وزير الإعلام:الإعلام في حالة فوضى لكن هذه الفوضى لن تستمر طويلا
بقلم/ أحمد عايض
نشر منذ: 12 سنة و 5 أيام
الخميس 20 ديسمبر-كانون الأول 2012 07:38 م

اعترف وزير الإعلام اليمني علي العمراني بأن هناك "إعلام عدواني" في الداخل يحاول أن يثبط عزيمة التغيير ويوقف مسيرة الإصلاحات في اليمن. وقال العمراني: حان الوقت أن يتسم هذا الإعلام بالحكمة والمسؤولية وأن يبتعد عن الافتراءات وعن الأكاذيب وتأجيج الفتن.

العمراني وهو وزير الإعلام في حكومة الوفاق الوطني تحدث لـ"مأرب برس" بصراحة عن أن هناك حالة فوضى يعيشها إعلام البلد، مشيراً بكل صراحة، إلى التحديات التي تواجه الوزارة والإعلام واليمن بشكل عام.

حاوره/ أحمد عايض

- يشرفنا معالي الوزير أن تكون أحد ضيوف "مأرب برس" اليومية، ما تقييمكم لمسيرة الإعلام الرسمي؟

الحقيقة أن الإعلام الرسمي ولا أسميه الرسمي نحن الآن الرسمي يصبح من شؤوننا نحن الآن نتحدث عن إعلام عام ( Public media ) ومن هذا المصطلح الإعلام العام هو أساسا في خدمة الصالح العام في خدمة المجتمع ونحاول الآن أن نوجه الإعلام بحيث تكون رسالته رسالة مجتمعية وان أهدافه تخدم مصلحة الشعب ولا تخدم النافذين في السلطة مثل ما كانت عليه العهود السابقة في بلادنا أو في غيرها.

وأستطيع أن أتكلم دون مفاخرة عن النجاحات التي حققها الإعلام العام في الفترة الماضية؛ الإعلام كان مع الوفاق ،الإعلام كان مع مداواة الجروح التي حصلت في الفترة الماضية ؛الإعلام أيضا كان مع تسليط الضوء على الحوار،على القضايا التي تهم الشعب اليمني لأنه لا مستقبل لهذا الشعب إلا موحدا ،والقضية التي يركز عليها الآن ستتجه نحو الاهتمام حول قضية الحوار الذي نأمل أن يكون ناجحا وموفقا .

- هناك من يقول إن مؤسسات الإعلام مازالت مقسمة حسب التقسيم بين فرقاء العملية السياسية ما حقيقة هذا؟

لا .. هذا بصراحة أبعد ما يكون عن الحقيقة ربما أنه من وقت إلى آخر تحصل إجتهادات من بعض وسائل الإعلام العام من هذه الصحيفة أو تلك اجتهادات تعبر عن هيئة التحرير وتعبر عن رئيس التحرير هذه الاجتهادات قد تأخذ شكلاً معيناً يفسره البعض أنه قريب من هذا الطرف أو ذاك لكن هي مجرد اجتهادات ولكن ليست تقسيمات سياسية.

- هناك من يرى أن بعضا من المحسوبين على النظام السابق يستغلون هذه الوسائل الإعلامية لنقل رؤيتهم من خلالها ؟

مسألة الحساب مع هذا أو ذاك نحن في الحقيقة نحاول أن نكرس الجهد ونعمل في المؤسسات الإعلامية بحيث أن نحسب على الوطن وحده وليس على جهة دون أخرى.

ونحن نعرف أن هناك علاقات ربطت بين كثير من الناس الذين يعملون في الحقل الإعلامي في هذه الجهة أو تلك في الماضي لكننا نحاول ألا نتجه إلا في اتجاه الوطن بعيدا عن الشخصنة وبعيدا عن خدمة الجهات.

- بن عمر في تقريره الأخير الذي قدم إلى المجلس الأمن يقول فيه :إن إعلام فرقاء العملية السياسية في اليمن يذكي من نار الفتنة بين الطرفين ما تعليقك على قول بن عمر؟

للأسف الشديد أنه فعلا هناك إعلام عدواني في حقيقة الأمر يحاول أن يثبط التغيير يحاول أن يوقف مسيرة الإصلاح يحاول أن يبطئ من أداء الحكومة لا شغل له سوى التثبيط ومثل ما قلت على لسان بن عمر أذكى نار الفتنة؛ ونحن بمناسبة صدور صحيفة "مأرب برس" وهي تعني الشيء الكثير لأنها تحمل اسما عزيزا هو اسم (مأرب) طبعا الناس كانوا يتحدثون ولازالوا عن الحكمة والحكمة كانت منذ زمن موجودة في هذا الشعب؛ ومأرب هو إسهامه الهائل في الحكمة اليمنية عبر التاريخ، ننادي الآن حان للحكمة اليمانية أن توتي ثمارها وأن تكون موجودة في الإعلام وأن يبتعد الإعلام الخاص هذا الممول من قبل جهات أو أشخاص.

أريد أن أقول حان الوقت أن يتسم هذا الإعلام بالحكمة والمسؤولية وأن يبتعد عن الافتراءات وعن الأكاذيب وتأجيج الفتن كيفما كان التوجه.

- ما تعليقك على دعاة الإسراع في البدء في تشريعات جديدة للجانب الإعلامي؟

رائع جدا نحن مع الحل لأنه الآن حاليا تعد التصورات وتعد الأفكار التي من شأنها جعل هذا الإعلام حرًا بما فيه الكفاية ولكن أيضًا مسؤوليتنا وطنية واجتماعية بما فيه الكفاية ونحن معا هذا في حقيقة الأمر مع المزيد من الحريات ،ومع المزيد من بلورة ثقافات إعلامية تجعل الإعلاميين محترمين بما يقولون وبما يتعاطون لأنه الإنسان ما فائدة أن يكسب أشياء كثيرة جدا لكنه يخسر احترامه بين الناس؛ والذي يخسر احترامه بين الناس هي المطبوعة التي لا تجتهد بأن تكون صادقة وأن تكون أمينة وأن تكون مهنية وهو الإعلامي الذي يشعر الناس أنه يشتغل مع جهة وليس مع المهنة وليس مع الحق ونحن نريد من الإعلاميين أن تتسم أطروحاتهم وتناولاتهم بالمصداقية والحيادية والمهنية.

- هل ممكن أن نحصل على إحصائية لعدد القنوات الفضائية أو الإذاعات المحلية أو الصحف التي صدرت في عهدكم؟

بالنسبة للقنوات الفضائية هناك المثير منها تشتغل من خارج البلاد، لكننا الآن بصدد إعداد قرار جمهوري يسبق القانون، لأن القانون يحتاج إلى بعض الوقت على أساس تنظم فيه عملية البث الإذاعي والتلفزيوني من داخل البلاد على وجه الخصوص، وعما قريب نفضل أن هذه القنوات تبث من داخل اليمن وليس من خارجه، لأنه عندما تبث من خارج اليمن هذا يشكل للناس نوعاً من التكاليف الإضافية وأيضًا شطحات خارج نطاق القانون فلذلك نحن نرحب أن تمارس مستقبلا القنوات التلفزيونية أداها من داخل اليمن وكذلك إذاعات أل أف أم .

- هناك إذاعات انطلقت قريبًا هل تمتلك هذه الإذاعات أي تصريح لها؟

هذه أتت مع الفوضى ومع هذا فبعض منها أداؤها معقول جداً وبعضها يشكو منها الناس.

- هذا يعني أنه لا توجد أي إذاعة مستقلة أخذت تصريحاً من وزارة الإعلام حتى اللحظة ؟

ليس هناك إذاعة واحدة أخذت تصريحها من وزارة الإعلام لأنه في حقيقة الأمر لا يوجد قانون ينظم الأمر. كثير منهم أتوا إلينا يطالبون بتراخيص وعندما لاحظنا أن بعضهم دخل عنوة إلى السوق وبعضهم أتى إلينا فقلنا لهم ليس لدينا قانون وأكثرهم منتظرون حتى يصدر قانون لتنظيمها ونفكر أن يصدر على مرسوم رئاسي يصدره فخامة الرئيس بهذا الشأن.

-لوحظ أن هناك بعض القنوات المحلية التي تبث من داخل اليمن وخارج اليمن تسعى إلى بث الفرقة الاجتماعية داخل اليمن هل يمكن أن يكون لوزارة الإعلام دور للحد من تلك التوجهات ؟

حقيقة نحن نفكر حول هذا التوجه مثلا وللأسف الشديد وعلى سبيل المثال قناة (عدن لايف) يؤسفني أن يقوم على هذه القناة كما سمعت الرئيس السابق على سالم البيض أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكي عن اليمن بكل فخار وكان يحكي عن وحدة اليمن بكل فخار لكن الذي أراه أن هذه القناة لم تعد تعترف بحاجة اسمها اليمن هذا شيء مخجل ومخزي في حقيقة الأمر وهي للأسف الشديد تمثل تطرفاً مزعجاً ، ولكنني أؤكد أنها على المدى البعيد لن تكون مثمرة ولكنها مخجلة لمن يقومون عليها ويدعموها.

- في نظرك ما هي أهم التحديات التي تواجه الإعلام في اليمن؟

التحديات أن الإعلام لا عقال له أو عقل لا قيمي ولا أخلاقي ولا ثقافي ولا قانوني لأن هناك حالة فوضى ولكن هذه الفوضى لن تستمر طويلا لأنه في المستقبل لن يكون البقاء إلا للأصلح لأن الكثير من القنوات والإذاعات والصحف تنشر ما تشاء وبعضها تحرص على أن تكون قريبة من الحقيقة والحق أن بعضا منها تجاوزت الحق والحقائق بشكل ليس له حدود لكنك تستطيع أن تخدع بعض الناس ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس طوال الوقت، ما ينفع الناس سيمكث في الأرض وأما الزبد فسيذهب جفاء. أهم شيء في الحياة هي المصداقية سواء على مستوى الجهات أو الأشخاص أو الوسائل الإعلامية، فإذا فقدت المصداقية خسرت جمهورها لأن الناس سرعان ما يكتشفوا ذلك قد يقال عن جهة ما أنها تكذب أو شخص ما ولكن سرعان ما يفهم الناس الحقيقة وبالعكس قد تتحدث جهة ما أنها تتحدث عن حقائق في جوانب كثيرة ولكن سرعان ما يكشف أغلب الناس الخداع والكذب ولذلك تمضي هذه الوسائل لوحدها في المستقبل مع القائمين والعاملين عليها، ويشعرون بعدم الاحترام لأنفسهم لأن الناس لا يحترمون في الأخير إلا الصدق والمصداقية.

- متى تبدأ وزارة الإعلام في إحداث تغيير حقيقي في هيكلة المؤسسة الرسمية الإعلامية ؟

الحقيقة أن الحاجة إلى الهيكلة ملح جدا لكن في هذه اللحظة بالذات نتريث حتى يسفر الحوار عن نتائجه وأكيد أن قضية الإعلام كلها رسالة هامة في الحياة وهناك تغييرات كبيرة جدا من ذلك الهيكلة وإعادة هيكلة الإعلام وكل ذلك يترتب على نتائج مؤتمر الحوار الوطني.

-أخيرا كيف تنظرون إلى تطور المؤسسات الإعلامية وشبكة "مأرب برس" أنموذجا؟

"مأرب برس من الشبكات الرائدة في البلاد، أنتم أصدقائي من زمن حقيقة فأنا أحب هذا الموقع أو الشبكة بالذات وسبق أن نشرت كثيرا لديكم، وأنا معتز بأدائكم وأنتم تسمعون ملاحظاتي وحتى انتقاداتي ونسعى أن تكون أقرب إلى الكمال، وأتمنى من صحيفة "مأرب برس" أن تكون من أفضل ما لدينا في البلاد من حيث المصداقية والمهنية والقضايا التي تهم البلاد ومستقبل اليمن ويتم التركيز عليها.