ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
شخصيا لا أعرف الأستاذ القدير /محمد سالم با سندوة ولم يسبق لي شرف اللقاء به مطلقا ، لكن الرجل الآتي من رحم دولة حقيقية حكمت جنوب الوطن سابقا بسلبياتها وإيجابياتها ، يحظى بسمعة حسنة ليس في أوساط المعارضة والقوى المتحالفة معها فحسب ، بل يشهد له الكثير من أركان السلطة الحاكمة على أنه رجل وطني بصدق ، خاصة من قبل من عرفوه عن قرب ، إذ قالوا أنه شخصية تتميز بتاريخ وطني نظيف تملك من الصفات القيادية ما يمكن الرجل من القيام بدوره على أكمل وجه ، كرئيس وزراء لحكومة الإنقاذ أو الإتفاق أو غير ذلك من الأسماء ، رغم صعوبة الموقف وتعقيد المشهد الممتلئ حتى العظم بالألغام السياسية والإقتصادية والجماهيرية ، إضافة إلى ذلك تصفية الحسابات الشخصية الحقيرة بين مجموعة أشخاص حكموا الوطن تحت بند " القبيلة الواحدة " فعاثوا فيه فسادا وتدمير ، ولحظة إختلافهم وتطاحنهم على مصالحهم بسبب كثرة " العويلة " وصغر حجم الكعكة ، إنتشروا بفعل إمكانياتهم وتحالفاتهم في مختلف الإتجاهات لعلهم يحافظون على مصالحهم ونفوذهم في المستقبل ، حتى في وجود شخصيات وطنية في صف القيادة وصنع القرار ، يبدوا أن من الصعب تحريكها كقطع على رقعة شطرنج " مراكز القوى " كما حدث طوال الأربعة العقود الماضية من تاريخ وطننا اليمني .
بفعل الناتج السياسي للمبادرة الخليجية وآلية تنفيذها المقررة من مجلس الأمن الدولي ، تم تكليف با سندوة برئاسة الحكومة المقبلة ، لكن الرجل وبكل أسف لم يمنح حق إختيار الوزراء وتسميتهم ، فذلك حق للحزب الحاكم والمشترك المعارض ، وعليه فنحن هنا لن نحمل با سندوة المسؤولية في اختيار وزراء فاسدين ترتص خلف أسمائهم ألف علامة إستفهام ، فمن سيتحمل كامل المسؤولية سيكون المؤتمر الحاكم والمشترك المعارض ، وبحكم أننا نعرف أعضاء الحزب الحاكم من خلال تجربة طويلة ونعلم علم اليقين أنهم كوزراء ، مجرد عبيد في بلاط صالح وأولاده وأقاربه ، وليس لهم القدرة الشخصية والوظيفية في إدارة أي وزارة ، فإننا لن نتحدث عنهم لأنهم بالفعل " مجربين " ومن الغباء نفخ الروح في أجساد خالية من الكرامة والقيم الوطنية والأخلاقية ، وللتذكير فقط يجب أن لا ننسى ولو للحظة ، أن الثورة عندما انطلقت ضد الحزب الحاكم كسلطة ، شملت الجميع من الرأس الأول إلى قيادات الحزب والشخصيات الموالية له أينما كانت وتواجدت في هرم السلطة الوظيفي .
إذن سنخصص حديثنا هنا عن النصف الآخر من أعضاء الحكومة المرتقبة ، والذين سيتم إختيارهم من المشترك المعارض وحلفائه ، على إعتبار أن المشترك مكون أساسي من مكونات الثورة كما يقول قادته وأنصاره ، ومن المفترض في حال كهذا أن يتم ترشيح أسماء تمثل الناتج الثوري لرغبة وإرادة الجماهير والساحات ، لكن الأسماء التي تم تسريبها حتى اللحظة والمقدمة من المشترك ، لا تنتمي على الإطلاق للثورة واهدافها ، مما يؤكد أن قادة المعارضة لم ينظروا نهائيا لما قدمه الشعب اليمني من شهداء وجرحى ومال وصمود في سبيل تحقيق التغيير المنشود ، والذي يمثل وضع الشخصيات الوطنية النزيهة والقادرة في مراكز القرار ، أحد بنوده ومرتكزه الأساسي .
الواضح أن الأسماء المقدمة من المعارضة تنتمي لممارسة سابقة خلقت في زمن صالح البغيض ، وهي أي الأسماء تابعة أو موظفة لدى " مراكز القوى " المسيطر عليها من قبل شركاء صالح السابقين ، ومن لديه رؤية غير ذلك فليسعفنا بها ، فهل من المعقول أن يتم توزير أسماء وشخصيات خدمت صالح زمنا طويلا ، ولأجله صمتت دهرا عن ممارساته وسلوكه العصابي مكتفية بتحقيق مصالحها الشخصية على حساب عزة وكرامة وآلام وجراح الشعب اليمني ، ولحظة ترنح صالح وسلطته بفعل الثورة المجيدة ، تحول أولئك في عشية وضحاها إلى صف الشعب مع أنهم كانوا من جلاديه ، ولهذا علينا أن ندرك أن تلك الأسماء لن تقدم جديدا ، فهي أعجز من مصارحة نفسها والوقوف في موقف الحق فكيف بإدارة وزارة كاملة ، لأن تلك الأسماء لو حاسبت نفسها لتوارت عارا من ماضيها وآثرت الجلوس في المنازل ، خجلا من تاريخها القبيح والذي لا يمكن نسيانه أو التغاضي عنه سوى بمحاكمة عادلة لكل ما ارتكبته تلك الأيادي الآثمة في حق الوطن والشعب.
هنا نريد أن نسأل قادة المعارضة الذين رشحوا الأسماء وقدموها لنيل نصيب المعارضة من الحقائب الوزارية ، إضافة إلى شباب الثورة وقادة الساحات الذين ارتكبوا خطأ فادحا بتسليم الناتج السياسي للثورة لقادة المشترك ، حيث كان من المفترض اختيار قادة من اوساطهم تمثل كل محافظات الجمهورية ، نريد أن نسأل ونقول هل الأسماء المقدمة من قبل المعارضة تمثل ناتج الثورة ؟ وأين التمثيل الحقيقي للشباب والشرفاء من مختلف محافظات الجمهورية ؟ ولماذ الهروب إلى الأمام عبر قول بعض قادة المشترك أن الكثير من الشخصيات المعارضة رفضت الوزارات لأنها لا تتشرف بالعمل مع وزراء السلطة المتهمين بالقتل والفساد !؟
إذن لماذا وقعتم المباردة ووافقتم عليها من الأساس ؟ والصحيح أنكم وقد رضيتم بالحل السياسي مجبرين على السير بشجاعة إلى النهاية لتتحملوا مسؤولية ما قمتم به في الرياض .
إن ما سبق أعلاه مجرد قرائة محايدة حملت أسئلة مشروعة كما نعتقد ، الهدف منها لفت نظر الشباب ومطالبتهم بالكف عن التبعية العمياء لقادتهم ، وضرورة القيام بتشكيل قيادة ثورية موحدة تقوم بفرض قيم الثورة على مختلف القوى السياسية المتناحرة في البلاد ، فالواضح ومن خلال ما يحدث في تعز الثورة والمجد ، أن المعارضة تواصل المتاجرة بالثورة ، ولأنها تقوم بذلك فقد وقعت في فخ نصبه علي صالح بعناية ، خاصة والمعارضة مشرفة على تولي حقيبة وزارة الداخلية المخولة بحماية أرواح وممتلكات المواطنين وختاما لا بد على قادة المعارضة أن يتحملوا نتائج خطواتهم الكارثية التي حذرنا منها منذ بداية الثورة ، وعلينا جميعا أن نؤمن ونعلم أن الأستاذ القدير محمد سالم با سندوة ، مثل الشجاعة والوفاء وهو يقبل منصب مفخخ بالمتفجرات حتى السقف ، ولن نلومه في أي لحظة واللوم كل اللوم على من وضعوا البلاد في خانة ما سعت إليها الثورة لا من قريب أو بعيد .
aalmatheel@yahoo.com
إغلاق الإعلان