تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء كلاب آلية تنظف أحد الجبال المصنفة ضمن قوائم التراث العالمي رابطة اللاعبين المحترفين تكشف عن المرشحين لجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي لشهر أكتوبر دولة خليجية تبدأ بسحب الجنسية من المئات من مطلقات مواطنيها الإنذار المبكر ينشر توقعات الطقس خلال الساعات الـ24 القادمة في 11 محافظة يمنية
هناك أكثر من دافع لحدوث تغيير جذري في اليمن. غير الفساد، والاستبداد والقمع؛ يُعاني المجتمع اليمني من أزمة حقيقية تتمثل في تكريس القبيلة كوعي وقيمة في حياة الناس.
تُعاني اليمن من فساد كبير، ومن سلطة أمنية ذات صبغة مناطقية. وإلى ذلك؛ أفسدت السلطة في اليمن المجال العام، والقيم الحديثة والمدنية في البلاد، لصالح قيم التخلف والانتهازية. لقد تم ضرب المجتمع المدني في مدينتي عدن وتعز لصالح القيم التقليدية المتخلفة.
كرس النظام الحالي في اليمن نفوذ القبيلة، وفرض قيمها على الحياة الاجتماعية في البلاد، حتى بدت القبيلة، كبنية وكوعي، هي الأكثر قدرة وتأثيراً في البلاد. اقترن حضور القبيلة كمترادف لكل ما هو همجي، وانتهازي، ومخالف للقانون. لهذا ظل حضورها سلبياً في الذهنية العامة.
أعاقت السلطة تطور الحياة، وبالتالي تطور القبيلة ذاتها. لم تحل الأحزاب كبديل مدني حديث، ولم تنشأ روابط جديدة لصهر وإعادة صياغة العلاقات القائمة بين الناس. ومنذ حرب صيف 1994 ؛ تعاظمت قوة القبيلة لصالح تراجع الآمال بقيام مؤسسات مدنية حديثة. ولأن القبيلة مازالت قوية عاد إليها رئيس الجمهورية، منذ سقوط مبارك؛ معتقداً أن عوامل الحسم مازالت في يدها! لقد تغيرت الأمور، وتغيرت القبيلة ذاتها، إلا أن الرئيس لم يدرك ذلك، لهذا مازال يُراهن عليها كعامل حسم لتثبيت الحكم، ومده بالقوة، وليس بالاستقرار.
وبفعل التغيير الحاصل؛ تبدو القبيلة اليوم قريبة من الخيارات الوطنية لبقية اليمنيين. وهي قريبة بهذا القدر من الهوية الوطنية الجامعة لليمنيين بفعل اصطفافها مع التغيير ضداً على مصالح النظام القائم الذي ارتبطت به، طوال الفترة الماضية، وظلت مسدساً في خاصرته.
قادت العولمة، وثورة الاتصالات، عملية تغيير جذرية في العالم. لم يكن المجتمع اليمني بعيداً عن عملية التغيير هذه، التي طالت حتى الوعي القبلي. والشاهد أن هناك انقساماً حتى داخل قبيلة حاشد نفسها.
لم تعد القبيلة اليوم هي ذاتها القبيلة في حرب قعطبة، أو القبيلة عام 94. القبيلة في زمن الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ليست ذاتها القبيلة في زمن نجليه حميد وحسين.
كذلك لم يعد تنظيم الإخوان المسلمين هو التنظيم الذي عرفه الرئيس صالح، وتحالف معه خلال الثمانينات، وبعد ذلك في حرب صيف 94. الإخوان المسلمون في زمن اليدومي ليسوا الإخوان المسلمين في زمن جمال أنعم وخالد الآنسي.
لقد أدرك التغيير القبيلة، ممثلة بحميد وحسين، كما أدرك الأمر ذاته الأخوان المسلمون. مقابل هذا التطور؛ ظل الرئيس علي عبدالله صالح ثابتاً في مكانه؛ رهيناً للماضي، وممسكاً بأدواته القديمة ذاتها.