آخر الاخبار

تفاصيل اعلان الصليب الأحمر الإفراج عن عشرات المعتقلين كانوا في سجون الحوثي.. هادي الهيج: ''المفرج عنهم أناس اعتقلوا من البسطات والشوارع'' بن مبارك يبحث في واشنطن مع مسؤول أمريكي التعاون لتنفيذ قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية بالزي العسكري.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزات الإسرائيليات من غزة ترامب ينفذ مجزرة إقالات.. طرد 12 مفتشا عاما خلال ساعات تفاعل غير مسبوق و جديدة للسنوار خلال المعارك في قطاع غزة برنامج ما خفي أعظم ..يكشف خفايا وتفاصيل جديدة عن معركة السابع من أكتوبر تحذيرات عاجلة من صندوق النقد الدولي بشأن الاقتصاد اليمني جوجل تطلق ميزة أمان جديدة لمنع سارقي هواتف أندرويد من الوصول إلى حساباتك عاجل.. مؤتمر مأرب الجامع يدعو مجلس القيادة الرئاسي الى سرعة دعم وزاراة الدفاع ونقل مقار البنوك الى عدن وتنفيذ قرارات الرياض .. استثمار الفرصة التاريخي الحوثيون يفشلون في التقرب الى ترامب وتوسلاتهم ذهبت أدراج الرياح .. تقرير أمريكي: الغد ليس جيدا بالنسبة للحوثيين

الخطر الحقيقي في اليمن!!
بقلم/ نشوان محمد العثماني
نشر منذ: 14 سنة و 9 أشهر و 28 يوماً
الأحد 28 مارس - آذار 2010 09:50 ص

يخطئ من يظن أن الحوثيين أو الحراك الجنوبي أو حتى تنظيم القاعدة يشكلون خطرا على مستقبل اليمن, أو توحده أو تفككه مقارنة بما هو أخطر بكثير من مجرد توقعات أو خلافات سياسية بالإمكان حلها في أقرب فرصة توافق لتسوية المعلب السياسي بالشكل المطلوب بين مختلف الأطراف.

وأبدو في هذا الإطار متوافقا مع من ذهب إلى التحذير من هذه المخاطر عميقة التأثير كارثية النتائج, في الوقت الذي تنشغل فيه معظم القوى السياسية في مجالات بعيدة عنها كتلك السياسية التي تتحين فرصة التسوية المشار إليها, غير عابئة بما تعنيه خطورة شحة المياه أو خطورة ضعف الأمن الغذائي على اليمنيين.

إن الخوف الأكبر يكمن تحت الأرض حيث حوض صنعاء على حافة النفاد خلال 10 إلى 15 سنة حيث يجري حاليا استغلال أحد مكامن المياه الجوفية العميقة للغاية في حوض صنعاء مما يتطلب حفر آبار يصل عمقها لـ1000 متر, كما هو حال كثير من المناطق الجبلية اليمنية, ومنها تعز وإب, التي ستصبح في وقت قياسي تتمنى شربة ماء, في ظل عجز اقتصادي لن يقدر على إيجاد البدائل المتمثلة في تحلية مياه البحر, أو نقل المياه الجوفية لمسافة كبيرة تتراوح بين 100 إلى 700 كم.

وتقول المعلومات إن المستهلكين في صنعاء لا يتلقون المياه من شبكة الأنابيب المحلية إلا مرة واحدة كل أسبوعين, وفي تعز لا يتم التزويد بالمياه سوى مرة واحدة كل ثلاثة أو أربعة أسابيع, ومن نسبة المياه المستخدمة لأغراض الري والتي تبلغ 90% فإن نسبة كبيرة جدا تذهب لزراعة القات, الذي قال عنه وزير الزراعة الدكتور منصور الحوشبي إن اليمن ستسمح باستيراده, أي القات, من الخارج- وبالذات من الحبشة- شاءت بذلك أم أبت, مؤكدا أن الحكومة بصدد اتخذا قرار بمنع التوسع في زراعته. (مجلة "محطات" اليمنية, ع 2 , مارس 2010).

فمشكلة المياه لن تحلها تسوية سياسية, وإن كانت مطلوبة, ولا اقتسام كعكة المصالح. وهي صرخة نطلقها قبل مرور عجلة الزمن التي لا تعرف الالتفات إلى الخلف, كما أنها صرخة أتمنى أن تدوي في عمق الضمير الإنساني اليمني في ترشيد السلوك نحو الشعور بخطر من هذا النوع يبدو في حاجة ماسة إلى توعية العقلية المجتمعية للمساهمة في إيجاد الحلول الضامنة لتفادي مآسٍ غير متوقعة.

ومن هذا المنطلق, فإن على اليمنيين, وعلى الحكومة اليمنية تحديدا التفكير جيدا في تأمين الأمن المائي, إضافة إلى الأمن الغذائي, حيث تواجه اليمن شحة المياه وقرب نفادها النهائي, وتمدد زراعة القات على حساب المحاصيل الزراعية الأخرى إضافة إلى الاستهلاك العظيم الذي تتطلبه شجرة القات من أجل أشداق عشرة مليون يمني مخزن, على أقل تقدير. وكما قال جبران خليل جبران "ويل لأمة تأكل مما لا تزرع.. وتلبس مما لا تصنع".

nashwanalothmani@hotmail.com

*نقلا عن صحيفة "14 أكتوبر".