مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
عندما كتبت عدة مقالات عن القضية الجنوبية شعرت بسعادة بالغة لأن الأفكار التي طرحتها حركت المياه الراكدة وجعلت الكثير يتساءلون عن أفضل توصيف للقضية وعن السبل المثلى لحل هذه القضية العادلة التي لا تحتاج أصلا إلى اعترافي ولا إلى مساندتي ولا إلى كتاباتي لأنها قضية أقوى مني ومن أصحابها وستفرض نفسها اليوم أو غدا بقوة منطقها وليس بغباء بعض الرافعين لشعارها.
لقد تلقيت طوفان من الردود الغاضبة على بعض الأفكار التي طرحتها ومعظم الردود أثار إعجابي بما فيها تلك المليئة بالشتائم واللعنات التي لم تستفزني لأنها جاءت على الأرجح من شباب أبرياء لا أعرفهم ولا يعرفونني فصبوا جام غضبهم على أفكاري وتقبلت ذلك بكل رحابة صدر. الرد الوحيد الذي قررت التعليق عليه هو رد الصديق آزال الجاوي، المنشور في موقع التغيير الذي قال لي بنفسه والله الشاهد " لقد طلب مني أن أرد عليك ". ورغم أني في العادة لا أرد على أي أجير يطلب منه الرد علي من أي جهة معادية إلا أن الولد الذي تجاوز الأربعين من عمره لم يلتزم في انتقاده لي حدود الأدب إضافة إلى أن وجود معرفة شخصية بيني وبينه تجعل من لجوئه إلى التجريح الشخصي غير مقبول ويسئ إلى نبل القضية التي يدعي تمثيلها فوجب الرد.
أما الآخرين الذين وان تجاوزت شتائمهم حدود المعقول إلا أني أعذرهم لأن عدم معرفتي الشخصية بهم أو معرفتهم الشخصية بي تنفي وجود البعد الشخصي وتؤكد أن ما استفزهم هو أفكاري وليس شخصي. وعلى سبيل المثال فإن مئات الرسائل والمقالات والتعليقات التي رد أصحابها على مقالاتي الأخيرة اتفق أصحابها على وصفي بـ "الكاتب" وصحيح أن بعضهم قال الكاتب اللعين وبعضهم قال الكاتب المستفز أو الكاتب المثير للجدل إلا أنهم جميعا اتفقوا على كلمة الكاتب.
ولكن شخص واحد فقط هو صديقي آزال الجاوي استخدم عبارة بعض "الكتبة" في أكثر من سياق، وقلنا ما عليش خليه ينفس من أحقاده فأنا لست بحاجة لاعترافه أني كاتب، لكنه واصل التجريح المتعمد لا حقا بعد أن ذكرني بالاسم قائلا: " انت يا صديقي تعتبر الثورة لاسقاط علي عبد الله صالح وابنائة فقط وفي سبيل ذلك يمكن ان تتبع وتعمل مع علي محسن الاحمر وحميد الاحمر..." وهنا لا بد أن أقول لحظة يا أزال أنا لست مثلك أتبع أحد بل ولا أعمل مع من ذكرتهم لأني لست بحاجة لك ولا لهم. أنا أتبع قناعاتي ومواقفي معروفة ومعلنة للملأ وقد تقدمت بمبادرة لإخراج أولاد علي عبدالله صالح وأولاد الشيخ عبدالله الأحمر وعلي محسن وجميع أفراد القبيلة والأسرة المختلفين على التركة، أما أنت فليس لك من قضية سوى علي محسن الأحمر بدافع شخصي بحت لأن جنوده اقتحموا بيتك في صنعاء، لإخراج عناصر الأمن القومي الذين فتحت لهم بيتك للتمركز فيه بأجهزة تصوير وتجسس ونواظير تراقب وتصور الشباب في الساحات من داخل المنزل في وقت يسود فيه التوتر الأمني بين أطراف الصراع أما تسميها بالأزمة وحسب روايتك الناقصة فإنك اضطريت للهرب إلى صعدة والاحتماء بعبد الملك الحوثي مدعيا أنك تسعى لإنشاء تحالف بين الحراك والحوثي، فهل تعتقد أيها التبيع أن الحراك سوف يتحالف مع الحوثي لسبب شخصي بحت يتعلق بآزال الجاوي ونسيت أن معظم من سقطوا في الحرب ضد الحوثي هم جنوبيون رمى بهم النظام في النيران.
كنت أتمنى أن يكون تركيزك على علي محسن الأحمر وحميد الأحمر نابع من تبعيتك للجنوب ولكن للأسف اتضح لي بالأدلة القاطعة أنك مجرد تابع للطرف الأخر من المعادلة وخادم لهم تؤدي دورا ضد أبناء الجنوب وتخلق الشروخ بينهم ولك سجل طويل في هذا الأمر. الكل يعرف أنك تتبع صديق السفير اليمني في واشنطن عبدالوهاب الحجري الذي جمعك به صديقكما المشترك في واشنطن قبل أشهر بحسب مصادر أثق بها داخل السفارة وبعدها سمعنا عن سفرك إلى اليمن وقضيت في صنعاء أكثر مما قضيت في عدن وسورت الأرض التي منحتك إياها سلطة علي عبدالله صالح. وعلمنا حينها باقتحام الفرقة لمنزلك في صنعاء واتضحت أسباب ذلك للملأ حيث كشفت علاقتك بالأمن الصالحي كضابط شرطة وخادم لهم. وبعد أن استلمت أجرك المعلوم مثل غيرك من الكتبة أرسلوك إلى القاهرة لنقل تفاصيل اجتماعات الجنوبيين لنبأ نيوز التابعة للعميد يحي صالح، ثم جاء رجوعك من القاهرة لتهاجم الشرفاء... صدقني إن أبناء الجنوب يثقون بي أكثر مما يثقون بك ويعرفون مدى صدقي ومدى كذبك، وأنك مجرد ضابط أمن صغير في نظام علي عبدالله صالح وتقوم بمهمات خاصة لصالح النظام الساقط، ولا داعي أن أكشف أكثر لأن لدي أشياء كثيرة استطيع قولها في هذا الجانب. وعليك أن تنتظر سقوط النظام وسوف تنكشف ملفات كل المخبرين بما فيها ملفك المليئ بالتعامل المشبوه مع نظام الرئيس المحروق.
ما ذكرته أعلاه ليس سوى نبذة عن تاريخك الأسود الذي لطخت به تاريخ والدك النقي رحمة الله عليه الذي ترفض حتى الإفراج عن مذكراته الصوتية المسجلة لأنك استلمت مبلغا باهظا من النظام ثمنا لإخفاء الأشرطة الصوتية كونها تفضح الكثير عن علي عبدالله صالح وجرائمه ضد الجنوب والشمال معا، ولن ازيد أكثر من ذلك انتظارا للقادم . ولكن حتى لو تركنا الجانب الشخصي وانتقلنا إلى تفنيد ما ورد في مقالك السخيف، فإني لم أجد أحدا من أبناء الجنوب يجهل قضيته أكثر منك. فعندما أسألك عن تعريفك للقضية الجنوبية تأتي إجاباتك للأسف مثل " القضية الجنوبية هي أن الجنوب والجنوبيين ليسوا ايتام على مائدة اللئام". هذا ليس تعريف ولا يمكن أن نجد للقضية حل إذا كان هذا هو تعريفها. وقد يختلف الجنوبيون حول تعريف قضيتهم ولكنك أنت تختلف مع نفسك في تعريفك للقضية، وجعلتها جزء من ثورة الشباب وتنتظر في ذات الوقت من ثورة الشباب أن تحرر لك الجنوب. لقد أدعيت في مقالك أنك تتفهم الثورة بأنها جاءت لإسقاط النظام كاملا ودحر الاحتلال من الجنوب، وكنت أظنك تتحدث عن ثورة الجنوب المشتعلة منذ 2007 حتى اليوم ولكن اتضح لي أن مقالك كله يتحدث عن ثورة الشباب في ميادين التغيير، وتريد أن تقنعني أن ثورة الشباب جاءت لدحر الاحتلال الشمالي من الجنوب؟ هل أنا غبي كي تقنعني بذلك؟ أم أن هذا هو ما علمك إياه أزلام النظام الذين تتبعهم وخدعوك به؟.
حتى عنوان مقالك " أزمتهم وثورتنا" من يقرأه يظنك تتحدث عن ثورة الجنوبيين الحراك الجنوبي مقابل تسميتك لثورة الشباب بالأزمة السياسية، ولكن القارئ يفاجأ بصدمة كبيرة أنك تقصد شيئا آخر وأنك جعلت الحراك الجنوبي الذي سبق الثورات العربية السلمية جميعها جعلته مجرد ضلع من أضلاع الثورة الشبابية التي اندلعت في 2011 بعد أربع سنوات من انطلاق الحراك، والأضلاع الثلاثة في نظرك هي الحوثي والحراك والشباب. ولو افترضنا ذلك يا شاطر فالقسم تكون على 3 وليس على اثنين هذا اذا استبعدنا بقية القوى التي نختلف معها وتمكنا من إقصائها.
ونتيجة لجهلك أو غباءك رأيناك تتهمني ضمنيا بأني أعتقد أن الحاصل في اليمن حاليا هو أزمة وليس ثورة. أي أن الأزمة أزمتنا نحن " الكتبة" أما الثورة فهي ثورتكم أنت وسفير النظام. ونسيت أيها الشاطر أن منير الماوري هو أول من نطق بهذا التفريق، وأوصله في رسائل رسمية باسم الشباب إلى مجلس الأمن الدولي وإلى الاتحاد الاوروبي وإلى كثير من البعثات الدولية في نيويورك ولندن وبروكسل وباريس، ومحرك جوجل يثبت ذلك لو حبيت أن تتعلم أكثر. فلا تحاول مرة أخرى تعليمنا التفريق بين الأزمة والثورة خصوصا بعد أن حليت أزمتك المالية مؤقتا.
أما موضوع القسمة يا تبيع التي تقول أني ارتضيت بها انت وانا في 22 مايو 90 وفي كل اتفاقات الوحدة المبرمة منذ السبعينات، فرغم أن الموقعون لم يستشيروني ولم يستشيروك كما تدعي ولم يكن لي رأي لا أنا ولا شعب الشمال وكذلك لا أنت ولا شعب الجنوب، ولكن بافتراض أن ما تقوله صحيح، فإن اتفاقية الوحدة يا شاطر نصت على التقاسم في فترة انتقالية مدتها سنتين ونصف وانتهت وبعدها جاءت الانتخابات في 27 أبريل 1993 بعد تأجيل لستة أشهر، ثم جاءت الحرب بعد ذلك بسنة وانتهى كل شئ فلو كنت مؤمن حقا بالقضية الجنوبية لما حاولت الاستشهاد باتفاقيات الوحدة الظالمة يا شاطر.
وتقول أيضا يا تبيع أن اتفاقيات الوحدة منذ السبعينات "جعلت الجنوبي يقتسم السلطة مع أربعة شماليين مقابل التنازل عن حصته في الثروة لأربعة شماليين أي أصبح له الخمس في ثروته وفي حقه" ولن أرد عليك حول هذا الأمر وإنما سيرد عليك أبناء الجنوب بقولهم إن اتفاقيات الوحدة التي تحاول أن تجادلني بها قد أصابها البلل.
أما قولك أن المجلس الفلاني فيه أكثر من احمر صاحب قرار و ماوري واحد يقرر به فردي عليك إن مجالس نواب علي عبدالله صالح ووزاراته كان فيها عشرة من أولاد الأحمر واختصرتهم الثورة إلى ثلاثة فقط ولم يكن هناك أي ماوري والآن أصبح هناك ماوري واحد على الأقل فهذا تحسن كبير مع أن الثورة مازالت تراوح مكانها، مع العلم أنه لا يوجد ماوري يقرر به فأنت مخطئ في هذا الجانب وعليك أن تراجع حساباتك وتسأل نفسك عن الشخص المفعول به في حركة ورقية مكونة من شخصين ونصف هي التي تقرر بك ما يريد النظام دون أن تبلغك حتى بمضمون بياناتها بل إن صاحبها في سانفرانسيسكوا ربما هو الذي كتب لك المقال ولهذا لم نلمس فيه الروح الجنوبية الأصيلة التي تتبنى قضيتها باقتدار.
وفي كل الأحوال فإن الجنوبيين يتمتع كثير منهم بالذكاء والفطنة ويعرفون تماما أنه في حال استمرار الوحدة فإن المجالس التنفيذية التي يوجد بها الشمالي منير الماوري أو عبدالكريم الخيواني أو توكل كرمان أفضل ألف مرة من تلك التي يشارك فيها الجنوبي علي مجور أو عبدربه مركوز أو ياسر اليماني أو أحمد بن دغر أو أزال الجاوي. وبالمقابل فإن أبناء الشمال يعرفون جيدا أن مصالحهم الوطنية ستكون مصانة في وجود علي عشال وياسين سعيد نعمان وعيدروس النقيب وعلي ناصر محمد وأحمد سالم عبيد، وليس في ظل أي مجلس يشارك فيه اللوزي والجندي والبركاني والشامي. المسألة يا أخي لا تكمن في محل الميلاد وإنما في الفكر الذي يحمله الشخص الذي تسعى للمشاركة معه.
وكنت سأرفع قبعتي للـ23 جنوبيا أو أكثر ممن انسحبوا من المجلس الوطني، لو أن انسحابهم جاء من أجل تقرير المصير ومن أجل شباب الجنوب وليس من أجل النخبة السياسية التي تطالب بالتقاسم في التمثيل والثروة. وربما أن قناعتي في هذا الجانب لا تقل أبدا عن قناعة الدكتور الدبلوماسي الجنوبي المنفي عادل باشراحيل في قوله إن القضية الجنوبية لا تحل بتقاسم السلطة والثروة بين النخب، فهو على حق لأن الشارع الجنوبي لا يبحث عن حلول للفاسدين الذين ضيعوا وطنهم في 1990 ولم يدافعوا عنه في 1994 فلا تتوقع أن يستعيد الجنوب أنفاسه عن طريق هؤلاء المطالبين بالتقاسم النخبوي. القضية الجنوبية قضية جيل جديد يبحث عن منافع في وطنه السليب ويبحث عن حلول جذرية لمشاكله وتطمينات لمستقبله وليس لمستقبل الفاشلين الذين جربنا فشلهم في الشمال والجنوب.
رأيي هذا في المناصفة المقترحة بين الشمال والجنوب، يكاد يقترب كثيرا من رأي المفكر الجنوبي الكبير محمد حيدرة مسدوس، بأن "مطلب التقاسم في المجالس الجديده الذي يطرحه بعض الجنوبيين هو مطلب سطحي و خاطئ تماما و هو يعني القبول بالضحك على الذقون و القبول بضياع الوقت و تعقيد القضية، لأننا فاقدون وطناً و ليس سلطة.".
وعموما لقد أدهشتني ردود الشباب الجنوبي الغيور على وطنه بما فيها تلك الردود المليئة بالشتائم واللعنات المنصبة على شخصي، بل زادت هذه الشتائم من سعادتي لأنها صادرة من شباب نقي أكاد ألمس البراءة في تعبيراتهم ونبراتهم الحادة، ولكن لن أقبل السكوت أبدا عن أي رد أشم في رائحة سلطة صنعاء وسفارة صنعاء بواشنطن وأزلام النظام سواء كانوا جنوبيين أو شماليين.
ولا بد أيضا من توجيه كلمة تحية للمناضلين الجنوبيين الذين حددوا هدفوا وعرفوا طريقهم وكانوا صريحين مع أنفسهم أولا ومعنا ثانيا ومن بينهم العميد الثائر علي السعدي والبطل الجنوبي المغوار صالح الشنفرة الذي قالوها بكل شجاعة إن ما يحدث في الشمال لا يعنينا. أما أمثال آزال الجاوي الذين يحاولون أن يضموا الحراك الجنوبي إلى الثورة الشبابية في صنعاء وتعز فإنهما أسوأ من علي عبدالله صالح لأنه لم يخترق الجنوب إلا عن طريق أمثالهم والتاريخ شاهد على ذلك.