ثقافة خضعي لغلغي
بقلم/ د. عبده سعيد مغلس
نشر منذ: 12 سنة و 5 أشهر و 6 أيام
الثلاثاء 17 يوليو-تموز 2012 06:34 م

ما بدر من الشيخ  محمد بن ناجي الشائف عضو مجلس النواب رئيس لجنة الحقوق والحريات بالمجلسنحو رئيس مجلس الوزراء الاستاذ محمد سالم باسندوة ووزير المالية صخر الوجيه هو تجسيد وتعبير صادق عن الاشكالية التي تواجهها اليمن والتي هي اشكالية ثقافية تربى وعاش عليها بعض اخوتنا الذين يعتبرون انفسهم سادة اليمن ومن بقي من ابناء اليمن هم مجرد عبيد خاضعين وبسبب هذه الثقافة التي مثلها هذا السلوك وترجمتها امثلة مثل ( لا امام من باب اليمن , ما بش مرة........, خضعي لغلي يا ذاك الخ) مجسدة ثقافة الاخضاع التي اوجدها حكم بعض الأئمة والتي كانت ترى في الأخر مجرد مارق خارج عن الملة خاضع وترى في ارضه خراجا يجبى , وجعلت من بعض اخواننا في المناطق الشمالية عكفة يحمون هذه الثقافة ويحرسونها , و في اعماقهم معاناة من الاضطهاد الامامي الذي كان يمارس الإذلال ضدهم بشتى الطرق, ووصل الأمر بأن يرسل الأمام الى شيخ القبيلة بعود من خشب مع احدهم قائلا للشيخ هذا(مشيرا للعود) او احمد بعده فيهب الشيخ مسرعا للحضور بين يدي الأمام. وكنوع من التنفيس النفسي اصبحوا يمارسون ما مورس ضدهم ضد من يعتقدون انهم ادنى منهم مكانة.

هذا الإعتقاد وهذه الثقافة هو الذي خلق التذمر داخل المجتمع اليمني والذي تحول الى ثورة عارمة في جنوب الوطن وشماله خاضتها الصدور العارية لمجابهة قوة وجبروت ودولة وسلاح هذه العنجهية الثقافية.

ان مشكلتنا في الأساس تتمثل في هذه الثقافة واذا لم تعالج بجدية وحزم فستقود الى كراهية تتعمق في النفوس وتتحول الى نار محرقة سيدفع ثمنها الوطن ارضا وانسانا لاسيما والمؤامرات على اوطاننا تهدف الى تمزيق النسيج الاجتماعي واشعال الحروب الطائفية والمذهبية والتي ستحصد الاخضر واليابس فعلى جميع الخيريين ان يبادروا لمعالجة هذا الامر قبل ان تشتعل النار في ربوع وطننا والتي بدأت شرارتها تنطلق في جنوب وطننا العزيز كرد فعل لممارسة هذه الثقافة التي مورست بأبشع صورها بعد حرب 94 والتي مثلت امتدادا للحروب الأمامية القديمة واستنهاضا لثقافتها.

اخي محمد لقد صدمت من سلوكك هذا فبصفتك رئيس للجنة الحقوق والحريات وانت المتعلم والمثقف وسافرت وعشت في مجتمعات شتى ورأيت فيها الاخوة الانسانية بمختلف صورها , ماذا ابقيت لنا من حقوق وحريات .

الى عقلاء اليمن اين انتم من اخوة الاسلام التي جمعت صهيب الرومي وبلال الحبشي وسلمان الفارسي وابن عوف القرشي تحت راية القرآن, والتي ترجمت المعنى الحقيقي لثقافة الإسلام والتي اصبحت اليوم ثقافة (خضعي لغلي يا ذاك ) يجب علينا جميعا ان نستعيد ثقافة الاسلام تلك التي غيبت عنا لنعيش في كنف وطن تسوده المحبة والأخوة والتراحم.