ﺍﻟﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ﺍﻟﻔﻘﻴﺮ ﺗﺤﻮﻝ ﺍﻟﻰ ﻣﻠﻴﻮﻧﻴﺮ .. ﻋﻨﺪ ﺍﻗﺘﺤﺎﻡ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻓﻲ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ 2014 ﺳﻄﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﻭﻧﻬﺐ ﺳﻴﺎﺭﺗﻴﻦ ﻭﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻮﻓﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ ﻭﺣﻮﻟﻬﺎ ﻟﺤﺴﺎﺑﻪ .
ﻭﺣﻴﻦ ﺑﺪﺍﺕ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺗﻨﻮﻋﺖ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻪ " ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ" ﻟﺘﻀﻢ بيع ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﻘﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ .
ﺟﺎﺭﻧﺎ ﺍﻟﻤﺴﻜﻴﻦ ﻟﻴﺲ ﺍﻻ ﻭﺍﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﻻﻑ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﻧﺨﺮﻃﻮﺍ ﻓﻲ ﻧﺸﺎﻁ
ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﻔﺘﺢ" ﻭ" ﺍﻟﻐﺰﻭ" ﻣﻨﺬ ﺍﺟﺘﻴﺎﺡ ﺻﻨﻌﺎﺀ .
ﺍﻣﺎ ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻀﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺻﺎﺭﺕ ﺑﺪﻳﻼ ﻟﻼﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺭ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻘﺼﺔ ﻭﻻ ﻧﻬﺎﻳﺘﻬﺎ ﻭﻻ ﺍﻫﻢ ﻭﺟﻮﻫﻬﺎ .
ﺍﻟﻘﺼﺔ ﺍﻻﻛﺒﺮﻫﻲ ﺗﺎﺳﻴﺲ " ﻧﻤﻂ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ﺍﻟﺤﺮﺑﻲ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ " ﺍﻟﺠﺒﺎﻳﻪ " ﻭ "ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ."
ﻣﻨﺬ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺻﻌﺪﻩ ﺍﻧﺸﻐﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺑـ " ﺍﻟﺠﺒﺎﻳﺔ" ﻭﺟﻤﻊ " ﺍﻟﺰﻛﺎﺓ" ﺑﺎﻟﻘﻮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻨﻴﻦ ﺑﺪﻻ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ . ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻢ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﺻﻨﺎﺩﻳﻖ ﺍﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﺘﺒﺮﻋﺎﺕ ﺍﻻﺟﺒﺎﺭﻳﺔ ﺍﻻﺧﺮﻯ . ﻭﺭﻏﻢ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻤﺘﺎﺯﺓ ﻓﻲ ﺻﻌﺪﻩ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻭﺍﻟﺤﺮﻑ ﻭﺗﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﻤﻮﺍﺷﻲ ﺍﻻ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻢ ﻓﻲ " ﺍﻟﺨﺮﺍﺝ" ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻲ " ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ ."
ﻟﻢ ﻳﻔﻜﺮ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺍﺑﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻱ ﻧﺸﺎﻁ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻣﻨﺘﺞ ﻟﺘﻤﻮﻳﻞ ﻧﺸﺎﻃﺎﺗﻬﻢ . ﺍﻻﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻣﺜﻼ ﺍﺳﺴﻮﺍ ﺷﺮﻛﺎﺕ ﻗﻄﺎﻉ ﺧﺎﺹ ﻧﺎﺟﺢ ﻛﺎﻥ ﻛﻔﻴﻼ ﺑﺘﻮﻓﻴﺮ ﺍﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ . ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﻛﺰ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻋﻠﻰ
" ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﺏ "؟
ﻣﻊ ﺩﺧﻮﻝ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﺍﺿﺎﻑ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﺍﻧﺘﻘﻞ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﻮﻥ ﻣﻦ " ﺍﻟﺠﺒﺎﻳﺔ " ﺍﻟﻰ
"ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ." ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﻐﻨﻴﻤﺔ ﻫﻮ " ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻐﻨﻢ ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﺑﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻼﺡ " ﻓﻘﺪ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺻﻨﻌﺎﺀ ﻭ" ﺍﻟﻤﺪﻥ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﻪ " ﺍﻟﻰ ﺳﺎﺣﺔ ﻏﻨﺎﺋﻢ ﻣﻔﺘﻮﺣﻪ ﻣﻦ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻭﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﻭﺍﻟﻮﻇﺎﺋﻒ ﻭﺍﻟﺠﺒﺎﻳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺪﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑﻞ " ﺍﻟﺤﻤﺎﻳﻪ ."
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻔﺬﺕ ﺧﺰﻳﻨﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺗﻢ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻟﻰ ﺟﻴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺠﺒﺎﻳﺔ.ﺍﻻﺟﺒﺎﺭﻳﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺮﺓ ( ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﻋﺎﺕ، ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﺩﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺪﻣﺎﺕ ) ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻧﺸﺎﻃﺎﺕ " ﺗﺒﺮﻋﻮﺍ ﻟﻨﺎ ﻟﻜﻲ ﻧﻘﺘﻠﻜﻢ ."
ﺍﻟﺴﻮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﺍﻟﺤﻮﺛﻴﺔ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺴﻠﺴﻠﺔ ﺍﻻﺣﺪﺙ ﻓﻲ " ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ ." ﻭﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ ﻏﺮﻳﺒﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺟﺰﺀ ﺍﺳﺎﺳﻲ ﻣﻦ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﺍﺋﻢ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﻤﻨﺘﺼﺮﻩ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺷﻴﺌﺎ ﺍﺳﻢ " ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ" ﻭﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﻻ ﺯﺍﻝ ﻣﻨﺤﺼﺮﺍ
ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺰﺍﻉ ﺍﻻﺟﺒﺎﺭﻱ ﻟﻠﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ ﻣﻌﺎ . ﻭﺍﺫﺍ ﻧﻔﺬﺕ ﻣﻮﺍﺩ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻓﺎﻥ ﺍﻟﺤﻞ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻄﺮﺣﻮﻧﻪ ﻫﻮ " ﻏﺰﻭ " ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻭ " ﺍﻏﺘﻨﺎﻡ " ﻣﻮﺍﺭﺩ ﺍﻟﻨﻔﻂ ﻫﻨﺎﻙ !
ﺍﻣﺎ ﺍﺫﺍ ﻛﻨﺖ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﺮﻓﻬﻪ ﻓﻮﺳﻴﻠﺘﻚ ﻟﺬﻟﻚ ﻟﻴﺲ" ﺍﻟﻌﻤﻞ" ﺍﻭ " ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ " ﺍﻭ " ﺍﻻﺳﺘﺜﻤﺎﺭ " ﻭﺍﻧﻤﺎ " ﻭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻻﻧﺘﺎﺝ" ﺍﻻﻛﺜﺮ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ "ﺍﻟﺸﺎﺹ ﻭﺍﻟﻜﻼﺷﻴﻨﻜﻮﻑ"
ﻳﺘﻢ ﺗﺪﻣﻴﺮ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ ﺑﻌﻨﺎﻳﻪ ﻟﺘﺎﺳﻴﺲ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺳﻮﻕ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺿﺨﻢ
ﺷﻌﺎﺭﻩ " ﺩﻋﻪ ﻳﻨﻬﺐ ﺩﻋﻪ ﻳﻤﺮ " ﺍﻟﻜﻼﺷﻴﻨﻜﻮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﻤﻞ ﻻﺻﻖ " ﺍﻟﺼﺮﺧﻪ