غارات امريكية في الحديدة احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق
يصعب علينا ان نفهم هذا الاحتفال الكبير الذي ابدته قوات الامن الفلسطينية والرئيس محمود عباس بقضية ضبط السيد سامي أبو زهري احد المسؤولين في حركة المقاومة الاسلامية حماس متلبسا بحمل 600 ألف يورو كانت ستذهب الي اسر الأسري المعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي.
فالسيد ابو زهري لم يضبط وبحوزته اطنان من الكوكايين او الهيرويين حاول تهريبها الي قطاع غزة للتربح من المدمنين او الخارجين علي القانون حتي يأمر السيد عباس المدعي العام الفلسطيني بالتحقيق معه، الرجل كان يحمل اموالا جمعها بشكل قانوني كتبرعات من جمعيات عربية تريد دعم صمود الشعب العربي الفلسطيني المسلم في مواجهة الحصار التجويعي الخانق الذي يعيشه حاليا بأوامر امريكية ـ اسرائيلية وتواطؤ بعض بقايا سلطة الفساد.
ولو افترضنا ان المدعي العام الفلسطيني حقق مع السيد ابو زهري، واكتشف انه كان بصدد تهريب هذه الاموال لدفعها الي أسر الأسري، فهل سيعتبره مجرما يستحق ان يذهب الي السجن، ام هل سيقدمه الرئيس عباس الي محكمة عسكرية تصدر حكما بادانته بتهمة الخيانة العظمي وبإعدامه شنقاً؟
يطالب رجال حرس عباس الجمهوري (اين هي الجمهورية حتي يكون لها حرس) المخول بأمن المعابر السيد ابو زهري ان يقدم اوراقاً ثبوتية حول مصدر هذه الاموال. سبحان الله، فهل تتاجر حماس بالمخدرات، او بالسلاح، ام انها حصلت علي هذه الاموال من تنظيم القاعدة ؟
عشرات الملايين من الدولارات تتدفق علي مكتب السيد عباس ووزارته البديلة من الولايات المتحدة واوروبا، لدفع مرتبات القطط السمان وتمويل وتسليح قوات الميليشيات الرئاسية التي يعكف علي تشكيلها لكي تتولي في المستقبل القريب التصدي لفصائل المقاومة، ونزع سلاحها، فطالما ان الملايين تتدفق علي مكتب الرئاسة لتنفيذ املاءات امريكية فهي شرعية، اما التبرعات التي يحملها السيد ابو زهري لإطعام اطفال الأسري الجوعي فهي غير شرعية تستحق التحقيق لمعرفة مصدرها، وتجريم من حملها.
اموال السيد ابو زهري اموال حلال جمعها الكادحون الفقراء من فلسطينيين وعرب ومسلمين لنصرة اخوانهم في فلسطين، وتوفير الدواء لمرضاهم والغذاء لجوعاهم، بعد ان اغلقت المستشفيات ابوابها في وجه المحتاجين الي عنايتها جراء الحصار وتهريبها هو عملية فدائية جهادية، مثلها مثل كل العمليات الاستشهادية الاخري.
السيد عباس، وقوات الامن الفلسطينية التابعة له، يشاركان عمليا في الحصار وتجويع الشعب الفلسطيني بمنعهم مرور هذه الاموال اولا، وبالاحتفاء بضبطها بطريقة طفولية مخجلة تسيء الي الشعب الفلسطيني، مثلما تسيء الي حركة فتح المناضلة التي قــدمت آلاف الشهداء دفاعا عن الحق الفلسطيني.
تهريب الاموال الي المحاصرين المجوعين في الاراضي العربية المحتلة هو احد انواع المقاومة، وضبطها ومصادرتها بالطريقة التي شاهدناها هما ابشع انواع التآمر لإطالة أمد الحصار، وإحداث فتنة في اوساط الشعب الفلسطيني تقود الي الحرب الاهلية التي تمناها شارون.
نحن لا نطالب بخرق القانون، ولكننا نطالب باحترامه، وقبل هذا وذاك، بوجوده، وقطاع غزة ليس سويسرا، ولا هو السويد، وحمل الاموال الي قطــــاع غزة في ظل احجام البنوك عن تحويل اموال بالطرق الرسمية رضوخا للارهاب الامريكي الممارس عليها لا يمكن ان يكـــون جريمــة، بل هو قمة المشروعية.
ان اكتشاف هذه الاموال وتباهي اجهزة المعبر الامنية التابعة للرئيس عباس وحرسه الرئاسي بالعثور علي تفاحة ارشميدس، يصبان في مصلحة حماس ويؤكدان مدي تبعية الرئاسة للولايات المتحدة واوروبا وتورطها في مؤامرة الحصار المفروض حاليا علي الشعب الفلسطيني.
تهديد المراقبين الاوروبيين بالمغادرة، وترك المعبر اذا لم تصادر هذه الاموال يؤكد ايضا ان وجودهم هو ابشع انواع الوصاية علي الشعب الفلسطيني، مثلما هو احدي ادوات خنقه وتجويعه.
الرئيس عباس لا يتصرف كرئيس للشعب الفلسطيني الذي انتخبه، وانما كرئيس منتخب من الادارة الامريكية والاتحاد الاوروبي، يرضخ بالكامل لاملاءاتهما حتي لو صبت في محصلة تجويع شعبه واشعال فتيل الحرب الاهلية.
فرق شاسع بين السيد عباس عندما كان مسؤولا عن مالية حركة فتح ومشرفا علي تهريب الاموال الي المقاتلين الصامدين في الارض المحتلة، وممولا للعمليات الفدائية ضد اهداف اسرائيلية خارجها، وبين الرئيس عباس الذي يتباهي بمنع وصول اموال الزكاة الطاهرة الي الأسري وأسرهم الذين يتضورون جوعاً.
لا نريد من السيد عباس ان يكون تشي غيفارا، ولا حتي ابي ذر الغفاري ولكننا نريده ان لا يكون اقل وطنية من وولفونسون مبعوث اللجنة الرباعية الي فلسطين، رئيس البنك الدولي السابق اليهودي الديانة، الذي استقال من منصبه وقفل عائداً الي بلاده احتجاجا علي سياسات امريكا والاتحاد الاوروبي في فرض الحصار المالي علي الشعب الفلسطيني لعقابه علي اختياره الديمقراطي.
ان مثل هـــذه الممارسات لا يمكـــن الا ان تكون مقدمة لحمامات دم فلسطينية ـ فلسطينية، وهو امر نجح الشعب الفلسطيني في تجنبه علي مدي الخمسين عاما الماضية من نضاله. ومن المؤلم ان هناك من لا يريد ان يري ما هو ابعد من الأنف الامريكي.