عاجل: الحوثيون يعلنون استهداف مقر ''الدفاع الإسرائيلية'' ورواية مختلفة لجيش الإحتلال أول لاعب يمني يشارك في الدوري السعودي للمحترفين بعد عقوبات أمريكية على بنك اليمن والكويت.. خبراء اقتصاد يحذرون البنوك في صنعاء إسرائيل تنشر قائمة أسماء أكثر من 700 أسير فلسطيني من المقرر الإفراج عنهم اغتيال قاضيين أمام المحكمة العليا في طهران وانتحار المهاجم تأجيل وتأخير الحمل قد يحرمك من الإنجاب في هذه الحالات ..تفاصيل مذهلة وغريبة قرارات مصيرية وحاسمة ..الإيرانيون ممنوعون من دخول سوريا ومصدر يؤكد إسرائيل تستبق هدنة غزة.. وزوارقها تمطر القطاع بالقذائف ومصادر تكشف حجم الدمار عقوبات أمريكية جديدة على بنك اليمن و الكويت ارتفاع مفاجئ في أسعار الوقود في عدن
جميل أن تكون لدينا طرق معبدة وشوارع واسعة وحدائق منظمة، وأجمل من ذلك أن يكون عندنا أمة واعية وشعب مثقف وجيل متعلم موهوب، زراعة الأفكار في أدمغة العباقرة أعظم وأجل من زراعة النخيل في البساتين الفيحاء، احترام الذوق العام والاعتناء بالنظام وترتيب شؤون الحياة والتزود من العلم والمعرفة أنفع لنا من نوافير تضخ الماء في الميادين العامة، ومن ناطحات سحاب تختال في السماء، ومن أبراج عاجية تمتطي الجو. إن صناعة الإنسان إنجاز كبير تقوم به الدول المتحضرة؛ لأن الاستثمار في الإنسان أغلى وأثمن من الاستثمار في المكان، نحن في الشرق نهتم بالبناء والحيطان والجدران والآثار، وهذا جميل، لكن الأجمل منه الاهتمام بغرس الفضيلة في النفوس والرحمة في الأرواح والمعرفة في الأذهان؛ لأن الإنسان محور الحضارة ونقطة الانطلاق إلى آفاق الرقي والازدهار، ماذا تنفعنا فنادق فارهة وجسور عملاقة وقاعات واسعة مع حشود من الجهلة والمتخلفين الصادين عن العلم النافع والمعرفة الراقية والخلق الكريم؟! إن الإنسان الجاهل الهمجي يخرب العمران ويفسد المكان، إن القطيع من الهمجيين الغوغائيين المنحرفين يتحولون حتى في المدن الراقية إلى لصوص وقطاع طرق ومحاربين وشبكات من المخربين ومروجي الأفكار السامة والأعمال الهدامة، نريد صناعة بشر بنور الوحي على أرض الرسالة يسقى بماء الهمة ويكسى بجلباب الأدب الجميل والسلوك الراقي، تعال بإنسان مؤمن متعلم منظم مرتب إلى قرية مبعثرة بالية فسوف يحولها إلى روضة أنس ومهرجان معرفة وساحة عمل وإنتاج، وتعال بإنسان متخلف سفيه طائش أهوج بليد إلى حي راق منظم مرتب جميل فسوف يحول الحي إلى سوق من الضوضاء والهمجية وإلى أطلال بالية بفساد ذوقه وقبح نفسه وسوء تصرفه وذميم أفعاله! في العالم العربي تقام حدائق للحيوان فيؤتى بأسد من أوغندا وحية من كينيا وثعبان من السنغال وفيل من الهند وثور من إسبانيا وبغل من رومانيا، ثم يصرف على الحديقة ملايين في الغذاء والنظافة والترتيب والحراسة والدواء والسكن، ولكن الجمهور المتفرج في حاجة إلى مال يتعلم به وينظف جسمه ويصحح أفكاره ويغسل ثوبه ويشبع بطنه ويصرف على أسرته ويعلم أبناءه، ولكن للأسف تجد الكثير من هذا الجمهور المتفرج على الحيوان المكرم المعتنى به جاهلا أميا محدود المعرفة ساقط الهمة عديم الذوق! في الدول النامية المتخلفة يهتم فيها بالصورة والمظاهر والظاهرة الصوتية والقوالب على حساب المضمون والمدنية والرقي والنظام والذوق العام والمعرفة. وفي الدول المتحضرة يهتم فيها بالمعاني وقيمة الإنسان وتنمية الفكر وتربية الموهبة وتثقيف الإنسان والاهتمام بالنابغين والتنافس في الريادة العلمية. إن العبرة بالسيف الصارم لا بذنبه الجميل، فلو ألبست إنسانا جاهلا منحطا سفيها تاجا على رأسه ونياشين على أكتافه وأوسمة على صدره لبقي صفرا كحاله الأول لا يزداد إلا انحطاطا وضعة وخفة، ولو ألبست عالما موهوبا منتجا عاملا أسمالا بالية وثيابا ممزقة لبقيت قيمته وجلاله ورزيته في نفسه ولما ضره لباسه. وفي الحديث الصحيح قوله - صلى الله عليه وسلم: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» (رواه مسلم).