الشيوخ الفرنسي يصوت لصالح مشروع قرار ضد الحوثي قدرها مليار دولار..مصادر إعلامية مُطلّعة تتحدث عن منحة سعودية لليمن سيعلن عنها خلال أيام الجيش الأميركي يكشف عن طراز المقاتلات التي شاركت في الضربات الأخيرة على مواقع الحوثيين يد البطش الحوثية تطال ملاك الكسارات الحجرية في هذه المحافظة افتتاح كلية التدريب التابعة لأكاديمية الشرطة في مأرب اول دولة توقف استيراد النفط الخام من إيران تقرير حقوقي يوثق تفجير مليشيا الحوثي لِ 884 منزلا لمدنيين في اليمن. منفذ الوديعة يعود لظاهرة التكدس .. وهيئة شؤون النقل البري تلزم شركات النقل الدولية بوقف رحلاتها إلى السعودية المبعوث الأممي يناقش في الرياض مع مسئولين سعوديين معالجة الأزمة الاقتصادية في اليمن وقضايا السلام أسباب وخفايا الصراع بين فرعي العائلة الملكية في قطر وقصة الجوهرة الماسية التي فجرت الخلافات
أعتقد أن أكبر مشكلة تواجهها بلادنا هو غلبة الحقد السياسي على الموضوعية والإنصاف وطغيان المصالح الشخصية على المشروع الوطني وتحوّل الإعلام إلى وسيلة يتقيأ فيها من يعانون تلك الأحقاد والرغبات والمصالح مع عدم التزام وسائل الإعلام ومنتسبيها بمعايير المهنة التي صدّرها لنا الغرب وهي من صميم قيم ديننا الحنيف كالمصداقية والدقة والتحرّي والتوازن.
وليس أسوأ من ذلك ألا يتحول منتسبو فرقة “لا تشلوني ولا تطرحوني” إلى مجرد مُقلدين للسيئ عند الآخرين خاصة العرب منهم ويتنصلون ويرفضون ما هو حسن لديهم, ومن السهل بالنسبة لهم «لطش» ما لدى الآخرين حتى لو كان سيئاً وتطبيقه على واقع يمنّي ولو كان غير مناسب.
ومن الصعب تقبُّل أشياء أخرى لديهم كشأن فيحاربون ظاهرياً ما يدّعون أنه “أخونة الوظائف” و“أخونة التعليم” و“أخونة الجيش” ويرفضون الالتزام بمعايير المواطنة المتساوية وقيم الديمقراطية وأسسها مادامت ليست في صالحهم.
تبادرت إلى ذهني هذه الحقيقة وأنا أطّلع على مادة صحفية نشرتها صحيفة يومية “مهنية جداً” وهي عبارة عن تقرير للجنة مزعومة مختصة بالتربية والتعليم؛ وحملت عنوان “أخونة التربية والتعليم” وهو مصطلح “ملطوش” من الأشقاء المصريين ولم يكن من بنات أفكار عباقرة إنقاذ الثورة المفترى عليها.
وتناسى “اللطاشون” من حيث المبدأ أن الإصلاحيين أو الإخوان المسلمين في اليمن كما يسمّونهم, من حيث المبدأ هم مواطنون يمنيون ويتوجّب محاسبتهم من هذا المنطلق, ثم التدقيق ببقية المعايير المتعلقة بالوظيفة العامة وليس التعامل معهم ككائنات غريبة هبطت من المريخ أو وافدة من دولة أجنبية مثلاً.
المادة إياها كسابقاتها من أخبار ومقالات وتصريحات يتحدث المتضخمون فيها عن “أخونة” وما شابه من مصطلحات ومواقف “ملطوشة” تعبّر عما يعيشونه من توقفت عقولهم عن التفكير والإبداع والابتكار ليظلّوا يتعاملون مع قضايا وطنهم وأوضاع شعبهم من خلال زوايا الآخرين ويسقطونها على واقع يمني مختلّف.
فقط يهمهم أن يظهروا أبطالاً ومناضلين يتلوّنون كالحرباء من حضن إلى حضن، ويقفون يوماً تحت لافتة الراحل جيفارا، ويوماً آخر تحت (إبط السيد) أو (أقدام الزعيم).
السؤال المهم: هل الإصلاحيون مواطنون يمنيون من ذات الدرجة والمستوى ويتمتعون بذات الحقوق وعليهم ذات الواجبات التي هي لبقية مواطني الجمهورية اليمنية أم لا؟! لكن لا يمكن اعتبارهم مبعوثين من مرشد الإخوان المسلمين في مصر أو هبطوا بـ«الزنبيل» من المريخ.
هناك محاولات مستمرة لـ“شيطنة الإصلاح” تارة بربطه بـ«القاعدة» والإرهاب والتطرف والتكفير، وتارة أخرى باتهامه بالتبعية للسعودية وأمريكا، وثالثة بوصمه بتهمة ـ وليست تهمة ـ بارتباطه بتحالف قبلي عسكري.
وعلى سبيل المثال, فقد كان الإصلاح - عبر دائرة الحقوق والحريات في الأمانة العامة - أول من أعلن موقفاً صريحاً وقوياً تجاه جريمة قتل الشابين «أمان والخطيب» بصورة وحشية وبشعة لم يرضها أو يدافع عنها إصلاحي واحد، وتبنّى مجموعة من قياداته وممثليه في مؤتمر الحوار الوطني, وفي مقدمتهم رئيس إصلاح عدن الأستاذ انصاف مايو حملة توقيعات لفصل علي عبد ربه العواضي أو تجميد عضويته في المؤتمر؛ لكن الفرقة إياها ظلت شغالة على الإصلاح وكأنه هو الذي قتل الشابين، وهو الذي أخفى القتلة، وهو أجهزة الأمن وهو.. وهو....إلخ.
وعودة إلى ما بدأنا به المقال, فهذه الفرقة نفسها هي التي تقول إن الإصلاح كان مسيطراً لعقود على مؤسسات التربية والتعليم؛ يعني أن كوادره التربوية كانت تكتظ بهم وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها؛ واليوم حينما يتم تعيين واحد أو اثنين من الذين تم إقصاؤهم في السنوات السابقة قالوا: “أخونة التربية والتعليم”.
كنا نتمنّى أن يناقشوا المسألة اعتماداً على معايير شغل الوظيفة العامة وقانون الخدمة المدنية وقانون التعليم ومعايير الكفاءة والخبرة والنزاهة, لكن أن يتم الحديث عن كائنات غريبة عن البلاد تم جلبها وتمكينها من أهم مؤسسات الدولة فيما هم وحدهم المواطنون ومن يستحقون الوظائف والمناصب والوطنيون والحريصون و..و....إلخ.
هناك خيط رفيع ما بين الأخونة والشيطنة, ويتوجب أن نرفضهما معاً ونعتمد المواطنة كمقياس للجميع والمواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات, أما أن نظل ننفث أحقادنا الشخصية والسياسية كيفما كان وبأية صورة كانت؛ فهذه هي مصيبتنا في رموز الشيطنة.
لو كان «الإصلاح» ووزيره في التربية والتعليم يفرضون على الطلاب والمعلمين الشعار الخاص بالإخوان “الله غايتنا والرسول قدوتنا” كما يحدث في صعدة من إجبار الناس على الصراخ بشعار الإمام الخميني ـ قدّس الله سره ـ فمن حقكم أن تقولوا إن هناك أخونة أو غيره.
لكن الوزير الدكتور عبدالرزاق الأشول ووزارته يعملون وفق قانوني التعليم والخدمة المدنية وفي إطار المشروع الوطني الجامع لكل اليمنيين وتصدح كل مدارس الجمهورية - عدا مدارس صعدة وبعض مديريات عمران وحجة والجوف - بالنشيد الوطني: “ردّدي أيتها الدنيا نشيدي”.
rashadali888@gmail.com