كنز الفقراء..
بقلم/ إلهام محمد الحدابي
نشر منذ: 11 سنة و 5 أشهر و 5 أيام
الإثنين 10 يونيو-حزيران 2013 04:46 م

في كل صباح عندما نفتح أعيننا ثمة كثير من الملامح البائسة، بعضها تفترش الطرقات، وبعضها تفترش الأحداق ، وبعضها يحترف الحزن رغم أنه يملك الكثير، الكثير هذا قد لا يحسب بعدد النقود وإنما بعدد الابتسامات المتواردة إلى ملامحنا إذا ما غادرها الجهد.

ثمة معادلة بسيطة لا يفهما كثير من البشر، لأننا ببساطة نؤمن أكثر بعالم المحسوسات ونترك عوالم أجمل منه محبوسة قيد تفكيرنا المنغلق،فالبشر عادة ما يحسبون نجاحاتهم وخسارتهم وفق كمية النقود أو المصلحة المكتسبة متناسين أن كل تلك السعادة الآنية يمكن أن تختفي فجأة إذا ما فقد أحدهم صحته بسبب حادث سير أو ضربة ريح وما إلى ذلك.

أؤمن بان جميع البشر فقراء، حتى أولئك الذين تنافس أرصدتهم عدد البشر في الأرض لا يزالون فقراء ، ليس من لا يملك كسرة خبز فقير كما قد نظن لأنه ما إن يبتسم في وجه أحدهم إلا ونافسه في ثروة قد لا يملكها ملايين البشر، فالابتسامة قيمة لا تنبع إلا ممن يملك كنز الفقراء، أعجبتني حكمة لأحدهم يقول فيها: أجمل ما في الفقر أنه يدع الإنسان على فطرته، ليقسم كسرته الأخيرة بينه وبين عابر في الطريق، وإن لم يملك بذل ابتسامة صادقة.

حقاً بت مؤمنة أن الفقير هو من لا يملك قيمة جميلة تحدد ملامح حياته، فضلاً عن أن تساعده على رؤية نفسه بشكل أوضح، وبت مؤمنة بأن كثيراً من الفقراء يملكون كنوزاً لا يملكها كثير من الأثرياء، لكن قلة منهم من يراها ككنز، فبعض الفقراء يرى أن الكون جحيم بدون تلك القطع النقدية متناسية أن تلك القطع إن جاءت قد تذهب في ثمن دواء لمرض عضال.

صحيح أن القيم لا تؤكل عيش، ولكنها تصنع حياة، وما إن يمتلك الإنسان رؤية لحياته وليس لمعيشته وحسب يمكنه أن يصنع المعجزات.