|
كان من المفترض أن ينتهي العام 2014 وقد تم قطع الجزء الأكبر من مشوار مخرجات الحوار الوطني إن لم يكن قد تم إنجاز كل شئ ما عدا مايتعلق بالنقاط التي ينطبق عليها وجود مرحلة زمنية أكبر طولا وإتساعاً لتنفيذها .
وأيضاً كان من المفترض أن ينتهي العام وقد تم إنجاز السجل الإنتخابي الجديد , ومسودة الدستور وتسليم أسلحة جماعة الحوثي للدولة وتلاشي الميليشيا , وهيكلة الجيش ومشروع العدالة الإنتقالية وقانون الإنتخابات و إصلاح القضاء ومنظومة الأمن والتعليم والصحة إلى اّخر القائمة .
كذلك كان من المفترض أن ينتهي العام في ظل إستعدادات الأحزاب السياسية وقواعدها الشعبية والإعلام ومنظمات المجتمع المدني لإجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستتم بعد أقل من شهرين , وتدشين الصفحة الأولى من اليمن الجديد والإنتقال إلى مشارف دولة مدنية ديمقراطية حديثة تسودها العدالة والقانون والحكم الرشيد .
أقول كان من المفترض كل ذلك , ولكن للأسف تحول كل شئ إلى سراب , ففي لحظات من الغفلة والتواكل و الدهشة والثقة بمن سلمنا لهم راية الحلم ,وتاّمر من الداخل والخارج , تحول كل شئ إلى كابوس مفزع , وإستيقظنا بعد ذلك لنبحث عن بقايا الوطن .
رغم كل ذلك , وفي مفارقةٍ عجيبة , مازلنا نطالع أخباراً عن الدستور وإنجازه والإستعداد للاستفتاء عليه , شخصيا .. لا أظن أنه سيتم إجراء الاستفتاء على الدستور , لأن كل شئ يوحي بذلك , ولأن الإستفتاء خطوة بعد خطواتٍ أخرى لم تتم أصلاً , إذ لا يمكن القفز من خطوة إلى الخطوة العاشرة دفعة واحدة , كما أن كل ماحدث كان بهدف تجاوز كل شئ وضمنه الدستور .
لكن لو إفترضنا مجازاً أنه سيتم الإستفتاء على الدستور , كشئ من العبث في مشهدٍ يسوده العبث في كل زواياه , فهل تظنون أن الشعب اليمني سيخرج أفواجاً ووحداناً للمشاركة في الإستفتاء ؟ !
نعم , أنا وأنتم وجميعنا ندرك أن الشعب سيرفض المشاركة بشكلٍ جماعي وقرارٍ موحد , وهذا سيكون بالتأكيد بمثابة كشف الحساب , وبيانٍ واضح لهادي ومعرقلي الإنتقال إلى اليمن الجديد , ومن يقف وراء إنقلاب سبتمبر في الداخل والخارج .
لذا سيتحاشى الجميع كشف الحساب ولن يتم الإستفتاء , ليصبح مجرد الإفتراض المجازي لاوجود له وإفتراض ملغيٌ من أساسه , لكن بالتأكيد ومهما طال الإنتظار ستأتي محطة أخرى يستطيع الشعب أن يعبر فيها بوضوح عن المسار , وعن كل ماحدث , و سيبقى الوطن .
في الخميس 01 يناير-كانون الثاني 2015 01:40:46 م