أية الله عبدالملك الحوثي
بقلم/ حميد عقبي
نشر منذ: 9 سنوات و 10 أشهر و 28 يوماً
الإثنين 01 ديسمبر-كانون الأول 2014 08:28 ص
في اغلب وسائل الاعلام و البرامج الاخبارية يطلع علينا المتحدث من جماعة الحوثي (حزب انصار الله) و كثيرا ما يرد على كل الاتهامات بالقول ان هذه الحركة تلبي الارادة الشعبية و ان اللجان الشعبية تاتي لتدعم الامن و الجيش و تحافظ على ممتلكات البلاد، هذه العبارات حفظناها يرددها انصار حزب الله في قناة الجزيرة و العربية و فرنس 24 و كل القنوات التي تستضيف متحدث على الهواء مباشرة ، صحيح ان هذه القنوات حاليا تعاني من مشاكل و ترتبك مع المشهد اليمني كونها تكرر الوجوه و لا تعرف كيف تختار؟ فالخوف من الحديث للقنوات اصبح موجود، لذلك تختار هذه القنوات شخصيات ضعيفة لا تعرف كيف تطرح الهم اليمني و ليس لها رؤية سياسية و تطلق على نفسها الالقاب.. فهذا يقول انه رئيس حركة الثورة و ذاك ناشط سياسي و الاخر محلل و هلم جر، لعل اهم مشكلة هي ان المتلقي العربي يريد من هذه القنوات ان ترفق الحديث بمترجم للغة العربية كوننا نسمع حديث تكثر فيه البعبعة و المعمعة و البقبقة فلا نقهم شيء، انا يمني و في الكثير من الاحيان قد تصادفني كلمات و عبارات لا افهمها! من جهة اخرى نجد ان عبدالملك الحوثي اصبح صاحب الالقاب الكثيرة و يلقي من حين الى اخر خطب تنتظرها وسائل الاعلام و تشبعها تحليلا و تفكيكا محاولة الفهم ماذا يريد الرجل ان يقول بالضبط؟لم تعد الصحافة اليمنية تقول حركة التمرد الجوثي، فكلمة التمرد و الشرذمة و غيرها من العبارات التي كنا نسمعها في الوسائل الاعلامية اليمنية الرسمية انتهت، كون الحوثي اليوم ليس حركة تمرد هو شريك في الحكم و ربما هي الحاكم الحقيقي الذي يتحكم في كل صغيرة و كبيرة، كان البعض ينظر الى انصار الله هذه الفئة التي عانت في الماضي من اضطهاد و ظلم من نظام صالح و علي محسن الاحمر، ظن البعض ان المظلوم سيحس بالمظلوم كون الشعب اليمني كله يعاني من الظلم و القهر و استغلال ثروته و الزج به في غياهيب الجوع و الفقر المدقع و الامراض و الاوبئة، لكن نجد ان الحاكم الجديد يشعر بقوته يحقق اهدافه بضم قواته الى الجيش و الامن و يسيطر على كل الدوائر الحكومية، خلال هذه المرحلة نجد مئات الاحداث التي فيها تعسف و غطرسة و انتهاك للحريات خصوصا حرية التعبير و الصحافة، كل هذا يحدث و لا ندري اين هو عبدالملك الحوثي الذي يعد عبر خطاباته بالعدل و الاقتصاص من الظلمة؟
سناخذ مثال اخر ما حدث للقاضي عبدالوهاب قطران الذي تعرض الى اعتداء من قبل ما يسمى باللجان الشعبية التابعة لجماعة الحوثي، و القاضي عبدالوهاب قطران رئيس لجنة القضاء و العدل بجبهة الانقاذ و هي جبهة شعبية وطنية تم تاسيسها برئاسة القاضي النائب احمد سيف حاشد شخصية وطنية مستقلة عانت الكثير من الاضطهاد..، الحكاية باختصار ان القاضي قطران و مجموعة من اعضاء لجان هيئة الظل التابعة لجبهة الانقاذ هذه المجموعة ذهبت لمقابلة النائب العام لطرح ملفات ساخنة كلها ملفات فساد سبق و ان تم طرحها و حاولت المجموعة مقابلة النائب العام للاستفسار عن الجديد و انعاش هذه الملفات المجمدة كونها بلاغات ضد وزراء و شخصيات كبيرة، و بعد اللقاء مع النائب العام اجاب ببرود و دون مبالاة" ان هناك ما تم اتخاذه و ان لا احد يحق له رفع دعوة" .. فلا وجه لاقامة دعوة على الفاسدين السابقين او الحالين بعد هذا الرد المفزع خرج القاضي احمد سيف حاشد و المحامي نجيب الحاج و عبدالوهاب الشرفي و الدكتور عبدالرزاق الأكحلي و تم اطلاع وسائل الاعلام بما حدث كون النيابة في اليمن اليوم تحمي الفساد ثم اتجه الفريق حاشد و قطران و البقية الى جهاز المحاسبة و عند الدخول الى مكتب المدير دخل مسلح من جماعة الحوثي و قام بالتهجم على القاضي عبدالوهاب قطران بشكل لا اخلاقي، هذا الشخص هو رئيس اللجنة الشعبية بجهاز المحاسبة !! اي ان في كل دائرة حكومية اليوم، في كل وزارة توجد لجنة شعبية هي من يتحكم في مسار كل شيء! فالوزير اي وزير في مكتبه لا يستطيع تحريك كرسي صغير في الوزارة الا بموافقة هذه اللجان
و هم اي اعضاء اللجان لا قانون يحكمهم هم يصنعون و يعطون لانفسهم كل الحقوق في التدخل في كل شيء، و لا يتورعون في ضرب شخص او الاعتداء عليه بغض النظر كان صحفي او محامي او قاضي، و العجيب في هذه القصة بعد الاعتداء على القاضي قطران و رجوعه الى بيته و انتشار الخبر في الاعلام ، ارسل مكتب انصار الله وسطاء معهم بنادق و ذلك للتصالح مع القاضي و تقديم البنادق له كرد شرف! و هذه عادة في اليمن ان تم الاعتداء على شخص له مقام كبير يتم تقديم مجموعة من البنادق و ثور كبير يتم نحره ! تسمى هذه العادة هجر، لكن القاضي رفض هذه البنادق، نحترمه جدا لعدم قبول مثل هذه الامور و لعل اهم ما يفيدنا من القصة هو هذه الطريقة العجيبة في ادارة الدولة اليمنية اليوم التي يحكمها جنود اللجان الشعبية، اغلبهم شباب صغار و بعضهم اطفال تراهم يحملون السلاح على اكتافهم و سياراته تجوب الشوارع تقبض على هذا و تقتل ذاك و تسجن من تريد و تهدم بيت من تريد.
بعد دخول جماعة الحوثي الى صنعاء و هروب الجنرال علي محسن الاحمر و الكثير من ال الاحمر مثل حميد الاحمر و عشيرته.. فرح الكثير من الناس خصوصا عندما تم الكشف عن بيوت هؤلاء اقصد قصورهم الفخمة جدا جدا !! و ما تحتويه من نقوش و اثاث و قطع اثرثة و مخازن سلاح و خزانات الذهب و المجوهرات، كل هذه تم الاستيلاء عليها و كان المفروض ان يتم تكوين لجنة لحصر هذه الممتلكات و حفظها ثم التصرف فيها بعد حكم قضائي كون حميد الاحمر تهرب و لم يدفع اكثر من 40 مليار ريال يمني ضرائب، و ثروة علي محسن هي ثروة الشعب التي سرقها خلال هذه العقود و كذلك ما تم اخذه من جامعة الايمان و بيوت رموز حزب الاصلاح، لكن الرجل اي عبدالملك الحوثي نجده اليوم كملك، اصحابه يريدونه أية الله اليمن ليسمي نفسه ما يشاء و يمنح نفسه الالقاب التي يريدها لنفسه، لكن عليه ان يتذكر ان علي محس الاحمر و حميد الاحمر و غيرهم فعلوا هكذا و اليوم حل بهم ما حل على ايديكم و ربما يحل بكم اكثر من ذلك على يد اخرى، فلا يمكن الجمع بين الثورة و الاستبداد؟ انصار الله يقولون انهم جزء من الثورة و حامي لها فكيف يكون هكذا تصرف فصيل ثوري؟
ينقص حزب انصار الله الكثير كون الاعتماد على السلاح وحده يعني ان البلد تدخل في عصر ديكتاتوري، نعلم جيدا ان الرئيس الحالي عبدربه هادي كوز في طاقة كما يسميه الناس، فالرجل ضعيف ربما يوجد في قصره لجان شعبية، كان هادي جزء من الفساد في عهد صالح و هو يقبل الدور الثانوي ان يكون جزء من الفساد في عهد الحوثي و هو على استعداد ان يقبل باي دور المهم ان يظل ينهب بسلام.
ملامح الاستبداد تظهر بشكل جاد في اليمن و لا يحتاج المرء الى دراسة ليصل الى هذه الحقيقة، كون الظلم و الاستبداد يمارس بشكل يومي و ضحيته اليوم المواطن اليمني الذي يعاني الظلم و القهر منذ عقود.