|
في 25 فبراير الماضي صوت البرلمان الأوروبي على فرض حظر تصدير الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية ,وبعدها بثلاثة أشهر فقط أدرج تقرير صادر عن الأمم المتحدة السعودية ضمن القائمة السوداء لانتهاك حقوق الأطفال في اليمن .
وفي 18 مايو من العام الحالي صوت الكونجرس الأمريكي بالإجماع على مشروع "11 سبتمبر" لإدانة السعودية في تلك الهجمات ومقاضاتها في المحاكم الدولية .
وقبل أيام من كتابة هذه السطور أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية عن رفضها القاطع تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية .
وفي ذات اليوم الذي دافعت فيه واشنطن عن الحوثيين أطل علينا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مدافعا عن ذات الجماعة المسلحة ويعلن للرئيس هادي وللتحالف وللشعب اليمني أن الحوثيين يمثلون جزءاً مهماً من المجتمع اليمني، وسيلعبون دوراً في الحكومة المستقبلية , ولم يكتف بذلك فقط بل وجه توبيخا مباشرا للرئيس هادي ولحكومة فنادق الرياض كما بات يطلق عليها قائلا "أن هادي لا يمثل أحداً وحكومته لا تمتلك مصداقية .
كل هذه التداعيات المتسارعة تجاه المملكة هو نتيجة تحرك أممي أضلاعه" طهران واشنطن والاتحاد الأوربي " يهدف إلى إعادة السعودية إلى بيت الطاعة " الغربية" , نتيجة لقرارها المفاجئ بإعلان عاصفة الحزم .
إضافة إلى تحركات أمريكية لتسليم المنطقة لإيران التي من خلال سياستها الدموية والإجرامية سيتم إعادة وتشكيل خارطة الشرق الأوسط على غرار اتفاقيات "سايكس بيكو ".
قبل أيام تحدثت في مقال سابق عن أسباب طول العملية العسكرية "عاصفة الحزم" تطرقت فيه إلى أطراف الخيانة والجهل الذين أوصلوا المشهد العسكري إلى هذا الإنحدار .
ثمة حقيقة مؤلمة في هذا المشهد المرتبك بكل تفاصيله المعقدة خلاصته أن الرياض وطوال الفترة الماضية ظلت تتعامل مع الملف اليمني وفقا لأرقام خاطئة ومع الرجال الخطأ , مما تسبب في وصولهم إلى هذه المسار الذي صنع اصطفافا دولي ضدهم .
أعتقد ان المملكة العربية السعودية تمر بمنعطف تاريخي حاسم ومرحلة من أكثرها حرجا وتعقيدا بسبب الضغوط الدولية التي ترفض خيار "الحسم العسكري" في اليمن وتطالب علانية على إبقاء الحوثيين كشركاء سياسيين في المرحلة القادمة .
لا يختلف اثنان إن أي رضوخ لهذه الضغوط الدولية يعني القبول بالمشروع الإيراني الذي سيبتلع اليمن جملة وتفصلا لتتحول الحديقة الخلفية للرياض إلى ثقب أسود سيلتهم كل الخليج , وستلحق جنوب المملكة وبعض دول الخليج باليمن وستنهال السكاكين على شيوخ المنطقة من كل حدب وصوب فالجزار واحد والمخرج واحد وغرفة عمليات رسم المنطقة من جديد واحدة .
تحتاج المملكة ودول التحالف بشكل عام إلى قرار شجاع وعاجل على غرار قرار عاصفة الحسم لكن هذه المرة لمن سيدير الحرب في اليمن ولمن ستسلم الإمكانيات على الأرض.
الأيادي المرتعشة التي إسترزقت من العاصفة طوال هذه الفترة يجب أن تبتر حتى تعود المياه إلى مجاريها والثعالب إلى جحورها .
هناك قائمة طويلة من قيادات عسكرية وسياسة وضعت الرياض أملها وثقلها فيهم لكنهم تحولوا إلى تجار جملة يبيعون ويشترون حتى في بيادات الجيش ومخدات نوم مقاتلي المقاومة الشعبية .
هناك أرقام حقيقة في الميدان هي التي تناضل وتحتسب وتتأذي من كل جروح الحرب وشظايا الخيانات الداخلية والخارجية لكنها تقف وحيدة .
أقولها بكل قناعة إذا لم يسلم ملف الحرب وإدارة المرحلة بكل تفاصيلها إلى الفريق ركن علي محسن الأحمر وتفويضه بحسم معركة التحرير فلتنتظر السعودية والتحالف تداعيات أكثر إيلاما مما هو علية اليوم .
لا يمكن أن تحسم في قادم الأيام المعارك الفاصلة مادام السلاح والمال يسلم لأطراف أثبتت الأيام فشلهم وضعفهم وطرف يقاتل ويموت وهو يبحث عن قيمة فاتورة علاج جرحاه أو رواتب مقاتليه في الميدان .
مالم فانتظروا حكومة إنقاذ وطنية يعلنها الانقلابيون وستحظى باعتراف المجتمع الدولي , وسيتحول هادي وحكومة الفنادق إلى متمردين وستحول السلطة إلى الانقلابيين وستجدون الكثير من الباعة ممن سيقدمون أنفسهم بأنهم يمثلون كل الأطياف السياسية في هذه الحكومة القادمة.
وما حصل لليمن سيحصل مع باقي دول الخليج .. والثور الأبيض بدأ يرسل تحاياه الخاصة إلى الثور الأسود .
# أحمد عايض
في السبت 04 يونيو-حزيران 2016 05:05:22 م