اجتماع حكومي مهم في عدن - تفاصيل بن مبارك يشن هجوما لاذعا على موقف الأمم المتحدة وتعاطيها الداعم للحوثيين وسرحد فتاح يكشف عن نتائج تحركات المستوى الوطني والدولي وزير الدفاع يقدّم تقريرا إلى مجلس الوزراء بشأن مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية قطر تقدم تجربتها الأمنية في إدارة الجوازات والخبرات والتدريب لوزير الداخلية اليمني إسبانيا تُواجه كارثة هي الاولى من نوعها... حداد وطني وعدد الضحايا في ارتفاع المليشيات تستكمل «حوثنة» الوظيفة العامة بقرارات جديدة لماذا تعرقل إيران انضمام تركيا إلى البريكس؟ إغتصاب الأطفال.. ثقافة انصار الله في اليمن صحيفة فرنسية...جنود الاحتياط ينهارون و 170 ألف جندي إسرائيلي يغرقون .. تفاصيل الإنهيار من الداخل ثمانية مرشحين لجائزة هدف الشهر في الدوري الإنكليزي تكشف عنهم رابطة الدوري
منذ انتهاء الحرب الأهلية اليمنية 1994م نصحو وننام على إعلام رسمي جل همه طمس ما أفرزته الحرب من مآسٍ جنوبية تشكلت في ما يعرف بالقضية الجنوبية التي وإن كان الحراك المعبر عنها يأخذ في الضعف يومـًا بعد يوم حتى انحصر في مناطق بعينها مثل لودر والضالع وردفان منحسرًا عن عدن وحضرموت وشبوة وكثير من مناطق محافظتي أبين ولحج؛ إلا أنـه حتى لو أنحسر الحراك عن آخر مواقعه فإن القضية الجنوبية ستظل قائمة لبقاء أسبابها وأخطرها نزعة نهب الجنوب ونزعة إذلال الجنوبيين بوهم أن الإذلال هو ما يرسخ الوحدة الحالية بكل سلبياتها! لكن النزعتين وبالأصح الشهوتين كسرتا كثيرًا من عُرى التوجه الوحدوي اليمني لدى الجنوبيين ولم تعد الوحدة تستند في بقائها على أساس غير القوة المسلحة للدولة فقط! وموضوع الأسس التي تستند إليها الاتحادات والوحدات في قيامها واستمراريتها يجب مناقشته كموضوع مستقل أنسب عنوان له هو "الوحدة بين المشروعية والشرعية" وسيكون هذا بإذن الله بين موضوعاتي القادمة، وكنت قد كتبت منذ أشهر مقالاً بمناسبة ذكرى 22 مايو بعنوان "عيد بلا فرحة" وأشرت فيه إلى أنـه خلال هذا العيد ظهر استفتاء جنوبي على الوحدة والذي أجراه هو الدولة ومن دون أن تنتبه (وهي التي تعارض دائمـًا إجراء استفتاء لمعرفة رأي الجنوبيين في الوحدة اليمنية القائمة، وهو موقف يفصح بلا شك عن الخوف من نتيجة الاستفتاء)، لكن الدولة ومن دون أن تدري أجرت في الذكرى الـ 20 للوحدة اليمنية استفتاءً جنوبيـًا من دون أن تقصد ذلك! وقد سألني أكثر من صديق لماذا لم أكتب عن ذلك الاستفتاء ونتيجته، فالواقع هو أن هذا الأمر مكانه الطبيعي هو في مقال "الوحدة بين المشروعية والشرعية" وهو قادم بإذن الله تعالى.
عوامل نفي "واحدية الثورة اليمنية"
إن شعار "واحدية الثورة اليمنية" لا يُعبر عن شيء له وجود حقيقي، وإنـما هو فقط يعبر ويكشف عن تفكير شمولي كريه يريد تهميش الآخر وبالأصح تهميش الجنوبيين سيرًا نحو إلغائهم كليةً كبشر لهم قيمة سياسية أو اقتصادية أو لديهم تاريخ وطني مشرف وهذا ما أمتد إلى مناهج التربية والتعليم التي تكتب بانتقائية بعيدًا عن الحقائق لتطيح بتاريخ وطني كان عظيمـًا عاشه الجنوب خلال حركة تحريره من الاحتلال البريطاني. والحقائق الخمسة التالية يقضي كل منها على المقولة الزائفة "واحدية الثورة" التي تعتبر 26 سبتمبر و14 أكتوبر ثورة واحدة!
أولاً : إن مبادئ ثورة 14 أكتوبر تختلف عن مبادئ حركة الجيش في سبتمبر.
ثانيـًا : إن أهداف ثورة 14 أكتوبر ليست هي أهداف حركة سبتمبر.
ثالثـًا : إن نظام الحكم الذي اتجهت ثورة 14 أكتوبر لمقاومته للقضاء عليه هو نظام حكم الاحتلال البريطاني وحلفائه من الحكام المحليين، في ما اتجهت حركة سبتمبر للقضاء على نظام حكم وطني إمامي
رابعـًا : قيادة ثورة 14 أكتوبر تختلف بشكل تام عن قيادة حركة سبتمبر، فمجلس قيادة سبتمبر لم يضم أحدًا من قيادة الجبهة القومية أو جبهة التحرير (وهما الفصيلين الوحيدين اللذين مارسا الكفاح المسلح وسيلة لتحرير الجنوب). ومن جانب آخر لم يكن أي جنوبي عضوًا بمجلس قيادة سبتمبر، كما لم يُعين أي جنوبي بأول حكومة بعد 26 سبتمبر، ولا حتى ثاني حكومة ولا حتى عاشر حكومة، فقد أدخل إليها أول جنوبيين في مطلع سبعينيت القرن الـ 20، وهما الأخ عبدالله الأصنج والأخ محمد سالم باسندوة (الذي لمجرد أن اختار مؤخرًا أن يكون موقعه في المعارضة فقام إعلام السلطة بنزع هويته اليمنية ووصفه بالصومالي!، وهو ما لجأت إليه سلطات يمنية سابقة عندما نزعت الجنسية اليمنية مثلاً عن المرحوم أحمد محمد نعمان وعبدالرحمن البيضاني، وها هو التاريخ يعيد نفسه بعد نصف قرن على يد نظام يدّعي الديمقراطية، ولو افترضنا جدلاً أن باسندوة صومالي أجنبي؛ فأين كنتم يا سادة خلال 40 عامـًا مضت كان فيها وزيرًا للخارجية؟ ووزيرًا للإعلام؟ وتارةً رئيسًا للجهاز المركزي للتخطيط؟ وتارة أخرى رئيسـًا للوفد اليمني الدائم لدى الأمم المتحدة؟، وبجانب ذلك كان على الدوام مستشارًا لرئيس الجمهورية ومقربـًا إليه جدًا، والآن فقط صار صومالياً أجنبيـًا!) ومن جهة أخرى وكدليل على اختلاف قيادتي 14 أكتوبر و26 سبتمبر، فإن قيادتي الجبهتين القومية والتحرير لم تضما أي عضو بمجلس قيادة حركة 26 سبتمبر، وأول هيئة قيادية للجبهة القومية (المجلس التنفيذي) لم تضم أحدًا من أبناء الشمال فقد ضمت (9) كلهم جنوبيين حتى دخلها عبد الفتاح إسماعيل في العام الثاني للثورة.
خامسـًا : وإذا نظرنا للموقع الجغرافي الذي استهدفته كل من أكتوبر وسبتمبر فسنجده مختلفـًا هو الآخر، فالحركة قامت في بلد كان يعرف بالمملكة المتوكلية اليمنية، بينما الثورة قامت في بلد آخر كان يعرف بالجنوب العربي.
فأين هي بالله تلك الواحدية؟! وإذا كان بعض الجنوبيين شاركوا في القتال بالصف الجمهوري بالشمال فهذا لا يعني أبدًا واحدية الثورة فالمصريون قاتلوا بالصف الجمهوري بالشمال بأعداد تفوق عشرات المرات أعداد الجنوبيين وشهدائهم بالشمال كانوا أكثر بمائة مرة من شهداء الجنوب بالشمال، ومع ذلك لم يدوشنا المصريون بالحديث عن شيء يسمى واحدية الثورة العربية ولم يهرج أي سياسي أو عسكري مصري بأن 23 يوليو هي الثورة الأم لـ 26 سبتمبر رغم أنـها لو قيلت لكان فيها كثير من الصدق فقادة سبتمبر ألقوا فورًا بمعظم العبء العسكري على كاهل المصريين للذود عن النظام الجمهوري الوليد والمتعثر بصنعاء! بل أن حركة سبتمبر لم تقم أصلاً إلا بعد أخذ الإذن من الزعيم المصري العربي جمال عبدالناصر، وهو ما لم تفعله الجبهة القومية عندما اطلقت حرب تحرير الجنوب فلم تستأذن لا القاهرة ولا صنعاء ولا أية عاصمة فالقرار كان مستقلاً ولذلك لم تتلق الجبهة أي دعم مصري إلا بعد نحو 6 أشهر من انطلاق ثورة 14 أكتوبر ولم تتلق أي دعم مالي أو عسكري من صنعاء طوال حرب التحرير حتى تحقيق الاستقلال الوطني الناجز (ناجز لأنـّه مكتمل، فالجبهة القومية لم ترفض فقط الإبقاء على أي شكل للوجود العسكري البريطاني بالجنوب، بل ورفضت دخول دولة الاستقلال في أي حلف دفاعي, وناهيك عن ذلك رفضت الانضمام لمنظمة الكومنولث التي تقودها بريطانيا، ثم مؤخراً وبعد الاستقلال الناجز بنحو 40 عامـًا وبعدما تحققت الوحدة اليمنية تقوم الجمهورية اليمنية تستجدي الانضمام للكومنولث وهو ما يتعارض واستقلال الدولة، لكن دول الكومنولث هي التي رفضت عضوية اليمن لأنـها دولة لا تمتلك مؤهلات العضوية فكانت صفعة قاسية للجمهورية اليمنية ودبلوماسيتها وهي ليست بأقل شدة من صفعة رفض مجلس التعاون الخليجي عضوية اليمن بالمجلس .. وكفاية عليهم نشركهم بكأس خليجي لكرة القدم (وحتى في هذا المجال أثبتت اليمن فشلاً ذريعـًا وانظروا لفشلها في إحراز أي انتصار في مباريات خليجي 20 التي أقيمت مؤخرًا بعدن وأبين وكانت – ولا تزال – فضيحة كبرى لمنتخب يلعب على أرضه بل وبين جمهوره! شيء مخجل. ومن المخجل أيضـًا أن تفر بعض الوفود المشاركة من الفندق الذي تنزل فيه عندما اكتشفت أن الفئران تشاركها النزول في الغرف! والله عيب..وتابلوهات حفل الأفتتاح كانت مملة وتحولت لنفاق سياسي) وبالعودة لموضوعنا أقول بأنه ليس هناك أي شيء يثبت صحة مقولة واحدية الثورة اليمنية، بل هناك كثير مما يثبت عدم صحتها وأن ترديدها ما هو إلا عبث.
مع اللواء الركن وافتراءاته
أشرت بمقالٍ سابقٍ إلى أنني سأتناول لاحقـًا ما كتبه لواء ركن إختلق وقائعاً بهدف إثبات وجود الواحدية إياها! اللواء يدعى علي محمد عبد المغني وقد كتب بصحيفة "26 سبتمبر" بتاريخ 21 أكتوبر 2010م مقالاً في ذكرى الثورة الأكتوبرية الجنوبية، واتخذ لمقاله عنوان نمطي للغاية "واحدية الثورة"! ولإنه يعجز عن الإتيان بأي شيئ يثبت وجود تلك الواحدية لذلك لجأ للفبركة (أي الإختلاق من رأسه). ففي البدء يزعم بأن الشهيد علي عبدالمغني (يقصد الملازم علي عبدالمغني فقد كان لا يزال حيـًا) تلقى دعوة من الرئيس جمال عبدالناصر لحضور إحتفالات العيد لعاشر لثورة 23 يوليو، فسافر عبر "المخاء" إلى "شرم الشيخ", ويكتب اللواء "وفي شرم الشيخ كان في استقباله محمد عبدالواحد (القائم بالأعمال المصري بصنعاء) الذي اصطحبه إلى مقر عبد الناصر في شرم الشيخ والتقى به لعدة ساعات وتناقش معه في كل المواضيع وأعجب عبد الناصر به كثيرًا"! فيا سيادة اللواء كلامك مرفوض، فأولاً شرم الشيخ صار بها استراحة للرئيس المصري الحالي فقط محمد حسني مبارك، فلا أظن أنـه حتى كان للرئيس السادات استراحة بشرم الشيخ، وبالتاكيد لم يكن لعبد الناصر أية استراحة بشرم الشيخ فحينئذٍ يا سيادة اللواء كانت شرم الشيخ, بل جنوب سيناء كله, بل سيناء كلها منطقة عسكرية! وكانت إسرائيل تحتل سيناء بالكامل في كل حرب مع مصر ففي 1956 احتلتها بالكامل وفي 1967 احتلتها بالكامل.
تلك أول كبواتك, أما ثانيها فهو أنه ليس متوقعاُ ولا مصدقاً أن يذهب عبد الناصر لملاقاة عبد المغني في مكان صحراوي يقع على البحر الأحمر يبعد مئات الكيلومترات عن مكان الاحتفالات بعيد 23 يوليو التي تقام عادة في مدينتي القاهرة والاسكندرية, وبالذات العيد10 لثورة يوليو حضر فيه الرئيس عدة احتفالات والقى بكل منها كلمة طويلة, وتلك الأحتفالات كالآتي:
الأول, إحتفال شعبي ببميدان الجمهورية بالقاهرة في 22 يوليو 1962.
الثاني, حفل افتتاح نادي ضباط الصف بالحلمية بالقاهرة في 24 يوليو1962 .
الثالث, حفل بملعب بلدية الإسكندرية في 26 يوليو 1962.
الرابع, حفل في جامعة الإسكندرية في 27 يوليو 1962.
الخامس, حفل تخريج دفعة من الكلية البحرية بالأسكندرية في 29 يوليو 1962.
وهناك أنشطة عديدة أخرى لعبد الناصر في يوليو 1962فلم يكن فاضياً في هذا الشهر (أو في غيره) لمغادرة القاهرة والأسكندرية والسفر لمئات الكيلومترات للألتقاء بالملازم علي عبد المغني, وقواعد المنطق والبروتوكول يافخامة اللواء تقول بأن يذهب عبد المغني لملاقاة عبدالناصر لا العكس, خاصة ان عبد المغني كان ضابطاً برتبة صغيرة لا رئيس دولة فلن يذهب عبدالناصر لملاقاته في الصحراء الواقعة على البحر الاحمر على بعد مئات الكيلو مترات من القاهرة والإسكندرية ناهيك عن أنه كان غارقاً لأذنيه بسبب فعاليات العيد العاشر لــ 23 يوليو.
ثم تكتب تقول "عاد بعدها الشهيد علي عبد المغني إلى المخاء وتوجه بعدها إلى تعز والتقى بأحرار الجنوب وأذكر منهم : عبد القوي مكاوي وقحطان الشعبي وعبد اللطيف (يقصد فيصل عبد اللطيف) وشيخ مشايخ الشعيب الضالع محمد عبد الله الشعيبي والشيخ راجح لبوزة شيخ مشايخ ردفان وكان اللقاء مكرسـًا للتنسيق لقيام الثورة في عدن ضد الاستعمار"!! الله أكبر عليك يالواء! فهذه الرحلة إلى شرم الشيخ والعودة إلى تعز يفترض أنها وقعت في يوليو 1962م (فهو التاريخ المواكب للعيد العاشر لثورة 23 يوليو 1952م)، وهنا يستحيل أن يحضر اللقاء عبد القوي مكاوي فالرجل لم يكن لديه حينئذٍ أية ميول أو توجهات سياسية فقد كان يعمل لدى البيوت التجارية الكبيرة بعدن ولا ناقة له ولا جمل في السياسة. كذلك هذه أول مرة أعلم فيها بأنه لردفان والضالع شيخ مشايخ! ضف إلى ذلك أن يكون راجح لبوزة شيخـًا لمشايخ ردفان! وهو لم يكن كذلك قط (فما هذا الإغداق بالألقاب المشيخية دون علم أو تبصرة يا لواء؟). وخذ عندك أيضـًا استحالة وجود لبوزة في ذلك اللقاء "الوهمي" فلبوزة إنما ذهب إلى الشمال بعد 26 سبتمبر 1962م ضمن مجموعة من مجاميع عديدة من أبناء ردفان وفي الشمال كان يقودهم الشيخ سيف مقبل القطيبي (ومن هنا يتبين عدم صحة الزعم بأن لبوزة كان شيخـًا لمشايخ ردفان؛ وإلا لقاد هو مجاميع أبناء ردفان بالشمال لكن التاريخ الجنوبي ملعوب فيه بشكل كبير لمجرد الإعلاء من شأن بعض الأشخاص وطز في حقائق التاريخ! لكنني بإذن الله سأواصل تصحيح الوقائع لأعيد التاريخ إلى نصابه الحقيقي بقضه وقضيضة وليزعل من يزعل، فهذا تاريخنا ويجب أن نصونه من عبث العابثين وأدعياء العنتريات التي لم تقع!) أما فيصل عبد اللطيف فكان في يوليو(وأغسطس وسبتمبر1962بعدن فكيف التقى بعبد المغني في تعز وإب بشهر يوليو1962؟! وأما قحطان فيستحيل أن يتواجد بالشمال في يوليو 1962 أو يونيو أو أغسطس أو سبتمر1962 لسبب بسيط وهو أن الإمام أحمد كان سيعدمه ففي 21 مايو 1962 أصدر قحطان كتابه الشهير "الإستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" وفيه يياجم بشدة نظام الحكم الملكي المتخلف في الشمال ويقترح تشكيل "جبهة قومية" لتقضي على ذلك النظام وتقيم نظام حكم جمهوري ومن ثم تنطلق الجبهة القومية لتحرير الجنوب, فهل بعد إصداره لذلك الكتاب سيذهب بنفسه للشمال وهو تحت حكم الإمام أحمد؟ طبعا مستحيل يالواء لأنه سيلقى حتفه.
بعد ذلك يذكر اللواء بأن علي عبد المغني أخذ المذكورين إلى إب ليكونوا بعيدين عن عيون الإمام! وهناك استمع لوجهة نظرهم بأن تتكاتف جهود أحرار الجنوب والشمال للتخلص من الاستعمار بالجنوب وسيسهل بعد ذلك القضاء على الإمامة بالشمال لكن وجهة نظر علي عبد المغني (حسبما يزعم اللواء) هي معارضة ذلك لأنه ستندثر الثورة وهي ببدايتها لأن الاستعمار قوي وسيكون لديه دعم من بريطانيا ودول أخرى وسيطارد الاستعمار الأحرار بينما الإمام سيكون في الشمال وهكذا لن تنجح الثورة!
فما الحل إذاً؟ يأتي اللواء بالحل السحري - والساذج - كالآتي : "قال – أي علي عبد المغني - عودوا إلى الجنوب وقوموا بعمل مصالحة مع السلاطين ومع العدو المستعمر لتكسبوا ودهم وتطلقوا السجناء الأحرار من المعتقلات ونحن إن شاء الله قد رتبنا كل شيء وستقوم الثورة ضد الإمام، فعليكم أن تبادروا بدعمها بالشباب والوجهاء"!! ويكتب "وفي بداية سبتمبر 1963م وصل الشيخ راجح لبوزة ومعه شخصيات عديدة في حدود 400 شخص (الله اكبر على تضخيماتك يافندم!) والتقوا الأخ أحمد الكبسي قائد لواء إب وكان يومها متوجهـًا إلى عبس والمحابشة لمحاربة قوى الملكية فتحركوا معه"! فكيف ذلك يا لواء؟ فمن المعروف أن مجاميع ردفان وبينها لبوزة أنهت في أغسطس 1963مشاركتها في الصف الجمهوري وعادت في هذا الشهر إلى ردفان وبقوا فيها لأسابيع يعيشون في هدؤ حتى حاولت مجموعة لبوزة اغتيال الشيخ محمود حسن علي لخرم نائب مشيخة القطيبي لخلافات ذات طابع شخصي وكان ذلك في 12 أكتوبر 1963م فجردت حكومة الاتحاد الفيدرالي حملة عسكرية في اليوم التالي 13 أكتوبر لتأديبهم فوقعت فيه معركة بردفان وكان لبوزة هو أحد قتلاها من أهل ردفان جراء اصابته بشظية قذيفة أطلقت عشوائياً (أي أنه قتل قبل يوم واحد من انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة لذا فمن التهريج الزعم بأن الثورة انطلقت بقيادته أو أنـه فجرها في 14 أكتوبر, ومقتله في 13 أكتوبر موثق بشكل رسمي لا يقبل الجدل وسأنشر بكتابي القريب ما يثبت مقتل لبوزة قبل ثورة 14 أكتوبر.
ويختتم اللواء "شهادته التاريخية!" بأنـه بعد أن خاضت مجموعة ردفان القتال بالشمال عادوا "وتم إعطائهم كمية كبيرة من المال والسلاح والذخائر والسيارات للتهيؤ لقيام ثورة الجنوب ضد الاستعمار وأبلغ أحمد الكبسي قائد لواء تعز (مرة قائد إب وبعدها قائد تعز!) راجح لبوزة أن مجلس قيادة الثورة سيدعم الأخوان في الجنوب بكل الإمكانات وفي الرابع عشر من أكتوبر 1963م تفجرت الثورة في الجنوب وهذا ما رسمه الشهيد علي عبد المغني"!!!!!
وهكذا يجعل اللواء الركن كغيره من التاريخ ملطشة فهم يرونه بلا أهمية وانه يجوز لأي واحد أن ينثر فيه أكاذيبه!!
فتأكد يا لواء بأن قجطان وفيصل والمكاوي ولبوزة لم يكونوا موجودين في يوليو 1962 بالشمال، كما عليك أن تعلم بأن الإطاحة بالحكم الملكي بالشمال أولاً ومن ثم الانطلاق لتحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني انما كان رأي قحطان الشعبي لاعلي عبد المغني وهذا موثق فقد أقترح قحطان ذلك على عدد من أحرار الشمال المقيمين بالقاهرة في 1961م وقدم اقتراحه ضمن دراسة قدمها لهم يطالب فيها بواحدية الثورة اليمنية فرفضوا لأنـهم لا يرغبون في تغيير النظام الملكي بالشمال إلى جمهوري وإنما يرغبون في إصلاح ذلك النظام!! ثم أصدر قحطان كتابه "الاستعمار البريطاني ومعركتنا العربية في جنوب اليمن" في 21 مايو 1962م ونشر فيه تلك الدراسة بما تتضمنه من الإطاحة بالحكم الملكي الشمالي أولاً، ثم تأتي أنت الآن وتنخع لنا تاريخ من رأسك يجعل قحطان يطالب في يوليو 1962م بتحرير الجنوب أولاً؟!
يا لواء التاريخ الجنوبي تكتبه الوقائع الصحيحة وليس ملطشة كتاريخكم في الشمال فلديكم أكثر من تشكيل مختلف لأول مجلس قيادة لسبتمبر! والبيان الأصلي للحركة لم يذع فقد ضاع بسبب الفوضى المصاحبة لسلوكيات الضباط ولكل شيئ بالشمال ولا تزال هذه الفوضى قائمة لليوم وجرى تعميمها على الجنوب وهو ما جاب الجنوبيين وراء!! ومن بين فنون صنعاء التي حوت كل فن أن الدبابة التي قصفت دار البشائر في 26 سبتمبر 1962كانت تحمل على متنها 400 نفر (فكلهم يزعمون بأنهم كانوا حينها بداخلها!!!) ولليوم يا لواء وانتم لم تتفقوا على شخص قائد حركة الجيش في 26 سبتمبر 1962 أهو عبد الله السلال أم علي عبد المغني أم عبد الله جزيلان أم غيرهم!!!
وأما المعونة التي تحدثت عنها "مال وسلاح وذخائر وسيارات" فأقسم يمين مغلظة بالله العظيم يا فخامة اللواء بأنها لم يكن لها وجود في الواقع وموجودة فقط في تلفيقات مزوري التاريخ ! وأن ثورة 14 أكتوبر بقيادة الجبهة القومية لم تستلم طوال مرحلة التحرير ريال واحد أو حتى طلقة رصاص واحدة من السلطة بصنعاء (وعندي أكثر من دليل على هذا وسأحتفظ بها لكتابي) فإذا تريد أنت وغيرك تكذيبي قبل صدور الكتاب فتفضلوا وإثبتوا للقراء عكس ما أقول لكن هيهات وفي المشمش يا فخامة اللواء.
وحرام عليك تنسب للشهيد البطل علي عبد المغني أشياء لم يقم بها أبدًا فهذه إساءة له.
أرأيتم ياقراء يا كرام كيف أثبت اللواء واحدية الثورة؟ فصنعاء قدمت المال والسلاح والذخيرة والسيارات لثورة 14الجنوب!! والملازم علي عبد المغني هو الذي خطط لثورة 14 أكتوبر! يا سلام!!
وإزاء الأكاذيب التي تريد إثبات واحدية الثورة لتهميش ثورة 14 أكتوبر المجيدة والعظيمة فإنني أضيف بأنه وبمنتهى الصراحة هناك فعلاً ثورة واحدة فعلا ولكنها ثورة 14أكتوبر المجيدة أما 26 سبتمبر فهي مجرد حركة جيش انتهت بعد سنين (1972م) بالتصالح مع الملكيين بعد أن فشلت في الانتصار عليهم وهذه هي الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى.
وفي الأسبوع القادم سأتناول بإذن الله موضوع "الثورة الأم" وسأبين أن 14 أكتوبر هي الثورة الأم لحركة 26سبتمبر, كما سأثبت أن بريطانيا وحكومة الإتحاد لم تطالبا لبوزة بتسليم سلاح أو دفع غرامة فالرسائل المزعوم أنها تبودلت بينه وضابط سياسي بريطاني هي رسائل مختلقة بعد مقتل لبوزة (فأيضاً كثير من الجنوبيين يظن التاريخ ملطشة وسيزور فيه كيفما شاء!).
تصحيح : بالعدد قبل الفائت من صحيفة "التحديث"(8 ديسمبر 2010) وبمناسبة ذكرى الإستقلال الوطني كتب الصحافي المعروف علي الجبولي موضوعاً طويلا بعنوان "قحطان محمد الشعبي : من بؤس اليتم إلى قيادة الثورة وإنجاز الإستقلال ورئاسة الجمهورية", وبالعدد الفائت كتب الكاتب القدير علي ثابت القضيبي يصحح للجبولي لأنه كتب بأن قحطان توفي في 17/7/1981 فالقضيبي كشاهد عيان قال بأن قحطان توفي بمنتصف 1984م فقد كان هو مرقداً بمستشفى المصافي في أواسط 1984 عندما أحضر قحطان للمستشفى وأنزل بعنبر مجاور لعنبر القضيبي حيث توفي, شكرا للجبولي الذي كتب الموضوع وشكرا للقضيبي لأهتمامه بتصحيح التاريخ, أما الحقيقة فهي أن قحطان الشعبي توفي في 7/7/1981 وبهذا فالجبولي أقرب للصواب فقد أخطأ بعشرة أيام أما أنت يا قضيبي فأخطأت في بضع سنين وإعتقادي هو أن أحداً من آل الشعبي تم ترقيده بتلك الفترة بمستشفى المصافي فظننته قحطان الشعبي وهذا هو تفسيري الوحيد فلا أشك ابداً في سلامة نيتك أيها الكاتب القدير..وجل من لا يخطئ.