تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية مجلس القضاء الأعلى بعدن يصدر قرارات عقابية بحق إثنين من القضاة مقتل امرأة في قعطبة بالضالع برصاص الحوثيين صحيفة أمريكية: هجوم ايراني قريب على اسرائيل سيكون اكثر عدوانية من السابق توقعات المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر حول الأمطار ودرجات الحرارة في المحافظات الشمالية والجنوبية
ها هي أيام قليلة قد مضت على مناسبة عزيزة على قلوبنا ذكرى 22 مايو صفحه من التاريخ رُسم فيها حلم إعادة وحدة اليمن سياسيا وجغرافيا.
ذلك الجزء من تاريخ اليمن السياسي حمل معناه السياسي أكثر منه شعبيا لأن شعبنا اليمني قبلها كان واحدا متوحداً.
لقد نفضت الأمة اليمنية عنها عباءة الإمامة ورجس الإستعمار وكانت تعز بوابة انطلاق لثورتين يمنيتين شاق واشتاق إليها اليمنيين بأرواحهم وبذلوا غالي النفيس ليترجموا من خلال تلك التضحيات توحد الهوية اليمنية عملا وأملا ليصنعوا بعدها أمانيهم وأحلامهم بتحقيق وحدة ترابهم اليمني ليقتسموا بعدها حلم بناء وطن يسوده العدل والأمن والطمأنينة ويغلقون صفحة الماضي التي حملة في اسطرها معانات وتضحيات الأجداد راسمين مستقبلا للأجيال القادمة .
لكن لم تأتي الرياح كما تشتهي السفن لقد كانت الكلمة العليا والأثر الكبير للعواصف السياسية و صراع الإيدلوجيات الفكرية التي استمدت زخمها من خارج اليمن وداخله فحلم الوحدة اليمنية رسم سياسيا مع الأسف على أساس شراكة بين مدرستين :
الأولى في شمال الوطن حملت الفكر القبلي العسكري المتخلف فكريا واجتماعيا وكان بعيدا عن نهج بناء الدولة الحديثة.
أما المدرسة الثانية فكان الفكر الاشتراكي مسيطرا على جميع تصوراتها وسلوكياتها التي نجحت عمليا في بعض نظرياتها لكنها فشلت في القسم الأكبر منه .
لا يمكن إدخال أي عملية مقارنة بين المدرستين فنظام الحزب الاشتراكي بالرغم من سلبيات نظرياته الا انه كان اقرب الى مفهوم بناء دولة يمنيه مؤسسيه عكس النظام العائلي القبلي المتخلف الذي كان له دورا في حرف مسار الوحدة .
مع شديد الأسف قرأت لكثير من الكتاب المحسوبين على تيار حزب الإصلاح وجعلوا من ذكرى إعادة توحيد اليمن الى مناسبة يتم فيها السباق المرثوني البطولي ليس لتحقيق أهداف تخدم اليمن ولكن لنبش بعض المحطات التاريخية بعضها صحيح وبعضها الأخر محرف بشكل كبير وملفت لا ينم عن رؤية حقيقية ووطنيهم للكيفية والطريقة التي حصلت بها بعض المغامرات السياسية بعد توقيع إعادة توحيد اليمن .
فلم يكن نظام صالح ومن معه صادقين في دخولهم لوحدة يمنيه حقيقية تكون السيادة للقانون والدولة .
بباسطه لا تحتاج الى نقاش طويل وجدل فضفاض يمكننا الوقوف عند المحطة الأولى ... وهي حادثة اغتيال الشهيد الحمدي وهذه الحادثة التي حملت معها اغتيال طموح وأحلام اليمنيين الى يومنا وزمننا هذا فتحتاج منا الى مراجعة حقيقية وموضوعيه لنعرف لماذا كانت لحادثة الغدر بالشهيد الحمدي لها توقيت زمان ومكاني يرتبط بالوحدة وأشرت الى ذلك من باب الإستدلال فباغتيال الشهيد الحمدي اغتيلت أحلام اليمنيين في مؤامرة استهدفت مشروع الوحده فلو نٌفذ في ذلك الزمن لكان وضع اليمن مختلفا بشكل جذري عما عنه اليوم لسبب بسيط ان القيادتين اللتان حكمتا شطري اليمن في ذلك الوقت (الحمدي – سالمين) كانا يمثلان مدرسه واحده وهي بناء اليمن الحديث جملة وتفصيلا .
المحطة الثانية... فبدأت مع اغتيال أعضاء الحزب الاشتراكي بعد الوحدة والذي وصل عددهم الى 155 عضو حتى 94م وما رافق تلك الفترة من ممارسات غير دستوريه وغير وطنيه من التلاعب بالمال العام والاستفراد بالدولة بشكل يخالف مفهوم الشراكة والبناء المخطط له عن طريق بوابة الوحدة أدخلت اليمن في حرب صيف 1994م التي ساهم فيها المخدوع البيض بسذاجته وعدم حنكته في التعامل مع الأزمة التي افتعلها نظام صالح و تسبب فيها .
التعجرف السياسي للمخدوع البيض واستفراده بالقرار للحزب الاشتراكي ساعد بشكل كبير بل واختصر طريق النجاح لصالح المخلوع في الاستفراد بحكم اليمن بشكل كامل وتطبيق مفهوم الحكم القبلي العسكري المتخلف الذي كان سائداً في الشمال وتطبيقه في الجنوب.
فما تسبب به نظام صالح بظلمه واحتكاره لمفهوم الوحدة وكأنها كنز شخصي له حقوق الحصرية التي حصل عليها عبر حرب 94م ومواصلة سياسة الإقصاء حتى مع حلفائه القدامى ورفاق دربه وإلغاء مفهوم المواطنة والشراكة كان المحرك الرئيسي الذي ساعد على خروج ثورة التغيير لتطهير الوحدة اليمنية من رجس ودنس نظام المخلوع علي صالح .
وقياسا في التوقيت الحالي بما يجري على ارض الواقع ومقارنة بتلك الأحلام التي رسمها اليمانيون نجد ان اليمن ونخبته الوطنية المخلصة في سباق سياسي يأخذ منعطفات خطيرة للغاية وعلى رأسها ثلاثة منعطفات رئيسية :
المنعطف الأول .. يغلب عليه طابع العنف التخريبي الانتقامي لمرافق الدولة ومؤسساتها فأذناب وحلفاء النظام المخلوع سياسيا ومن أدمنوا امتصاص ثروة الشعب مازالوا حاضرين وعليه يجب علينا الإيقان التام ان المخلوع مازال يسجل حضوره عن طريقهم أكانوا عسكريين ومشائخ وسياسيين مروجين للقتل والانفلات الأمني والعنف ... ولا ننسى أيضا دخول المخدوع علي سالم البيض على نفس الخط الذي اوهمه الوهم بنفسه وقدرته على ان يكون وصيا على أبناء جنوب اليمن فنجد ان (المخلوع والمخدوع) قد وضعا امر الوحدة وكأنها صوره لا يحق ان تكون إلا بوجودهما .
المنعطف الثاني .. هو حالة التنافر والتشاجر بين مكونات اللقاء المشترك والتي بالفعل بداءت تعيد ذكريات الماضي وتؤكد ان هناك طابور خامس يحاول ان يعيد اليمن الى مربع العنف والصراع السياسي إلى ما قبل سبعينات وثمانيات القرن المنصرم نكاية بما حصل من تغيير افقد البعض مصالحه .
فمع الأسف لا زالت بعض القيادات تنظر الى تكوين اللقاء المشترك تحت معادلة سياسة (رفقاء في الربح و فرقاء في الخسارة) وهذه المعادلة لا تخدم الاستقرار في اليمن .
المنعطف الثالث.. هو مسلسل الاغتيالات التي غالبا تحمل معها رسائل سياسيه تستهدف العناصر المؤثرة في القطاع العسكري والأمني وتهدف تلك الاغتيالات الى إغلاق بعض الإسرار و الملفات السياسية لحامليها وإبقاء المؤسسة العسكرية والأمنية ساحة تصفيات وصراعات من اجل الانتقام من بعض القيادات التي كان لها دور وطني في إيقاف عجلة دوران نظام صالح .
لكن مالذي تبقى لنا من الوحدة بعد 23 سنة ؟
بعيدا عن التشجات التي أدمن عليها الكثير خصوصا من يدَعون بأنهم من النخبة بين مقدس لمفهوم الوحدة اليمنية و مدنس لها ..... نقول وبكل وضوح بأن أمر الوحدة اليمنية يمكن تشخيصها في الملف الاقتصادي فلا يمكن السيطرة على الوضع في اليمن إلا باستقرار ملفه الاقتصادي الذي يحتاج الى استقرار امني وسياسي يتحمله الجميع بلا إستثناء ... وقد يقول البعض ان أمر الوحدة اليمنية هو مطلب وطني ولا قياس له بأي ملفات أخرى ..
ونرد ان نقاط الضعف التي تكونت بشكل أساسي ضد الوحدة كانت بواسطة هشاشة الملف الاقتصادي في اليمن الذي كان له الدور الكبير في إفساح المجال لاختراق خصوم الوحدة وأعدائها حصونها في ظل ضعف الحصانة والمناعة الحاصلة بسبب انهيار وتدهور معيشة المواطن اليمني .
وحتى نعرف النهاية يجب نشخص البداية فمن عايش فترة ما قبل تاريخ إعادة الوحدة اليمنية يجد ان الحماس والرغبة الجامحة لليمنيين في جنوبه قبل شماله كانت أقوى وأكثر زخما مما هي عليه ألان لدى البعض والأمر لا يكمن في مسمى الوحدة ولكن هو الفشل في إدارتها وتحويلها الى مشروع للنهب والسلب والاستبداد ادخل في قلوب كثير من أبناء الأمة اليمنية اليأس وحطمها وشتت حلم الكثير منهم في الوصول الى يمن يحمل في كنفه العدل والمساواة لا يميز بين مواطنيه ولا يفرق بين أبناءه .
أخيراً ..... لا يمكن ان نوصل مفهوم الوحدة في ظل مكونات داخل اليمن وخارجه مازالت تبعث الفساد والخراب باليمنيين ومازالت أيديها ملطخه بدماءهم في الجنوب والشمال بل جعلوا من الوحدة اليمنية ميزان ظلم يشترون الأرض والإنسان والوظيفة والمنصب حتى دُمر كل شيء جميل له صله بالوحدة .