ممن لم يتقيد بالكتاب والسنة, ونحن ننكرها.

تصوير ذوات الأرواح حرام, حتى إنك إذا تكلمت في هذه المسألة ترى بعض الناس يعد هذا الكلام خيالياً, كيف تتكلم في هذه المسألة, والدنيا مليئة بهذه الأشياء, ونحن ننكر ذلك ونقول لا يجوز إلزام المسلمين بتصوير ذوات الارواح لأنه محرم, وممكن أن يستعاض بدل هذه المعصية بشيء كانت تتعامل به الدول من قبل, وفي هذا خيرٌ, إلا ما كان من أمر الضرورة فله حكمه.

التشبه بالكفار حرام,كثيرٌ من الناس يتشبهون بالكفار وهذا ليس مخصوصاً بالإخوان فقط, بل وبغيرهم, يتشبهون بالكفار ويجارونهم في معاملتهم, ونحن ننكر هذا ونقول هذا لا يجوز, والله سبحانه يقول ﴿ وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقوا وَاخْتَلَفوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 105] , والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (( ومن تشبه بقوم فهو منهم )) .

الحزبية التعددية حرام, ونحن ننكرها من أول يوم, ونقول هو حزب واحد حزب الله فقط, وما عدا ذلك فأحزاب ضلالة, قال تعالى ﴿ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 92], وقال تعالى ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران: 103].

الدراسة في المساجد معطلة في كثير من الأماكن, يجرون بعد الشهادات ويهرولون بعد المطامع الدنيوية ويتهالكون عليها, ونحن صابرون مقبلون على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ومقيمون لهذا الخير في المساجد, في أزمنة متأخرة خيرها قليل, علم كتاب الله نعتني به، علم السنة نعتني به، علم التوحيد نعتني به, ولا تجد في المجتمعات من يعتني بهذه العلوم كأهل السنة البتة, وهكذا علم اللغة العربية وعلم الفقه وما ينفع المسلمين في دينهم ودنياهم.

أيضاً الأطماع الدنيوية ضيعت الناس وفتنت بينهم واستجاشت قلوبهم بذلك, ونحن نحث أنفسنا وسائر من يسمع على القناعة وعلى الزهد في هذه الدنيا وعلى طلب مرضاة الله وابتغاء فضله, قال تعالى ﴿ وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾ [النساء: 32] .

اختلاط النساء الأجنبيات بالرجال حرام, ونحن ننكره, لا في مظاهرات ولا في غيرها نحن ننكره تديناً, ونرى أنه فتنة وأنه يمرض القلوب, ويعرض الرجال والنساء للفساد, وإلى ما يغضب الله سبحانه وتعالى, وبذلك هلك بنو إسرائيل, وهم يختلطون في مدارسهم وفي جامعاتهم ولا يبالون, وتجد الرجل الإخواني يحاضر النساء مباشرة أو يدرسهن مباشرة, والسؤال عندكِ يافلانة وتعالي ياحببتي وما إلى ذلك من الكلام , سمعنا هذا الكلام ونظائره من عمرو خالد, ونحن ننكره تديناً لله سبحانه وتعالى.

الممالأة على الباطل حرام, ونحن نصدع بالحق ونصبر عليه, سواء كان من الأخ أو العالم أو القريب أو البعيد, إذا رأى منه الانحراف تجد السني ينصح له, وهؤلاء ما عندهم إلا قاعدة حسن البنا \" نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه\" .

فتجد فيهم المسيحي والصوفي والرافضي, والأحزاب المشتركة أعظم برهان على ما ترونه وتلاحظونه.

أنا أذكر هذا نموذجاً للكذابين الذين يقولون إنه يستعملنا فلان أو فلان, نحن نعمل لله عز وجل, نسأل الله أن يستعملنا في طاعته, هو الذي خلقنا وخلق لحومنا ودماءنا وابشارنا وأرواحنا, خلقنا لعبادته, وننصح لدينه في كل كبيرة وصغيرة نسأل الله أن لا يكون للشيطان في أعمالنا نصيب, هؤلاء كذابون والله ما كنت مقلداً للإمام أحمد بن حنبل فضلاً أن يستعملني مسئول من أجل دنيا, هذا كتابي النصيحة المحتومة لقضاة السؤء وعلماء الحكومة, نصحت فيها لما رأيت الرشاوى, نصحت بهذه الرسالة, و لما رأيت من تلك الإذاعة وهي تعتبر إذاعة حكومة في برنامج ألوالعلم لما رأيت ما فيها من فتاوى مخالفة للكتاب والسنة نصحت برسالة جلسة ساعة مع المفتين في الإذاعة .

المسألة نصح وليس المسألة عمالة من أعطاك مبلغاً من المال تعمل معه, أما إذا كان هكذا حال العالم فهو متشبه ببني إسرائيل, الذين ذمهم الله بقوله ﴿ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ﴾ [البقرة: 79] .

الولاء والبراء من يعتني به في هذا الزمن غير نصحاء أهل السنة, والباقون عندهم لفيف لا يعلمه إلا الله, أهم شيءٍ أن يقاضي غرضه من الشخص حتى ولو جاء يهودي يناصره أو نصراني, أو بوذي أو هندوسي, ربما يقول هذا يهودي قلبه طيب, في مصر في هذه الواقعة كانوا في بعض الأماكن التي يظاهرون فيه لما جاء الخبر أن حسني مبارك انعزل قاموا كل واحد بضم الآخر إليه, ما يدري أهو مسلم أو نصراني المهم يعانقه ويقبله وفرحان,كأن الدين انحصر في مسألة الحكم, منهج بنّائي, كان حسن البنا يأتي إلى أماكن الشركيات والبدع وإلى قبر السيدة زينب أو البدوي ويحاضرهم في الحب في الله, مشركون كانوا بحاجة إلى أن يحاضروا على عظمة التوحيد وخطر الشرك بالله وهو يحاضرهم في الحب في الله, قاعدة تجمع كل بلاء, فلا بد من الصدع بالحق والنصح لدين الله قال تعالى﴿ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ﴾ [محمد: 21], وقال تعالى ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾ [الحج: 40], وقال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (( إن تصدق الله يصدقك)) .

هذا نموذج أبين به أن ما نقوله وما نعتقده هو لله سبحانه وتعالى بادلته الشرعية, ليس لأحد علينا بعد الله سبحانه وتعالى يدٌ ومنّة, قال تعالى ﴿ يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلايمَانِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الحجرات: 17], وقال تعالى ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53], وقال تعالى ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الاَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ [لقمان: 20].

لكن يا إخوان أهل الباطل مع أنهم يقرُّون التعددية ويخضعون لأفكار الديمقراطية وعندهم من البلاء ما الله به عليم, فإذا خالفتهم رموك بكل حجرٍ ومدر, واتهموك بالعمالة وأنت عميل للموساد وأنت عميل للحاكم الفلاني, وصدق الشيخ ابن باز عليه رحمة الله قال\" لو استطاعوا أن يقولوا في حق الداعي إلى الله أنه يأتي امه لفعلوا \" , القصد تشويشه عند الناس, اذكر هذا نموذجاً لتشويه بعض الناس لأهل السنة, بغياً وظلماً وزوراً, الأخلاق الحميدة معدنها من الكتاب والسنة, وأهل السنة أجدر بذلك, العقيدة الصحيحة معدنها الكتاب والسنة, وأهل السنة أحق بذلك, وكل خير يجب على السني أن يكون له الذروة فيه.

هؤلاء الذين يقولون أهل السنة عملاء, بعضهم له ثلاث وظائف وبعضهم له أربع وظائف, يبطش من هنا ويبطش من هنا, وأشد عمالة يعطي هذا وجهاً ويعطي هذا وجهاً, وجه شيعي رافضي ووجه بعثي ووجه اشتراكي ووجه مع الدولة, ووجه مع فرقته وعدة وجوه يقلبها ألواناً, وهو أشد عميل حتى للشيطان, أي والله يستخدمه لهذه الوجوه وهذه التلاعبات, ما هي العمالة عند أهل السنة, أهل السنة مقبلون على طاعة الله عز وجل, لو كانت هذه الدور عند الإخوان المسلمين لملئوا الدنيا تسولاً من أجلها, يصورن الدنيا كلها على الشيء اليسير عندهم, ونحن هادؤن ساكنون مقبلون على طاعة الله نطلب من رب العالمين أن يمتنا على التوحيد والسنة, ونبغض الفتن كلها لو صدرت من جني أو من أنسي أومن رجال أو نساء من كبار أو صغار ونسأل الله الإعانة على طاعته.

وهذا يثبت أنهم هم بعضهم عميل, قبل أيام جاءت الوزيرة الأمريكية هاري كلينتون وإذا بها تجلس معهم, أعوذ بالله, تجلس مع امرأة اجنبية كافرة وتتحدث معها,والله عز وجل يقول في كتابه ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30], شيخنا رحمه الله لما جاءت تلك السفيرة الأمريكية قال \" قولوا لها تدخل عند النساء \" , أما هؤلاء فتارة تجلس مع الآنسي وتارة مع فلان منهم وتارة مع المسؤل الفلاني , تجلس مع امرأة , ويجالسونها ويطرحون قضاياهم معها, ومن هو المستحق أن يكون هو الرئيس للبلاد إذا أزيل هذا؟ وهم يقولون فلان, أقول صدق الشيخ رحمه الله في قوله \" ما هم عند الدين ما هم عند الدين \", والله يا أخوان مسلمون لو وليتم الحكم لأفسدتم في الأرض مثل هذا الفساد وأكثر, وأضف إلى ذلك لو وليتم الحكم ما تركتكم المجتمعات الذين يهاترونكم بعد الدنيا, ولباطشوكم عليها سواء حصلت عندكم قلة أو كثرة, الآن نحو سبعين فرقة في البلاد اليمنية كل واحد مشعب في وادي.

الباطنية في حراز ويريم تريد الحكم هي, وعندها من أكبر الجبال تجهز أماكن للثورة تتحينها, الاشتراكية و الرافضة تجهز الآن عند أي ضعفٍ تجده في البلاد من اجل تقفز وهي تحكم, يا أخي هذه حقائق ما يستطيعون أن ينكروها, وأما الإخوان المسلمون فيضفون إلى ثورتهم ألفاظاً كفرية :

إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجب القدر

أعوذ بالله من هذا الكلام, كأن أقدار رب العالمين خاضعة للشعوب, وليست الشعوب خاضعة لأقدار الله, والله عز وجل يقول في كتابه ﴿وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ [الزمر: 67], وقال تعالى ﴿قُلْ لِمَنِ الأرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ﴾[المؤمنون: 84، 85], وقال تعالى ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا﴾ [فاطر: 44], وقال الآخر:

يومٌ من الدهر لم تصنع أشعته

شمسُ الضحى بل صنعناه بأيدينا

وهذا كذب والله ما تصنع بصلة, لأن الله يقول في كتابه العزيز ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلونَ ﴾ [الصافات: 96], وقال تعالى ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا﴾ [الفرقان: 2], وقال تعالى ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49], وقال تعالى ﴿وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ﴾ [النحل: 53], وقال تعالى ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 26], هذا يدل على أنهم ما هم حول العقيدة الصحيحة, وهذا القول مخالف للكتاب والسنة وهو معتقد باطل وكم تعدّد من هذه الضلالات.

فنقول لهم يا قوم أهدأوا وتفقهوا في السنة واعملوا بها, وعلموا الناس ما ينفعهم, أنكروا المنكرات سؤاءٌ صدرت من الحكام أو المحكومين إن كان يهمكم دين الله, و لا تجعلوا البلاد عرضة للفتن, بلادنا بلاد حكمة ولا يزال فيها خير, قال تعالى ﴿فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ﴾ [الأعراف: 74], وقال تعالى ﴿فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الأعراف: 69].