حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية قراءة تركية: من سيحسم المعركة الانتخابية في أمريكا ويفوز بكرسي الرئاسة؟ أول تعليق من أردوغان على تعيين نعيم قاسم خلفاً لـ نصر الله تحذير خطير في أحدث تقرير للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي والإنساني في اليمن اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين تترأسه اليمن
نحن اليمانيون في هذه الزاوية من الأرض الفقيرة رخاءا ًوالمجدبة سخاءاً يقولون عنا أنا فوضويون ، خذوا مجموعة واحدة مثالا ، كيف نتعامل مع شوارع السير ،هناك أمة من الشعب اليماني لا تستمتع بالمشي إلا في طريق السيارات وهي نفس الأمة التي تعبر من أي نقطة تختارها لتنتقل إلى الضفة الأخرى من الشارع ، وتعبر ببطء وترد على التلفون إن رن من طريق السيارات ، وأمة من أصحاب السيارات من لايسمح للمشاة بالعبور ومنهم من يتابع عبر تلفونه المحمول مشاكلة الأسرية و معاملاته ويتواصل مع أصدقائة كل ذلك وهو يطوف الشوارع والطرقات مسرعا بحصانة الحديدي، وكأنه يتمشى في الحدائق العامة، وهناك أمة من أصحاب السيارات تستحلي تجاوز الإشارات الحمراء وتستمتع بإيقاف سياراتها في كل مكان ممنوع ،وهناك أمة ثالثة من أصحاب السيارات الحكومية أو السيارات الثمينة أو السيارات الجديدة تعتبر نفسها أهم من أصحاب السيارات القديمة والمسنة ومن أصحاب التاكسيات ، ويعتبر أصحاب التاكسيات انفسهم أهم من اصحاب الدراجات النارية وممن ليس معهم سيارات من الراجلة والمشاة ، ويعتبر أصحاب الدراجات النارية الموترات أنفسهم أهم من الجميع فتراهم يناورون ذات اليمين وذات الشمال.
وفي أماكن أخرى كلا منا مقتنع أنه أهم بحيث يقدم نفسه على أخيه اليماني بفوضى في الطابور إن كان هناك ثمة طابور، وهذا وغيره ربطنا في استثناء اليمن بالفوضى وكأنها صارت عضوا أصيلا في التكوين الوطني للشخصية اليمانية ، مما يوحي لنا ولمن زارنا أن اليمن وهو يبدوا عجيبا يعيش فقط ويسير بالبركة ، ولا يُستنى السياسيون وفوضوييهم من قاعدة الفوضى ، إذ لايتنازل الساسة لمصلحة اليمن بنظام وهدوء في أوقات الصراع السياسي ، يفضلون انتظار الفوضى للزعم بثمة نتيجة إيجابية ، ثم من فوق أسطح هذه الفوضى يبحثون لاحقا في تنظيم شوارع الفوضي ،ورغما عن ذلك نحن الطيبون في الأرض لنا ولغيرنا مالم تسحرنا الفوضى ،كثيرون فُضلاء منا ترفعهم لنا اليوم ساحات التحرير وساحات التغيير في عدن وتعز وصنعاء ولا غصة إلا أن من يقودهم ، بهم فوضى وعجز القادرين على الكمال ، وقد سبق أن كتبت أننا اليمانيون نأتي بالمحن والمصائب ونستمطر الأيام العصيبة فلنقي بانفسنا فيها أو يلقي بعضنا بعضا لها ،لأن حساباتنا مختلفة أو لأننا مستعجلون أو لأنا لا نحسبها صح أو لأننا نحمل من الغل السياسي والثأر الشخصي وضياع المروءات ما يدفع ردفان وشمسان وعيبان وغيمان، البوح برغبة الانتقال من أماكنها والهجرة من اليمن احتجاجا على مافي نفوس الحزبيين اليمانيين من سواد حجارها وتحفز تدحرجها.
اقول قولي هذا لافتا أنني لست ممن يمالئ المتكثرين والمستكثرين أن الحل لأزمتنا السياسية يحكمه التوسع في احتلال الشوارع والميادين بعضلات الأطراف من يدين وقدمين وعصي وجنابي وكلاشينكوف، ولهذا فلدي يقين يستند على حيثيات كثيرة أن اللقائيين أي اللقاء المشترك يضرون بقضايا اليمانيين الآن، ضرراً بالغا كما أضر باليمن الرئيس وعصبته ، بل ويحجب عنا هؤلاء اللقائيين النفع العام من حيث تتزاحم اقدام المطالبين بإسقاط النظام وهو مطلبا نبيلا ، من يرفضه عدمه أبيه وثكلته أمه ، ولأنهم سياسيون كسالى فقد حفظوا عن ظهر دماغ كلمتين في الرد على مبادرات الرئيس ، الكلمتان" جاءت متاخرة" تسمعها من الرائع ياسين بن سعيد بن نعمان وتستغرب أنه وهو من هو،لم يسمع بالخليفة معاوية رضي الله عنه ليسعفه بشيئ من شَعَرته في ببلك بولسي السياسة العامة وتسمع" جاءت متاخرة" من النبيل البرغماتي محمد الصبري وتسمع "جاءت متاخرة " من رجل الإصلاح الخطير الغامض الواضح محمد بن قحطان الذي يختفي بعيدا كالمهدي ويعود مسرعا حاملا في لسانة بفرح كلمة تطرب لها الصحافة كتلك حكاية البيضة وسعرها ووالله أنه قالها حقا حقا ، واحتجاجي عليه أنه يقضي وقتا طويلا في شوارد المتنبي ليرميها في واجهة الصحافة مع أن اليمن تحتاج إلى شوارد الأحنف ابن قيس ، وأعتراضي الثاني على اللقائيين أن التصريحات الوافرة الكاسدة اليوم ومع أنهم محقون فيما يُصرحون به من أن المبادرات جاءت متأخرة لأن هذا الرئيس أضاع عمره وعمرنا ، إلا أن تصريحاتهم خُيطت بها الكثير من المتفجرات والكثير من تكتيكات الظلمات.
فلنقل أو كية كما يقول الإنكليز ، جاءت متأخرة ثم ماذا بعد.؟، ثم أخرى ثانية، قولوا لنا ماذا بعد السقوط وقد عزمتم على إسقاط النظام بليل أو في نهار؟ ما خططكم لتسيير اليمن لحظة سقوط النظام ، وماخطتكم لحجبنا عن الحرب الأهلية وماخطتكم لتسيير حركة السلع والمواد الطبية واحتياجات الناس من غذاء وماء إن ضربتم الأمن بالانفلات ،وكيف تنوون حماية البنوك وفروعها ومكاتب الصرافة ومحلات الناس ودكاكينهم في شوارع المدن وفي الطرقات التي تربط اليمن ببعض ، كيف تحمونهم وتحمون بيوتهم ونسائهم وأطفالهم وتحمون اليمن من شرار الناس ، وهل لديكم الملائة البشرية الأمنية لمنع المؤسسات الحكومية وسقوط المدن بيد ناهبي ثورة ثمانية وأربعين الجُدد، ثم هل لديكم مقدرة الحفاظ على معدات ووحدة وتماسك المؤسسة العسكرية والأمنية ،والأهم من هذا وحدة اليمن ، وهل فكرتم في حجم ومقدار الكارثة إذا لم تنجح خطتكم ألف في السيطرة السريعة على الوضع وبدلا عنها ما الخطة ب أو سين ؟ ومالذي يضمن أنكم لن تتقاتلوا على مساجد وجبال وهضاب ومدن وقرى اليمن، ومالذي يُقنعنا أنكم لن تتحاربوا على مظلة وبطانية ووسادة وفراش وكراسي الحكم ، ليس لانعدام الملائكة بينكم ولكن لأن شياطينكم وجنكم كُثر، بعكس جني واحد في المؤتمر ذلك الذي عرفه لنا الراحل الكبير عبد الله بن حسين الأحمر طيب الله ثراه " جني تعرفه ولا إنسي ما تعرفه" هذه المقلقات من الأسئلة وضعتها على افتراض أن النظام فجأة تعب وترك الساحة وأخذ معه الموالين له من الجيش والأمن ليعصم نفسه من ارتداد السقوط، تماماً كما فعل محمد سياد بري ، وهي تساؤلات مشروعة ولاتبحث عن إجابات معلنة بل غرضها مايسمى بالعصف الذهني ، فإن كنتم قد ركنتم إلى نجاح أنفسكم في محاسن الخطط والتكتيك فعلى بركات الله لنسقط النظام من ساعتنا، لقد أذاقنا والله المسغبة وزاد فينا نصباً ومشقة ، لكنني مصصم ومتمسك بحقي في إسقاطه النظام، ولكن بنظام.
واختم برواية أثيرة تناقالها اليمانيون والباحثون في أحوال الشعوب وشخصيات البلدان، أردتها شهادة أرميها في وجه اللقائيين في اللقاء المشترك ، مفاد القصة المعروفة ، أنه عندما فشلت ثورة ثمانية وأربعين ضد الإمام يحي حميد الدين رحمه الله هبت القبائل ونهبت صنعاء بابا بابا ونافذتة نافذة وسوقا سوقا بل وسُحب الثياب من أجساد الرجال والنساء وأُخلع من رقاب النساء وآذآنهن ما يتزينين به من حُلي وعن الرجال ما يتنمطقون به وكان من بين المنهوبين المسلوبين ، منزل الأستاذ والمربي الفاضل محمد الحلبي وهو أحد التنويريين في ثورة ثمانية وأربعين وقد تعرض منزله ما تعرضت له منازل صنعاء من عنف وتكسير، ولكن العجيب في الأمر أن الأستاذ الحلبي رحمه الله ، لم يغضب من النهب والناهبين وكان غضبة منصبا على أسلوب وفوضى النهب والتي لم تكن عملية منظمة ، لأنه إضطر للتدخل في مرات كثيرة ليصلح بين الناهبين لمنزله وهم يختلفون على بطانية أو وسادة أو آنية فخارية أو نعال، لقد كرر الأستاذ الحلبي طلبه من الناهبين لبيته مخاطبا إياهم بأن عليهم الإلتزام بأربع كلمات خلدت هذا الرجل ، قال لهم مشجعا وهم ينهبوه " إنهبوا إنهبوا بس بنظام".. وانا أقول إسقطوه إسقطوه بس بنظام،فلا تبغوا في الأرض مستكبرين ومسرفين في رفض الحوار وأكثروا هذه الأيام من الصلاة على النبي كما دعاكم إبن عمي اليماني الأصل النقي واليهودي الديانة العيلوم يحي بن يوسف بن يعيش في دعوته لأبناء عمه المسلمين اليمانيين الأنقياء بالحوار.