الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران مركز الملك سلمان للإغاثة يقدّم مساعدات غذائية في الضالع حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية إعادة فتح طريق مطار عدن بعد سنوات من الإغلاق هذا ما سيحدث في 2040.. ماسك يبشر بخبر مخيف! رسالة من رئيس "فيفا" للأهلي المصري بعد وصوله إلى ما قبل نهائي كأس القارات للأندية قوات الشرعية تسحق محاولة تسلل حوثية غربي تعز الشرعية تطلب دعماً دولياً لاستعادة السيطرة على الشواطئ اليمنية
لقد وصف الله نفسه بأنه الرحمن الرحيم، فأمسك تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل واحدةً هي كافيةٌ الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لكن التاريخ لايرحم، فلايصف الجبناء بالشجاعة، ولا الأذلاء بالكرامة. فكما نقل الينا خنوع وعمالة حكامٍ وأمراءٍ كانوا جاثمين على صدر الأمة، أيضا أخبرنا أنهم جيفٌ منتنةٌ الى مزبلة التاريخ قضوا، وعلى النقيض سطر بأحرفٍ من نورٍ أسماء تغلغلت في خلجات نفوسنا، أشرقت عزةً وكرامةً، وسيرة صافية لايُمل سماعها الى أن يرث الله الأرض ومن عليها، لكنه لم يقتصر في أخباره على أفراد، وإنما أيضاً حكى لنا قصص شعوبٍ بأسرها أدمنت الذل والخنوع، فكانت تُساق كالقطعان للذبح وكالخراف للسلخ، وحتى لانُجحف في حق هذه القطعان، فإنها لطالما حاولت أن تتمرد، وأنا أعتذر لهذه القطعان على تشبيهها بهذه الشعوب الخانعة، فحتى الخراف وإن سلخت تظل ذات فائدة.
ومن هنا جاءت أهمية دراسة التاريخ الإسلامي وغيره من التاريخ بصفةٍ عامةٍ، فإذا درسنا التاريخ فإننا نستطيع أن نستنتج النتائج، لأنها عبارة عن صورٍ وأحداثٍ تكررت وتكاد أحياناً أن تكون متطابقة، فإن كان الحدث نصراً سرنا على نفس الطريق الذي سار عليه المنتصرون، وإن كان هزيمةً جنبنا أنفسنا الوقوع في شراك الهزيمة، قال الله عزوجل: (لَقَدْكَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ).
فالمنصف الذي لايخدع نفسه ولا بني قومه يُقر بأن الأمة تعيش أوج انحطاطها، سواءً على الصعيد الداخلي بوصول حفنة من الجبناء والعملاء (التافه) من الناس الى سدة الحكم، ثم ترى الملايين تسبح بحمدهم وتقدس، وكذلك على مستوى علاقات الأمة بالأمم الأخرى، فلم يعد لها قدرٌ ولا قيمةٌ والى مذلتها يشير الإصبع.
ونحن اليمنيين جزءٌ من هذه الأمة، لنا نصيب من الهوان، فاليمن منذُ زمنٍِ طويلٍ لم يعد قادراً على إنجاب العظماء، ربما عقم فلم يعد ينجب الا كُسير وعُوير وثالثٌ مافيه خير، والا شعبٌ بهذا الوزن، تاريخٌ عريقٌ سمي يوماَ باليمن السعيد، حتى أن القرآن لم يهمل ذكره كما أهمل ذكر غيره، وبغض النظر عن السياق الذي ورد فيه ذكر اليمن في القرآن، الا أنه شعبٌ وأرضٌ كان له وجود ووجود مؤثر.
قد يستهجن البعض مني هذا، إذ لا أعطي أهل اليمن حقهم، وقد ذكرهم النبي بخير ذكر، نعم هو ذاك ولكن إذا انحرفنا عن المسار وابتعدنا عن الطريق فلا أظن أنه من حقنا أن نتحدث عن أنفسنا، والبرهان الواضح والحجة الدامغة، هو أن يصل مثل هذا الرجل(المحروق) الى سدة حكم بلد الحكمة والايمان، ليصبح هو القائد وهو الفارس والزعيم الأوحد.
وها نحن حينما أردنا أن نقلد غيرنا من الشعوب، وهتفنا بالحرية مرةً، وللكرامة أخرى، انحرفنا مرةً أخرى مابين مشرِّقٍ ومغرب، وبدل أن نكون صفاً واحداً أصبحنا صفوفاً عده، كلاً يطرح رؤيته على أنها هي الحل الأوحد، وما اتسعت صدورنا لبعضنا وإنما كلٌ يريد الغاء الآخر، سُفكت دماؤنا على ساحات الحرية، وقُتل أهلنا في مناطق عدة، وعاث النظام في الأرض الفساد، فقط لأننا أرضٌ صالحة للاستبداد، وإلا لو كنا أرضاً واحدةً صلبةً لكسرنا معول النظام من أول ضربة.
يا أهل اليمن لن يرحمكم التاريخ، سيسطر خزيكم وذلكم، والأسوء اسم قائدكم على أنه قد حكم اليمن، فهل يشرفكم أن تقرأ الأجيال القادمة اسمه على أنه حكم اليمن.
يا أهل اليمن قبل أن يرحل النظام .. لترحل الفُرقة .. والمناطقية .. والطائفية. يمنٌ واحدٌ وأراءٌ عديدة، والخلاف لايفسد للود قضية. وليحكم الأرض دستور السماء قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا).