آخر الاخبار

مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟ هجوم مضاد يسحق الميليشيات في تعز والجيش يتقدم إلى شارع الأربعين و يسيطر على مناطق استراتيجية حاكمة.. مصرع وإصابة 23 حوثيًا

المقاطعة أو المشاركة نتيجة واحدة..!!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 16 سنة و 3 أيام
الأحد 21 ديسمبر-كانون الأول 2008 07:57 ص

المهتمون أوالمعنيون بشؤون التحولات الديمقراطية في المنطقة يصوبون اهتماماتهم نحو رصد حجم تأثير القوى السياسية ودورها في عملية التطور السياسي في كل دولة على حدة، سواء عن طريق الضغط على النظام ومخاصمته أم عبر التفاهم مع الحكم ومشاركته. مع التأكيد على أن مشاركة السلطة أو معارضتها هو اختيار سياسي لا يجوز الاستهانة به في مسار دعم الديمقراطية وتطويرها، ولا ينبغي مقاربته بطريقة تعميمية وبمواقف مسبقة، وإنما عبر قراءة متأنية وهادئة.

غير أن المشكلة العويصة في اليمن ، هي ضعف قوى التوازن السياسي الواعية، وحضور خفي لقوى مختلة لا تلعب دورا إيجابيا، بقدر ما تلعب دورا سلبيا ذو مردود متأزم ومثير للفوضى، والمزيد من الإرباكات، التي ترتد بالضد على السلطة ذاتها كونها جزء فاعلا فيها ،وتلعب دورا محوريا في صنع سلوكها السياسي.

ففي ظل أزمات داخلية يعيشها نظام صالح ،الذي يتصارع مع ذاته ويخوض تصفيات ذاتية لجزء من قواه المتموضعة فيه ، وتلك الشابة التي تعمل على نفي القديم كلا من جهته للفوز بنصيب وافر من تأسيس قوى نفوذ جديدة ،تمهيدا لأحكام القبضة على مقاليد الأمور، أو بالأصح تقاسم ميراث الحكم بكامل منظومته الكئيبة التي قتلت بهجة اليمنيين، وجعلت البلاد اليوم على كف مستقبل مجهول معالمه تتبدى من خلال ملامح حاصلة ومخاضات سلبية تهدد وحدة اليمن ونسيجه الاجتماعي.

فإذا كانت المعارضة اليمنية –تكتل المشترك- قوة ينظر إليها بعين الاعتبار من قبل الشعب والخوف من قبل السلطة ، إلا أنها سرعان ما تصاب بوهن الراحة بعد حركة إيجابية على مستوى الشارع ، إذ انها تفقد فورة حماسها معتقدة أنها بحشد قوي واحد ليوم واحد أو أيام على فترات متقطعة قد لقنت السلطة درسا في فن الإصغاء لها ، وإخراجها من حالة الصمم السياسي الذي تتعمد الرد به على مطالبها ، فالمعارضة لا تبدي جدية في المعارضة بدليل أنها ، تنسى أنها معارضة سياسية يجب أن تكون ذات نضال مستدام لا يهدأ ، و لا يعرف وقتا للراحة ، لا مجرد فورة حماس سرعان ما تتلاشى عند أول رغبة شعبية في التغيير ..!!

ليس المطلوب منها المعارضة على الدوام من أجل المعارضة والصدام الدائم مع السلطة، ولا الموالاة الكاملة للنظام والتنازل عن المطالب السياسية والشعبية دون مبرر، وإنما يقاس نجاح القوى السياسية بقدرتها على الدفع في اتجاه إصلاح حقيقي يعمد إلى توزيع السلطة بين النخب الحاكمة والنخب السياسية، وإحداث توازن بين السلطات الثلاث، وتفعيل أدوات الرقابة والمتابعة، وتحرير السلطة من التمحور في خدمة المصالح الخاصة والمحدودة لنخبة الحكم، وهذا ما تبدو اليوم المعارضة غير قادرة على تحقيقه كحد تغييري أدنى ،فما بالكم بالتغيير الجذري للنظام الذي تردده نخبها السياسية على منابرها الإعلامية عديمة الجدوى والفاعلية ، والتي لم تراكم وعيا سياسيا حتى بين أعضاءها والمنتمين إليها بأهمية الإصلاح وخطورة استمرار النظام في إنتاج ذاته على البلاد ووحدتها وأمنها واستقراها وتقدمها.

إن انتفاضة 27نوفمبر الماضية بصنعاء أوجدت كما- أخمن- حالة من الخوف لدى الصغار الطامحين بوراثة الحكم والمتصارعين خفية علية ، مما جعلهم يضبطون إيقاع صراعهم بحيث لا تؤثر عليه تدخلات أخرى-حتى ولو كانت من الداخل- أي أن يبقون مسار الصراع في إطار لا يخرج عن جعل العوامل الخارجية تعمل على حرف مساره لتستفيد منه فالكعكة يجب أن يقتسمها في النهاية الأبناء ، وإن تفاوتت القوة فيما بينهم ، لكن موقفهم من المعارضة واحد ، وإضعافها أمرا ضروري لعملية نقل ذلك الميراث الملغوم بأسوأ الأزمات.